icon
التغطية الحية

مطاعم دمشق في رمضان.. موسم مضروب بإفطار "غال" وطاولات فارغة

2022.04.26 | 06:35 دمشق

k2_items_src_36814a85c17c9e1073ff91704fcf6f8a.jpg
مطاعم دمشق في رمضان
دمشق - سارة هاشم
+A
حجم الخط
-A

يقترب شهر رمضان المبارك من نهايته، ويشتكي أصحاب المطاعم في دمشق من قلة الزبائن في ظل ارتفاع الأسعار، وتفضيل سكان العاصمة وريفها، إعداد فطورهم في المنزل أو اجتماع عدة عائلات على طبخة واحدة لتقليل التكاليف قدر المستطاع.

ويعد شهر رمضان والأعياد من المواسم المهمة للمطاعم التي تقدم لائحة خاصة بشهر الصيام، تضم إلى جانب الوجبة الرئيسية أطباق المقبلات والعصائر والحلويات، إلى جانب البرامج الفنية أو الإنشادية التي ترافق ساعة الإفطار.

ولكن الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها مناطق سيطرة النظام السوري، حالت دون أن تحقق مرابح جيدة لأصحاب المطاعم الشعبية والمتوسطة وحتى المطاعم الفخمة أيضاً، مع ارتفاع أسعار الوجبات.

كم متوسط أسعار الإفطار في رمضان؟

وتختلف الأسعار إن كان المطعم فخماً أو يقدم مائدة مفتوحة"بوفيها مفتوحا"، ويرتفع سعر الوجبة أو "منيو رمضان" بحسب المطعم والمنطقة، إلى جانب ما تتضمنه، من دجاج أو لحم أو سمك، إلى جانب نوعية الحلويات والمشروبات.

ورصد موقع "تلفزيون سوريا" كلفة وجبة الإفطار على الشخص الواحد في مطاعم دمشق، إذ تبدأ من 40 ألف ليرة إلى 125 ألف ليرة سورية.

وارتفعت أسعار وجبات المطاعم مع بداية حلول شهر رمضان ما بين 50 إلى 100%، مع الارتفاع الكبير في أسعار المواد الأولية، والارتفاع الكبير في أسعار الزيوت والسمون.

ورصد موقع "تلفزيون سوريا" العديد من أسعار الوجبات في مطاعم دمشق وريفها، حيث تباينت بشكل كبير، وفق المنطقة وشهرة المطعم إلى جانب نوعية الطعام وحجمه.

وقال صالح عمر شريك في أحد مطاعم حي الميدان بدمشق، إن الأسعار تبدأ من 50 ألف ليرة لوجبة الإفطار في مطعمنا، وقد تصل إلى 70 ألفا، وهي مكونة من وجبة أساسية دجاج أو لحمة مع صنف مقبلات بارد فتوش أو سلطة أو تبولة أو فول أو فتة، يضاف إلى ذلك كاسة عصير وحبتا تمر.

وأضاف في حديث إلى موقع "تلفزيون سوريا" أن الإقبال هذا العام كان ضعيفاً جداً، والناس ترى الـ 50 ألف ليرة مبلغا كبيرا جداً، ولكن الربح قليل مع ارتفاع أسعار كل شيء في سوريا، فنحن كأصحاب مطاعم نعاني جداً من تأمين مستلزماتنا".

وأشار إلى أن حركة الزبائن قلت قبل بدء رمضان، وتوقعنا أن تعود مع بداية الشهر، إلا أن ما حصل هو العكس تماماً، فلا تمتلئ أكثر من 5 طاولات بينما كانت قبل الآونة الأخيرة أفضل بكثير.

ولفت عمر إلى أن هناك أسعار وجبات أقل في مناطق أخرى من دمشق أو في الضواحي، ولكن الإيجارات أيضاً مختلفة، حيث من الممكن أن يجد الشخص إفطاراً بـ 30 ألف ليرة سورية ويضم مقبلات ومشروبات.

الإقبال أضعف من المتوقع

ويبدو أن رمضان هذا العام، كان أسوأ اقتصادياً على أصحاب المطاعم من سنوات وباء كورونا، التي انخفضت فيها الحركة لدرجات كبيرة، وفضل الكثير من العائلات الإفطار في المنازل.

وفي إطار ذلك، قال مدير مطعم في باب توما إن وجبة إفطار الصائم تبدأ بـ 60 ألف ليرة وقد تصل إلى 80 ألف ليرة للشخص الواحد، تختلف بحسب ما يطلبه زيادة، ونوعية الأركيلة والمشاريب بعد الإفطار.

وأضاف في اتصال مع "موقع تلفزيون سوريا" أن الحركة في المطعم هذا العام متوسطة، والكثير من الأشخاص يتصلون بنا للحجز وعند معرفة السعر يلغونه.

وأردف أن التسعير مرتبط بغلاء أسعار اللحوم والزيت والطحين والغاز، كل شيء في أسواق الجملة غال علينا، رغم أننا نشتري بكميات كبيرة لتلبية الحاجيات ومع ذلك هناك مصاريف ضخمة نغطيها".

بينما لم تتجاوز وجبة الإفطار في منطقة الربوة على كتف نهر بردى الـ 50 ألف ليرة، في محاولة لجذب الصائمين مع استمرار الأجواء الباردة ليلاً في ربيع دمشق.

وأوضح أبو مضر مدير في أحد تلك المطاعم، لموقع "تلفزيون سوريا"، أن وجبة الإفطار (مشاوي مشكلة أو طبخ) مع مقبلات ومشروبات بـ 50 ألف ليرة على الكرسي الواحد.

وأكمل أن رمضان جاء في أيام باردة نسبياً هذه السنة، ومنطقة الربوة موسمها صيفي أكثر من شتوي أو بنهار الربيع لذلك قل عدد المقبلين على موائد الإفطار هذا العام.

وأوضح أن أسعار الوجبات لدينا مقبولة جداً مقارنة بمطاعم في الشعلان أو الصالحية بدون إطلالة وصوت ماء، وإن كان البعض يراها مرتفعة بسبب الوضع الاقتصادي الحالي الذي تمر به البلاد، يعني كل شيء أسعاره مرتفعة وأول ما ينعكس ذلك على الطعام.

وجبة إفطار أعلى من راتب شهر

في مقابل تلك الأسعار تجاوزت وجبة الإفطار في أحياء المالكي وأبو رمانة الـ 100 ألف ليرة، حيث وصلت في بعض فنادق دمشق الـ 5 نجوم إلى 125 ألف ليرة سورية، وفق أحد العاملين فيها.

وقال محمد مصطفى في حديث مع "موقع تلفزيون سوريا" إن وجبة الإفطار في مطعمنا تبدأ من 120 ألف ليرة إلى 135 ألف ليرة سورية، وهي بوفيه مفتوح، يضم عشرات أصناف الطعام والمشروبات والحلويات والفواكه والأراكيل، إلى جانب وصلة إنشادية.

وأضاف أن "ليالي رمضان شهدت إقبالاً جيداً هذا العام، ربما أقل من السنوات الماضية لا أدري، ولكن في هذه المناطق لا أحد يسأل عن الأسعار، حيث تقبل الطبقة الغنية، ومعظمها عزائم".

وأردف أن "إدارة المطعم تقدم العديد من الفعاليات مثل المولوية، والعراضات، والأناشيد، لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الزبائن".

وعن سبب ارتفاع سعر البوفيه المفتوح، قال إن "السعر عرض ولا يتوفر إلا في رمضان ويتضمن كل شيء، إلا إن زاد على الفاتورة صنف لا يتضمنه البوفيه المفتوح، مثل مشروبات معينة أو أراكيل أو سلطات فواكه أو حلويات ما".

ويبلغ راتب الموظف الحكومي ما بين 95 ألف ليرة إلى 120 ألف ليرة سورية، أي ثمن كرسي واحد في مطعم خمس نجوم لوجبة إفطار واحدة.

وتشهد مناطق سيطرة النظام ارتفاعاً هستيرياً بأسعار السلع، والمواد الغذائية، مع فقدان العديد منها، وزيادة أسعارها بشكل غير معقول بالأسواق السوداء أو السوق الحر.

وأثر الغزو الروسي لأوكرانيا على الوضع الاقتصادي في سوريا، حيث ارتفع سعر الزيت والسمن والغاز والوقود ما زاد من معاناة سكان مناطق سيطرة النظام.