icon
التغطية الحية

مصير مبهم لإجازات العيد.. وتصريحات رسمية تثير مخاوف السوريين

2022.04.21 | 14:39 دمشق

0rty0we8.jpg
تسعى الحكومة التركية إلى مجاراة مطالب الشارع بالحد من تواجد اللاجئين السوريين في البلاد - الأناضول
إسطنبول ـ محمد حردان
+A
حجم الخط
-A

اعتادت أحزاب المعارضة التركية على إثارة قضية السماح للاجئين السوريين بقضاء إجازات العيد في سوريا لمهاجمة سياسة الحكومة التركية في ملف اللجوء، مع التركيز على أن زيارة سوريا تتعارض مع مسوغات اللجوء للسوريين في تركيا.

لكن هذه المرة صرحت الحكومة التركية وعلى غير العادة، عبر إعلان وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أن حكومته تدرس تقييد السماح للاجئين السوريين المقيمين في تركيا بالتوجه إلى بلادهم من أجل قضاء عطلة العيد.

وجاء ذلك بالتزامن مع مطالب زعيم حزب "الحركة القومية" التركي، دولت باهتشلي، بألا يُسمح للسوريين المغادرين خلال العيد إلى سوريا بالعودة مرة أخرى إلى تركيا، معتبراً أنه "لا يوجد أي داع لعودة السوريين القادرين على الذهاب إلى بلادهم خلال فترة العيد".

وأضاف باهتشلي، في تصريحات نقلها موقع "حرييت"، أن حزبه "من أكبر الداعمين لسياسة ضبط قضايا اللاجئين في تركيا"، واصفاً الهجرة غير النظامية بأنها "غزو"، وداعياً إلى ترحيل من يتم القبض عليهم في هذا الإطار إلى بلادهم فوراً.

إجازة العيد.. مخاوف من عدم السماح بالعودة

وتسعى الحكومة التركية من خلال التضييق على إجازات العيد، إلى مجاراة مطالب الشارع بالحد من وجود اللاجئين السوريين في البلاد، وامتصاص غضب الأصوات المطالبة بعدم السماح للاجئين ممن يذهب لقضاء إجازة العيد بالدخول مجدداً إلى تركيا.

وسبق ذلك إجراءات تضييق اتخذتها الحكومة التركية ضد اللاجئين، ومنها توقيف بطاقات الحماية المؤقتة، وملاحقة الذين يقيمون في ولايات غير تلك التي استخرجوا منها البطاقة، وترحيل عدد من اللاجئين إلى الشمال السوري.

ويثير السجال المتواصل بين الحكومة والمعارضة في تركيا، قلق اللاجئين السوريين الراغبين في زيارة عائلاتهم بمناطق الشمال السوري خلال إجازة عيد الفطر المقبل، حتى أن كثيراً منهم بات يفكر في عدم الذهاب خشية إغلاق الحدود عند العودة، ما يجبرهم على البقاء في الشمال السوري. ويسود اعتقاد لدى غالبيتهم أن وقتاً عصيباً بانتظارهم إلى حين إجراء الانتخابات التركية في عام 2023.

وفي السياق يقول اللاجئ السوري في مدينة إسطنبول طالب لحفي "أهلي مهجَّرون من مدينة حلب، ويعيشون في مدينة اعزاز، وأريد الذهاب خلال إجازة العيد لزيارتهم، أعيش في تركيا من أجل العمل، وأرسل مبلغاً مالياً شهرياً إلى عائلتي، فهم غير قادرين على العمل هناك بسبب قلة فرص العمل وسوء الأحوال المعيشية".

ويضيف أثناء حديثه مع موقع "تلفزيون سوريا" أنه "كنت متردداً في الذهاب لقضاء إجازة العيد مع أهلي في سوريا، بسبب إيقاف بطاقة الحماية المؤقتة الخاصة بي مؤخراً، فأخشى عدم القدرة على العودة إلى تركيا في حال الذهاب إلى اعزاز، ما يعني بقاء عائلتي دون معيل، لكن وبعد الخلافات الأخيرة وتضارب تصريحات المسؤولين الأتراك حيال إجازات العيد قررت عدم الذهاب وخوض غمار رحلة مبهمة المصير".

من جهته محمد السعيد قال لموقع "تلفزيون سوريا كنت أفكر في زيارة عائلتي الموجودة في مدينة جرابلس كما أقوم في كل عام، لكني ألغيت الفكرة هذه المرة لعدة أسباب، أولها خوفي من عدم التمكن من العودة إلى تركيا، فتصريحات المسؤولين الأتراك الغامضة لا تبشر بالخير، ومن الممكن أن يتم منع الذاهبين من العودة".

ولفت السعيد على أنه "لا يخفى على أحد احتقان الشارع التركي وتصاعد موجة العنصرية ضد السوريين، هذا عدا الواقع الأمني غير المنضبط في مناطق المعارضة، إضافة إلى الواقع الاقتصادي المتردي".

مصير مبهم لإجازات العيد

وكان التسجيل على إجازات العيد في هذا الموسم اقتصر على معبر باب السلامة، ولم يشمل معابر باب الهوى وجرابلس وتل أبيض والراعي، بعد أن سمحت السلطات التركية في تموز الفائت لعدد محدد من السوريين المقيمين على أراضيها، من حملة بطاقة الحماية المؤقتة، بالدخول إلى الشمال السوري عبر المعابر السورية الحدودية (باب الهوى - باب السلامة - جرابلس)، خلال فترة عيد الأضحى، وذلك بعد نحو عام من توقفها بسبب إجراءات الحد من تفشي جائحة كورونا، ما أدى إلى حرمان السوريون في تركيا بسبب إجراءات الحد من تفشي وباء "كورونا"، من فرصة إجازة العيد لثلاثة أعياد على التوالي.

وكانت إدارة معبر باب السلامة الحدودي أعلنت عن بدء استقبال الطلبات للدخول من الأراضي التركية إلى شمال غربي سوريا لقضاء إجازة عيد الفطر للسوريين المقيمين في تركيا. وقالت إن الزيارات إلى سوريا ستبدأ اعتباراً من 16 من نيسان الجاري وتستمر حتى 30 منه، بين الساعة 8 صباحاً و5 عصراً.

وبعد أن بلغ عدد الزائرين عن طريق معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا ضمن إجازات عيد الفطر 2123 زائرًا خلال الأيام الأربعة الماضية، تداولت مواقع وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي أخباراً عن إغلاق المعبر أمام حركة الدخول والخروج، وأمام زيارات عيد الفطر.

وبالموازاة، أعلنت إدارة معبر جرابلس في بيان، عن إغلاق المعبر اعتباراً من 15 من نيسان، حتى 13 من أيار المقبل في وجه السوريين الحاصلين على بطاقة الحماية المؤقتة الصادرة عن ولاية غازي عنتاب، أو حاملي الجنسية المزدوجة. وأوضحت أنها ستعيد رسوم الحجز للأشخاص الذين تقدموا بحجز مسبق خلال فترة الإغلاق.

إلا أن مدير معبر السلامة الحدودي، قاسم القاسم، قال لموقع "تلفزيون سوريا" إن "الأمور طبيعية على المعبر فيما يخص استقبال الحجوزات للسوريين الراغبين بالدخول إلى الجانب السوري من المعبر، كما أن زيارة العيد مقررة من ولاية كلس وليس من وزارة الداخلية، وإدارة المعبر لم تتلقَ أي قرار على هذا الصعيد، وأمور زيارات العيد تسير كما هو متفق ولم يجرِ أي تعديل".

ويعيش نحو 3.7 ملايين لاجئ سوري على الأراضي التركية، وتتيح تركيا لعدد محدد منهم قضاء إجازتي عيدي الفطر والأضحى في بلادهم ضمن فترة محددة.