icon
التغطية الحية

مصير الجيش السوري ومهامه.. لقاء خاص مع العقيد عبد الجبار العكيدي |فيديو

2025.01.21 | 13:55 دمشق

آخر تحديث: 21.01.2025 | 14:36 دمشق

74
العقيد عبد الجبار العكيدي - (منصة إكس)
دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A
إظهار الملخص
- العقيد عبد الجبار العكيدي يناقش المفاوضات بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية، مشيراً إلى تفضيل الحوار لتجنب الاقتتال وسفك الدماء، مع التركيز على تجنب التصعيد العسكري.
- العكيدي يتناول تعقيدات مطالب قسد مثل تقاسم الثروات واحتفاظها بكتلة عسكرية، مؤكداً أن هذه المطالب تهدد الأمن، ويشير إلى أن قسد لا تمثل الأكراد السوريين بشكل كامل.
- يؤكد العكيدي على أهمية تشكيل جيش سوري جديد يضم مقاتلي الثورة والضباط المنشقين، مع التركيز على حماية الوطن ودمج الفصائل الثورية بشكل منظم.

استضاف تلفزيون سوريا المحلل العسكري والاستراتيجي العقيد عبد الجبار العكيدي، الذي تحدث من دمشق عن مستجدات المفاوضات بين إدارة دمشق و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مؤكداً أن الإدارة الجديدة تتبنى نهج الحوار والمفاوضات منذ انطلاق معركة "ردع العدوان"، بهدف تجنب الاقتتال وسفك الدماء، خاصة بين المدنيين.

وأوضح العكيدي أن المفاوضات مع قيادات قسد مستمرة لتجنب التصعيد العسكري، إلا أن الأخيرة ما زالت غير مستوعبة للواقع الجديد في سوريا، مشيراً إلى أن سقوط النظام وهروب بشار الأسد يعيدان تشكيل المشهد السوري، بحيث لا مجال لوجود سلاح خارج إطار الدولة.

قسد وشروطها.. تعقيدات وتحديات

وحول الشروط المطروحة من قسد، لفت العكيدي إلى مطالبها المتعلقة بتقاسم الثروات والنفط واحتفاظ مقاتليها بكتلة عسكرية داخل المؤسسة العسكرية السورية، مؤكداً أن هذه المطالب غير مقبولة في دولة تسعى لتحقيق الاستقرار. وأوضح أن دخول كتلة عسكرية بكيانها وتنظيمها إلى الجيش السوري يهدد الأمن والاستقرار، كما هو الحال مع "حزب الله" في لبنان و"الحشد الشعبي" في العراق.

وشدد العكيدي على أن إدماج العناصر من مختلف المكونات السورية، سواء كانوا عرباً أو أكراداً أو غيرهم، يجب أن يتم كأفراد ضمن الجيش السوري، وبما يتماشى مع هيكلة الدولة.

وأوضح أن قسد، بقياداتها ذات الأصول الأجنبية وأيديولوجيتها الانفصالية، لا تمثل الأكراد السوريين، بل تمثل فئة صغيرة منهم، في حين أن الأغلبية الساحقة من الأكراد السوريين هم وطنيون ومنخرطون في مؤسسات الدولة.

مفاوضات وتلويح بالعملية العسكرية

أشار العكيدي إلى أن المفاوضات بين إدارة دمشق وقسد تسير بالتوازي مع التلويح باستخدام القوة العسكرية كخيار أخير، موضحاً أن الإدارة الجديدة تستقدم تعزيزات عسكرية للضغط على قسد بهدف التوصل إلى حلول سلمية وتجنب التصعيد.

وأضاف أن القيادة السورية تأمل في حل الأزمة دون إراقة الدماء، مؤكداً أن المرحلة الحالية تتطلب وعي الجميع بأن سوريا أصبحت دولة مواطنة وقانون وعدل، لا مكان فيها للميليشيات أو السلاح الخارج عن سيطرة الدولة.

وأشار العكيدي إلى وجود تأثيرات إسرائيلية وإيرانية على قسد، بالإضافة إلى دعم بعض فلول النظام لها، مضيفاً أن بعض ضباط النظام السابقين لجؤوا إلى مناطق سيطرة قسد، مما يعقد المشهد السياسي والعسكري في سوريا.

وأكد أن تقاطع المصالح بين الأطراف المناهضة للثورة السورية، بما في ذلك إيران وإسرائيل وبقايا النظام، يجعل من تحقيق الاستقرار تحدياً كبيراً.

مستقبل الجيش السوري

وفيما يتعلق بتشكيل الجيش السوري الجديد، أوضح العكيدي أن أي جيش حديث يجب أن يمتلك خططاً دفاعية وهجومية على حد سواء، مع التركيز على حماية الوطن ومؤسساته.

وشدد على ضرورة استيعاب مقاتلي الثورة والضباط المنشقين، الذين يمتلكون خبرات ميدانية وعسكرية اكتسبوها خلال أكثر من عقد من الزمن، وأكد أن سوريا تمتلك 14 كلية عسكرية يمكن أن تستوعب هؤلاء المقاتلين وتعيد تأهيلهم عبر برامج تدريبية مكثفة.
 

ولفت إلى أهمية دمج الفصائل الثورية ضمن المؤسسة العسكرية بطريقة منظمة، بعيداً عن الأخطاء السابقة التي سمحت لفئات معينة بالسيطرة على الجيش، داعياً جميع الشباب الذين شاركوا في الثورة إلى الانخراط في الجيش الجديد ليكونوا حماة للوطن ومؤسساته، مما يضمن عدم عودة فلول النظام إلى السيطرة مجدداً.

وطرح العكيدي فكرة تطبيق نظام عسكري يعتمد على ألوية إقليمية، مثل لواء الشمال ولواء الجنوب، كحل لاستيعاب كل الفصائل وقادتها. وأوضح أن هذا النهج قد يساعد في تنظيم الجيش الجديد دون الإخلال بمركزية القيادة، مما يضمن قدرة أكبر على احتواء التحديات الراهنة وبناء جيش وطني موحد.

وشدد العكيدي على أهمية تغيير مفهوم الولاء داخل الجيش، بحيث يكون للوطن فقط، وليس لقادة الفصائل أو أي شخص آخر. وأكد أن بناء جيش وطني يتطلب إرادة حقيقية ووعياً متقدماً، وهو ما بدأ يظهر جلياً في أوساط الشعب السوري بعد سنوات من المعاناة والحرب.

كما أكد ضرورة احترام حقوق المقاتلين والقادة الذين أسهموا في إسقاط النظام، مع ضمان إدماجهم بشكل منظم داخل المؤسسة العسكرية.

وحول دور الجيش في المستقبل، أوضح العكيدي أن مهمته الأساسية ستكون حماية حدود الوطن ومؤسساته، بينما تُترك معالجة التمردات الداخلية أو التنظيمات الإرهابية للأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية. وأشار إلى أن دولة ديمقراطية يشارك فيها جميع السوريين ستقلل من احتمالات الانقلابات العسكرية أو التمردات، مع تركيز الجيش على مهامه الأساسية.

وتحدث العقيد العكيدي عن زيارته الأخيرة إلى دمشق وحمص، مشيراً إلى مشاعر مختلطة بين الفرح لرؤية الأمن والهدوء يعودان تدريجياً إلى بعض المناطق، والحزن العميق عند رؤية حجم الدمار، خاصة في داريا وحمص.

واختتم العكيدي حديثه برسالة للقيادات والشعب السوري بضرورة العمل بجد لضمان عدم تكرار الأخطاء السابقة، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب تضافر الجهود لبناء دولة تحترم حقوق مواطنيها وتعتمد على جيش وطني قوي يعكس تطلعات الشعب السوري.