icon
التغطية الحية

مصور صحفي تعرض للاختطاف يروي كيف هرب من سوريا

2020.12.18 | 15:42 دمشق

131058894_202810414719863_203758444948576478_n-e1608190147128.jpg
كيب تاون إي تي سي- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

مر عام على نجاح المصور الصحفي شيراز محمد من جنوب أفريقيا في الهروب من الأسر، بعد اختطافه من قبل تنظيم الدولة في سوريا في عام 2017.

فقد تم القبض على محمد قبل ثلاث سنوات وتحديداً في شهر كانون الثاني من عام 2017، وذلك عندما كان في سوريا يصور معاناة الناس في تلك البلاد. وفي نيسان 2019، قام خاطفوه بنشر مقطع فيديو يؤكد أنه مايزال على قيد الحياة ويظهر فيه رجل مسلح لم يتم التعرف على هويته واقفاً خلف السيد شيراز وهو يتوسل لأهله وللمجتمع الدولي حتى يقوموا بتنفيذ طلبات الخاطفين وأن يدفعوا مبلغ 1.5 مليون دولار حتى يقوموا بإطلاق سراحه.

اقرأ أيضاً: والدة الصحفي الأميركي المختطف في سوريا "تهاجم" بومبيو

إلا أنه تمكن في 14 كانون الأول من الهروب، ثم عاد بأمان إلى جنوب أفريقيا وذلك في الثاني من شهر كانون الثاني، دون أن ترد أية تفاصيل حول هذه العملية في ذلك الحين. واليوم يفتح لنا هذا المصور الصحفي قلبه ويسرد لنا ما جرى معه في ذلك اليوم الذي هرب فيه، فيروي عبر صفحته على الفيسبوك: "14 كانون الأول 2019، عند الساعة 8:15 صباحاً، خرجت من تحت الأرض أخيراً، واستغرقت عملية قطع شبكة من الأسلاك حوالي نصف ساعة ثم خرجت عبر فتحة صغيرة من المفترض أنها فتحة تهوية للمخبأ الموجود تحت الأرض الذي احتجزت فيه. وبمجرد أن خلصت نفسي، اكتشفت أنه لم تكن لدي أدنى فكرة إلى أين يمكنني أن أمضي، لكنني كنت أحس أنه علي أن أبتعد لأطول مسافة ممكنة عن المكان الذي احتجزت فيه. وهكذا اخترت طريقي عبر بساتين الزيتون. كانت تمطر منذ الليلة الماضية، ولهذا أصبحت الأرض موحلة، وهذا ما صعب علي السير في تلك المنطقة. وقد حاولت أن أبتعد عن الطرقات، ووجدت أنه من الأسلم أن أغذ السير بين أشجار الزيتون".

اقرأ أيضاً: مراسلون بلا حدود تطالب بحماية الصحفيين جنوبي سوريا

وهكذا تسلق السيد شيراز ثلاثة جبال، وكاد أن ينزلق مرتين، قبل أن يصل إلى قرية نائية، حيث عرض عليه رجل يركب دارجة نارية أن يوصله، ووافق على نقله إلى المشفى، بالرغم من الشكوك التي ساورته حول شيراز، ولهذا حاول أن يسأله عن المكان الذي أتى منه، وكيف وصل إلى تلك القرية.

وحول تلك الحادثة يخبرنا شيراز: "طلبت منه أن يوصلني إلى أي مشفى، وأخبرته أني سأدفع له مقابل ذلك، إذ كانت خطتي يومها تقوم على الوصول إلى منطقة يسكنها الكثير من السكان أو الوصول إلى أي مشفى. غير أن ذلك الرجل عبر عن استيائه من عرضي، وأخبرني أنه لا يريد المال مني، وكل ما يريده هو أن يعرف من أين أتيت. وفي نهاية الأمر توقف خارج متجر صغير ودخل إليه، فحاولت أن أتجنب أن أخبر الناس بأني كنت مخطوفاً خوفاً من أن يقوم أي أحد منهم بخطفي مجدداً، فهذا احتمال كبير للغاية في سوريا. ولكن كلما حاولت أن أتفادى إخبارهم بأني كنت مختطفاً زادت الشكوك حول مظهري وشكلي. وهذا ما جعل ذلك الشخص الذي كان يجلس وراء مكتب صغير يجن جنونه، فقفز باتجاهي وكأنه يحاول أن يتهجم علي، لكنه لم يتهجم. ثم دخل رجل يرتدي زياً عسكرياً كاملاً إلى المتجر ليشتري السجائر، وأخذ يتحدث بالإنكليزية فأخبروه بأمري".

اقرأ أيضاً: 551 منهم على يد النظام.. مقتل 707 صحفييين في سوريا منذ 2011

وبعدما شرح لهم شيراز ما حدث بالنسبة لاختطافه، اتصل ذلك الرجل بالشرطة ليأخذوا شيراز إلى المشفى. ثم قامت الشركة بالتحقق من قصة اختطافه وبعدها تم نقله إلى الحدود التركية، ومن هناك تمكن من العودة إلى بلده.

اقرأ أيضاً: عائلة الصحفي أوستن تايس: ابننا بخير ومعتقل لدى نظام الأسد

وحول ذلك كتب شيراز: "اقتادوني إلى مخفر للشرطة حيث تم التقاط هذه الصورة لي فيه من أجل التحقق. والخدوش الظاهرة على يدي كانت بسبب شبكة الأسلاك، كما أن إصبع قدمي قد جرح أثناء خروجي لأصل إلى مستوى الأرض. وقد عرض علي الشباب في مخفر الشرطة مقاطع فيديو أظهر فيها عندما كنت مختطفاً، ثم طلبت أن أتصل بأسرتي هاتفياً".

اقرأ أيضاً: لأول مرة.. تركيا تبث لقطات لعملية اختطاف المعارض الإيراني| فيديو

ولقد اكتفى شيراز في سرد قصته عند هذا الحد، حيث شكر كل من ساندوا عائلته خلال السنوات الثلاث التي أمضاها في الأسر، وأعرب أنه يخطط لتأليف كتاب حول هذه التجربة التي عاشها، ثم أضاف: "إن الشيء الذي يدور حول عملية الخطف، هو أنك عندما تتعرض للاختطاف فإن قسماً من أسرتك يختطف أيضاً، ويعيش في سجن وحبس ".

المصدر: كيب تاون إي تي سي