icon
التغطية الحية

مصادر استخبارية: روسيا تنشر 500 عنصر سوري لتدعم دفاعاتها في أوكرانيا

2022.11.09 | 18:54 دمشق

إحدى قطعات المدفعية الأوكرانية وهي تدك مواقع روسية- تاريخ الصورة: 8 تشرين الثاني 2022
إحدى قطعات المدفعية الأوكرانية وهي تدك مواقع روسية- تاريخ الصورة: 8 تشرين الثاني 2022
Middle East Eye - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

نشرت روسيا أكثر من 500 مقاتل سوري في أوكرانيا ضمن مهام غير قتالية بشكل أساسي، حيث كلفتهم بالعموم بحراسة المقرات في لوهانسك ودونيتسك خلال الأشهر القليلة الماضية، بحسب ما أوردته مصادر استخبارية محلية.

كما ذكرت تلك المصادر بأنه تم سحب مقاتلين من أصحاب الخبرة من قطعات موالية للنظام السوري حصلت على دعم وتدريب وإدارة من قبل روسيا خلال محاربتها لقوات المعارضة وتنظيم الدولة، وتشمل الفرقة 25 لقوات المهام الخاصة المعروفة باسم "قوات النمر"، والفيلق الخامس، و"لواء القدس".

في حين ذكر مسؤول لدى النظام، رفض الكشف عن اسمه، بأن روسيا قد جندت سوريين بينهم ثوار سابقون، ضمن قواتها الخاصة ومجموعة فاغنر سيئة الصيت وهي شركة تعهدات عسكرية خاصة، ونقلتهم إلى أوكرانيا.

وفي شهر آذار الفائت، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بأن أكثر من 16 ألف طلب وصل لموسكو من قبل أشخاص يعيشون في دول الشرق الأوسط، وذلك لمساعدة روسيا في حربها على أوكرانيا.

غير أن كثيراً من المراقبين أدركوا بأن في ذلك محاولة لتخويف أوكرانيا وغيرها من الدول الأوروبية خلال الأيام الأولى للنزاع.

وخلال الشهر ذاته، نقلت صحيفة "ميدل إيست آي" خبراً حول انتشار إعلانات في سوريا تطلب مجندين وتعدهم برواتب عالية تصل إلى ثلاثة آلاف دولار (وهذا يعتبر مبلغاً ضخماً نظراً لاقتصاد سوريا المتهاوي)، وذلك بناء على المهارات والخبرات التي لدى الشخص.

كما أطلقت قناة "صيادو الدواعش" الرسمية على تطبيق تليغرام، وهي مجموعة مدعومة روسياً أنشئت في عام 2017 لمحاربة تنظيم الدولة، نداء للمجندين حتى يبلغوا القاعدة في حمص عن رغبتهم بالتسجيل للقتال إلى جانب الروس في أوكرانيا.

إلا أنه بسبب عدم توافر أدلة كافية حول نشر سوريين في أوكرانيا عقب صدور تقارير تثبت تجنيدهم، تم التشكيك بالدعوات المنادية لحمل السلاح بوصفها عمليات احتيال ليس إلا.

إذ نقلت صحيفة نيويورك تايمز في مطلع هذا العام بأن ما لا يقل عن 300 مقاتل روسي قد تم إرسالهم إلى روسيا حتى يجري تدريبهم بصورة أكبر قبل نشرهم في أوكرانيا.

غير أن المسؤول لدى النظام ذكر بأن نحو ألف مقاتل سوري قد نقلوا إلى روسيا من أجل التدريب، بيد أن نصفهم سافر إلى أوكرانيا، وصرح هذا المسؤول أيضاً بأن المهمة الأساسية للمقاتلين السوريين كانت تأمين وحماية المناطق التي تديرها فاغنر وغيرها من المتعاقدين العسكريين في لوهانسك ودونيتسك، مع إمكانية استدعائهم للقتال إن اقتضت الضرورة أو الحاجة لذلك.

في حين ذكر مسؤول أوكراني بأن لدى كييف مؤشرات من ساحة القتال تثبت نشر السوريين في أوكرانيا.

أين انتشر العناصر السوريون؟

إذ ذكر من اطلعوا على عملية نشر السوريين بأن المقاتلين لم يرسلوا إلى الجبهة نظراً لوجود مشكلات تقنية، تتصل بعمليات التنسيق وحاجز اللغة، وصرح أحد هؤلاء بالآتي: "لن يتمكنوا من التواصل بسلاسة مع زملائهم في الأفواج الروسية ضمن ساحة المعركة المفتوحة، إذ من الممكن أن تقوم المدفعية الروسية بقصفهم على سبيل المثال، كما قد تظهر مشكلات بسبب سوء التصرف، بما أن خط الجبهة يمتد على منطقة واسعة جداً".

وذكرت تلك المصادر بأنه يرجح للسوريين أن يكونوا تحت إمرة جهة تعاقدات عسكرية روسية تعرف باسم "شيتشيت" (أي الدرع)، وكذلك تحت إمرة مجموعة تابعة لفاغنر تعرف باسم فرقة عمل "روسيتش" المعروفة بإيديولوجيتها النازية الحديثة التي أعلنت عنها عندما تم نشرها في شرقي أوكرانيا في عام 2014.

ثمة تقارير حول إصابات بين صفوف السوريين في شرقي أوكرانيا، إذ أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن تسعة مقاتلين من لواء القدس وقوات النمر قد فارقوا الحياة منذ شهر أيلول وحتى مطلع هذا الشهر.

وزعم المرصد بأن ألفي مقاتل سوري قد شاركوا في الدفاع عن الأراضي التي احتلتها روسيا في خيرسون ودونيتسك.

إلا أن مسؤولاً لدى النظام أعلن بأن عدد القتلى بين السوريين أعلى بكثير مما تم الإعلان عنه، حيث قتل ما لا يقل عن 50 مقاتل سوري حتى الآن في قصف من قبل أوكرانيا، وأضاف: "لا يشارك السوريون في القتال الفعلي، بل يقومون بتأمين الأمور اللوجستية بشكل أساسي بالقرب من خطوط الجبهة، بيد أن قسماً ضئيلاً منهم يعمل مع قوات المدفعية".

سبق أن نشرت روسيا مقاتلين سوريين في ليبيا خلال النزاع فيها الذي امتد بين عامي 2019-2020، حيث حارب هؤلاء إلى جانب مجموعة فاغنر لصالح القائد خليفة حفتر في شرقي ليبيا.

كما سبق لصحيفة ميدل إيست آي أن نقلت أخباراً حول استعانة فاغنر بسوريين في المجازر التي وقعت في جمهورية أفريقيا الوسطى.

وفي الوقت ذاته، نشرت تركيا مقاتلين سوريين في النزاع الذي حدث بليبيا وفي ناغورني – قرة باخ.

المصدر: Middle East Eye