icon
التغطية الحية

مشروع في شمالي سوريا لدعم الاعتماد على الذات.. التفاصيل والمراحل

2022.06.11 | 06:36 دمشق

v1drp.jpg
+A
حجم الخط
-A

تنفذ جمعية "قطر الخيرية" مشروعاً في شمال غربي سوريا، بعنوان "دعم الاعتماد على الذات للسكان المتأثرين بالأزمة الإنسانية وتحسين الخدمات الاجتماعية والاقتصادية" في المنطقة، ويشمل مجالات متنوعة منها قنوات الريّ والزراعة، وتصنيع الأغذية.

بدأ المشروع في شهر شباط 2022، وسينتهي في شهر كانون الثاني عام 2023، ووفقاً للجمعية، يهدف المشروع إلى الاستجابة للأولويات والاحتياجات الإنسانية العاجلة، وتقديم خدمة متكاملة للمجتمعات المستهدفة من خلال نهج متكامل للتدخل في قطاعات الأمن الغذائي وسبل العيش، والإنعاش المبكر.

تفاصيل المشروع

قال مسؤول قطاع الأمن الغذائي وسبل العيش في جمعية قطر الخيرية، أسامة الخلف لـ موقع "تلفزيون سوريا"، إن المشروع صُمم على أساس مشترك بين قطاعي التعافي المبكر وسبل العيش، وقطاع الأمن الغذائي وسبل العيش، وجاء في إطار زيادة مرونة المجتمعات المتضررة والتعافي المبكر من خلال الأنشطة المتكاملة في مناطق مختارة في شمال غربي سوريا.

فيما يتعلق بقطاع الأمن الغذائي وسبل العيش، يتضمن المشروع توزيع المدخلات الزراعية على 200 مزارع في الدانا بريف إدلب، وعفرين والراعي بريف حلب، وإقامة 3 ورشات تصنيع أغذية متوسطة الحجم، واحدة في كل من عفرين والدانا والراعي، وخلق فرص عمل لـ 165 مستفيداً، منهم 15 كموظفين دائمين و150 كمستفيدين من النقد مقابل العمل، حيث سيتم دعم كل ورشة عمل بكلفة لمرة واحدة للإنشاء والمعدات والمواد الخام والمصروفات التشغيلية لمدة 4 أشهر.

ويتضمن المشروع إعادة تأهيل محطتي ري في عفرين بالإضافة إلى القنوات الرئيسية والفرعية بطول 40 كيلومتراً، لضمان وصول خدمات الري لنحو 2000 هكتار من الأراضي الزراعية.

وسيتم إعادة تأهيل محطتي Bablit (بابليت) وStarow (ستارو) في عفرين، ويتطلب نشاط إعادة التأهيل هذا 90 يوم عمل، من خلال خلق 50 فرصة عمل قصيرة المدى.

وفي سياق قطاع التعافي المبكر وسبل العيش، سيتم دعم 114 شخصاً من أصحاب الأعمال الصغيرة لتوسيع نطاق أعمالهم من خلال منح وبناء قدراتهم في إدارة الأعمال، من خلال 30 ساعة من التدريب و6 زيارات توجيهية خلال المشروع.

ويستهدف هذا النشاط أصحاب المحال التجارية في السوقين اللذين تم إنشاؤهما حديثاً من قبل جمعية قطر الخيرية في منطقة الراعي (بسعة 39 محلاً) والدانا (بسعة 50 محلاً) و25 مستفيداً من خارج السوق في مدينة سرمدا.

أهداف المشروع وأهميته

أفاد الخلف بأن المشروع يهدف إلى الاستجابة للأولويات والاحتياجات الإنسانية العاجلة ضمن استراتيجية الاحتياجات والاستجابة لعام 2021، كما يسعى إلى تقديم خدمة متكاملة للمجتمعات المستهدفة من خلال نهج متكامل للتدخل في قطاعات الأمن الغذائي وسبل العيش (FSL) والإنعاش المبكر وسبل العيش (ERL).

ومن أهداف المشروع خلق فرص عمل للأفراد المتضررين من الأزمة الإنسانية وتوسيع الأعمال الصغيرة من خلال التكامل مع دعم سلسلة القيمة في كل من المناطق المستهدفة وهي الدانا بمحافظة إدلب، وعفرين والراعي في محافظة حلب.

وحول الأهمية، ذكر الخلف أن للمشروع أهمية اقتصادية واجتماعية وبيئية وفق الآتي:

  • على المستوى الاقتصادي: من خلال أنشطة المشروع وتوفير فرص العمل للمستفيدين، الأمر الذي سيعود بشكل إيجابي على الواقع الاقتصادي والسوق المحلية من خلال زيادة حركة الأموال المستخدمة للتعاقدات والشراءات والأجور محلياً.
  • على المستوى الاجتماعي: توفير فرص عمل لبعض المواطنين، ويؤدي ذلك لتحسين حالتهم الاجتماعية.
  • على المستوى المؤسسي: المشروع المخطط يعكس القدرة والأداء العالي للمؤسسات المحلية ووقوفها بجانب العوائل المحتاجة.
  • على المستوى البيئي: جميع أنشطة المشروع صديقة للبيئة، علاوة على أن إعادة ضخ المياه في قنوات الري وزيادة المساحات الخضراء يساهم بشكل إيجابي في تحسين البيئة في منطقة المشروع.

وقبل أيام أعلن المجلس المحلي في مدينة عفرين شمالي حلب، عن قيام غرفة زراعة "غصن الزيتون" بدعم من جمعية قطر الخيرية بتأهيل محطة الضخ في قرية "بابليت" والتي تروي مساحة 4600 هكتار من الأراضي الزراعية، وذلك بعد توقفها عن العمل لسنوات.

وأعلن المجلس في شهر نيسان الماضي، عن إعادة تأهيل محطة الضخ في قرية جومكة بعد توقفها عن العمل لعدة سنوات، والتي تغطي عدة قرى في ريف عفرين (قيبار - ترندة - قرزاحل) بمساحة 1050 هكتاراً، وذلك تلبية لحاجة المزارعين من مياه الري.

ما الحاجة التي استدعت البدء بالمشروع؟

يؤكد الخلف أن المشروع يأتي في سياق ما تحتاجه منطقة شمال غربي سوريا، حيث سيتم توفير المدخلات الزراعية لمزارعي الخضراوات الذين لا يستطيعون تحمل تكاليفها، إذ ارتفعت أسعار هذه المدخلات بشكل كبير منذ العام الماضي، على الرغم من توافرها في الأسواق، وهذا بدوره أدى إلى التخلي عن بعض المدخلات المهمة (مثل الأسمدة) مما أثر على كمية المحصول الزراعي.

ومن المقرر إقامة ورش عمل لتجهيز الأغذية بهدف تعزيز سلسلة القيمة الزراعية مع مراعاة توافر المواد الخام والطلب الجيد على منتجات تصنيع الأغذية المحلية عالية الجودة، ولن تدعم ورش العمل سلاسل القيمة الزراعية فحسب، بل ستخلق أيضاً العديد من الأنشطة المدرة للدخل.

وسيؤدي إعادة تأهيل قنوات الري في عفرين (محطتان لضخ المياه بقنوات الري الرئيسية والفرعية) إلى ري نحو 2000 هكتار، وسيتم تنفيذ هذا النشاط من خلال طريقة النقد مقابل العمل، وبالتالي، سيتم توفير الدخل قصير الأجل للفئات السكانية الضعيفة في المناطق المستهدفة.

ومن أنشطة المشروع إعادة تأهيل سوق الخضر والفواكه الرئيسي في عفرين من أجل دعم سلسلة القيمة الزراعية هناك وتعزيز وصول السكان إلى السوق، ودعم 89 شركة صغيرة بمنح عينية لتوسيع نطاق أعمالها، علماً أن هؤلاء المستفيدين قد تم استهدافهم بالفعل من قبل قطر الخيرية في مشروع سابق عبر الوصول إلى نقاط البيع في السوقين اللذين أنشأتهما الجمعية، ومن المتوقع أن يعود هذا الأمر بالفائدة على المستفيدين الأفراد وسلسلة القيمة الزراعية والمجتمع، خاصة أنه سيتم تزويد المستفيدين بفرصة لبناء مهاراتهم التجارية وتوسيع نطاق أعمالهم.

وكذلك سيتم دعم سلسلة القيمة الزراعية بنقاط بيع منظمة لتسويق المنتجات وبيعها، وسيتمتع أعضاء المجتمع بوصول منتظم إلى الأسواق المنظمة بأنواع مختلفة من المنتجات، مع خلق فرص عمل قصيرة الأمد من خلال طريقة النقد مقابل العمل، ويرتبط النقد مقابل فرص العمل بإعادة التأهيل الاجتماعي والاقتصادي ودعم الإنتاج.

الفائدة المرجوة من المشروع

ذكر الخلف أن الفوائد المرجوة من المشروع، تتمثل بتعزيز الوصول إلى فرص كسب العيش للذكور والإناث المتأثرين بالأزمة الإنسانية من خلال نهج متكامل بين سلسلة القيمة ودعم المنح الصغيرة، وتعزيز الوصول إلى فرص كسب العيش لـ 365 أسرة من خلال الربط بين سلسلة القيمة والأنشطة المدرة للدخل.

ويشير إلى إنشاء 3 ورش عمل لتجهيز الأغذية وتوفير فرص عمل لـ 15 مستفيداً بالإضافة إلى فرص عمل قصيرة الأجل لـ 150 مستفيداً (النقود مقابل العمل) في عفرين والدانا والراعي.

ويضيف أن إعادة تأهيل محطتين لضخ المياه (بابليت وستارو) و40 كيلومتراً من قنوات الري الرئيسية والفرعية من خلال النقد مقابل العمل في منطقة عفرين، من شأنه توظيف 50 عاملاً لمدة 90 يوماً.

مشاريع مشابهة

وفقاً لـ"الخلف"، قامت جمعية قطر الخيرية بتنفيذ العديد من مشاريع الأمن الغذائي في الداخل السوري، الخاصة بسلاسل القيمة، مثل سلسلة القيمة للقمح والثروة الحيوانية والخضراوات، إضافة إلى أنشطة المنح الصغيرة وإعادة التأهيل.

والآن هناك مشروعان لدعم سلسلة القيمة لمحصول القمح في كل من الراعي ومارع وعفرين، ومن خلالهم تم تأهيل فرن في مدينة الراعي وتجهيز فرن آخر بخط الإنتاج وتركيبه، كما تم ترميم صوامع الحبوب في مدينة الراعي والمكونة من 12 خلية بالإضافة لمشاريع الإغاثة كتوزيع السلل الغذائية.

وهناك مشروع ثروة حيوانية في منطقة اعزاز، ومشاريع مِنح صغيرة، بالإضافة لمشاريع أخرى لقطر الخيرية في قطاعات متعددة كقطاع المياه والإصحاح، وقطاعات المأوى والصحة، والتغذية والتعليم، والتي تعمل بشكل متكامل لسد الاحتياجات الأساسية للعوائل المتضررة.