icon
التغطية الحية

مشتقات الألبان "رفاهيات" في اللاذقية.. مَن المتحكّم والمحتكر؟

2021.06.27 | 17:51 دمشق

ألبان
ارتفاع أسعار الألبان والأجبان في سوريا (إنترنت)
اللاذقية - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

ارتفع سعر كيلو الحليب في محافظة اللاذقية من 1200 ليرة سورية إلى 1500 ل.س، وذلك بعد قرار من "حكومة النظام"، أخيراً، يسمح بتصدير الحليب، كما رُفعت أسعار العلف أيضاً.

فساد واحتكار

وقال مصدر خاص لـ موقع تلفزيون سوريا إن المُتحكّم بتسعيرة الحليب هو علي مرتكوش رئيس اتحاد الفلاحين في اللاذقية سابقاً، ويمتلك بالتعاون مع "حكومة النظام"، 15 مزرعة لتربية الأبقار في ريف اللاذقية.

وأضاف المصدر أنّ "مرتكوش" بدأ باحتكار تربية الأبقار عام 2017، حيث يؤمن الأعلاف مجّانا بطرق غير قانوينة، متبعاً أسلوب الرشاوى ومستغلاً نفوذ ابنه المحامي دريد مرتكوش، وهو عضو مجلس محافظة اللاذقية في "حكومة النظام".

وبعد ارتفاع سعر الأعلاف وإيقاف تصدير الحليب من عدة سنوات، عزفت الكثير من المزارع عن تربية الأبقار وبيع بعضها لـ"مرتكوش" وبعضها ذُبح وبيعت لحماً، ولذا أصبح المٌتحكّم الوحيد والمحتكر للحليب في ريف اللاذقية هو علي مرتكوش وابنه.

وأضاف المصدر أنّ "مرتكوش" الابن بالإضافة إلى نفوذه في مجلس المحافظة يمتلك فرنا آليا للخبز في برج القصب بمنطقة جبلة في ريف اللاذقية، وأخيراً أوقف بيع الخبز للمواطنين وتحويله إلى مزارع الأبقار، في ظل معاناة كبيرة يبذلها المواطنون للحصول على رغيف الخبز.

تجارة مشتقات الحليب "خاسرة"

وفي جولة لـ أحد المعاونين مع موقع تلفزيون سوريا على محال الأجبان والألبان في الأسواق، لوحظ عدم استقرار الأسعار حيث تراوح سعر كيلو اللبن ما بين 1400 و1600 ل.س، الجنبة البيضاء ما بين 8500 و900 ليرة سوريّة.

سامر - صاحب محل لـ بيع الأجبان والألبان -  قال "أصبحت تجارة الألبان في الفترة الأخيرة خاسرة وفي طريقي للإغلاق بسبب ارتفاع الأسعار وانقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 5 ساعات متواصلة في فصل الصيف الحار مما يؤدي إلى فساد المنتج"، مضيفاً "لا أستطيع المغامرة وشراء كميات كبيرة من الألبان ومشتقاته خوفاً من إتلافها بسبب انقطاع الكهرباء لساعات متواصلة".

وأشار سامر إلى أنّ "مربحه في كيلو اللبن أو الجبن لا يتجاوز 150 ليرة سورية، وأنّه باع كميات قليلة في فصل الصيف وهذه تعدّ خسارة كبيرة".

الألبان ومشتقاته "رفاهيات"

قال "أبو علي" - صاحب محل لتصنيع الألبان ومشتقاته في القرداحة - لـ موقع تلفزيون سوريا "إنني أعمل في هذه المصلحة منذ 25 عاماً، أشتري الحليب وأصنع منه المنتجات وكانت المرابح وافرة، أمّا اليوم فالربح لا يتجاوز 150 ليرة سورية على كل كيلو".

وأضاف "أحتاج كل أربعة أيام إلى أسطوانة غاز وأشتريها بالسعر الحر بـ30 ألف ليرة سورية، إضافة إلى طرد العلب البلاستيكية لتعبئة المنتجات بـ4500 ليرة يوجد فيه 20 قطعة، إضافة إلى رفع سعر المواد اللازمة لصناعة المنتجات، وانقطاع التيار الكهربائي شبه الدائم يومياً، فهذه المواد تحتاج إلى برادات في فصل الصيف، كما رُفع سعر الحليب بعد قرار عودة التصدير إلى لبنان".

وأشار "أبو علي" إلى أنّ "الطامة الكبرى هو استمرار الغلاء بعد القرارات الحكومية الجائرة"، مردفاً "سيصبح اللبن من الرفاهيات على مائدة المواطنين"، مؤكّداً أنّه "يعمل منذ سنوات في تصنيع الألبان ومشتقاته، وأن الفساد والاحتكار والتلاعب من قبل التجار وموظفي التموين هو السبب في ارتفاع الأسعار وفقدان المواد في بعض الأحيان".

وذكر "أبو علي" أنّ "مزارع علي مرتكوش وابنه في ريف اللاذقية المعروفة بأنها مزارع للدولة هي مَن تتحكّم بتسعيرة الحليب وتوزيعه على المحال بالاتفاق مع التموين"، مشيراً إلى أنّ "مَن يمتلك مزرعة صغيرة لتربية الأبقار لا يستطيع وضع تسعيرة نظامية، إنما ينتظر تسعيرة مزارع مرتكوش بالتعاون مع التموين (المرتشي)، ولذا لا توجد لدينا مزارع كبيرة خاصة لتربية الأبقار، ولا يستطيع أحد تسعير الحليب بحسب تكلفته على البائع".

يشار إلى أنّ القيادة القطرية أقالت علي مرتكوش من منصبه، عام 2011، وذلك إثر قضية فساد مع كمال الأسد ضجت فيها وسائل الإعلام حينذاك، ولكنه معروف بنفوذه في اللاذقية وعلاقته الوطيدة مع "آل الأسد وشاليش (أقرباء الأسد)".