icon
التغطية الحية

مشاريع تجميل ساحات مدينة إدلب.. مبادرات مجتمعية ونتائج اقتصادية | صور

2022.06.08 | 06:49 دمشق

dji_0924-logo.jpg
ساحة الكرة في مدينة إدلب (تلفزيون سوريا)
إدلب - عز الدين زكور
+A
حجم الخط
-A

شهد أهالي مدينة إدلب ساحات ودوّارات عامة بحلّة جديدة جذبت أنظار السكّان والرأي العام، نتيجة مشاريع تأهيل وترميم أطلقتها مبادرات مجتمعية لتجميل صورة المدينة، التي يعتبرها الأهالي واجهة المنطقة.

وافتتح أهالٍ وتجّار وفعاليات شعبية ومؤسسات أخيراً، ساحتي "الكرة وجوهرة البرج" ودواري "البركات والشهداء"، بعد جهود وأعمال استمرّت لأشهر بين التخطيط والتنفيذ وحشد الأهالي للمشاركة في المبادرة المجتمعية لتجميل مدينة إدلب.

كيف بدأت الفكرة؟

يجيب عن السؤال يامن الشامي، وهو مدير الشركة المنفّذة للمشاريع، والذي اعتبر أنّ "مدينة إدلب افتقرت إلى اللمسات الإبداعية والهندسية خلال السنوات القليلة الماضية، ما استدعى التحرّك في هذا السبيل، بحثاً عن مبادرات تجميلية للمدينة بطابعٍ هندسي".

وعلى الرغم من كون "وايت رووم" شركة خاصة ربحية ومنفّذة للمشاريع التجميلية والتأهيلية، يقول "الشامي" إنها كانت "شريكة فاعلة في حشد الأهالي وأصحاب المحال التجارية لإطلاق مبادرات تجميلية في الساحات العامة، ونجحت في ذلك بعد أن أبصرت عدة مشاريع النّور، وهو ما انعكس إيجاباً على المظهر العام للمدينة خلال السنة الأخيرة".

مبادرة مجتمعية

يقول "الشامي" لموقع تلفزيون سوريا، إنّ "الشركة بدأت بعقد لقاءات دورية مع الأهالي وأصحاب المحال التجارية في كل موقع مستهدف من المشروع وعرضت المخطط والتصاميم الأولية والدراسة المالية عليهم، وبعد الموافقة على هذه التفاصيل تشرع ورش العمل بالتنفيذ".

يؤكد محدثنا أن المبادرات "مجتمعية بامتياز" على اعتبار أن الأهالي وأصحاب المشاريع التجارية هم المموّلون، كل بحسب السّهم الملقى عليه مادياً، كما يشاركون في عملية شراء وانتقاء المواد الداخلة في العمليات التنفيذية للمشاريع.

وأوضح "الشامي" أن المجلس المحلي يأخذ الدور الإشرافي والتنظيمي على المشاريع التجميلية، وكذلك دور الوسيط المالي من خلال إيداع المبالغ المالية المجموعة للمشاريع في صندوق مستقل خاص بها في المجلس المحلي.

نتائج إيجابية على الحركة الشرائية

في هذا السياق، يقول "محمد" أحد المشاركين في المبادرة، لموقع تلفزيون سوريا، إن "المبادرة نجحت في تخفيف ازدحام السيارات في الساحة، التي كانت عائقاً في عمليات البيع والشراء ضمن المحال، فضلاً عن عرقلة تحرّك الأهالي في منطقة شعبية مثل ساحة الكرة".

ويضيف "محمد" وهو صاحب محل "هديتي" في ساحة الكرة، أنّ "المشروع أعاد الروح للساحة، كما يسهم بشكل أو بآخر في تنشيط الحركة الشرائية للمحال التجارية فيها، فضلاً عن المشهد الجميل الذي يجذب الأهالي والمتسوّقين".

ورحّل المشروع البسطات العشوائية بعد تأمين مكان بديل لها، إلى جانب رصف الساحتين وتجميلهما بالزرع الأخضر والكراسي والأضواء، وبعض اللوحات والقطع التاريخية.

يوضح "يزن بياع" وهو مهجّر من ريف دمشق وأحد سكان مدينة إدلب، أن "المبادرة كانت لافتة جداً للمدينة التي تكتظ بالسكان، لما لها من منظر حضاري يبعث السعادة والبهجة في قلوب الأهالي".

لكن يجد "بياع" في الوقت ذاته، أن هذا "النوع من المشاريع أحياناً لا يكون مناسباً في هذا الظرف العام، وخاصةً في مدينة إدلب التي تحوي عدداً ضخماً من المهجّرين، الذين لديهم احتياجات كثيرة، بحاجة لتحرّك لسدّها وتغطيتها من المنظمات والمبادرات، بدلاً من تجميل الساحات".

أهداف بعيدة وقريبة

يوضح محدثنا "الشامي" أن "مبادرات تجميل الساحات والدوّارات تندرج جميعها تحت محاولات تصدير صورة صحيحة وإيجابية عن محافظة إدلب، التي تعتبر رمزاً للسوريين أصحاب قضية الثورة والانتفاضة في وجه النظام، إضافة إلى تشجيع المستثمرين على الاستثمار في المنطقة، خلافاً للصورة النمطية التي رسمت عن محافظة إدلب".

ويتحدث "الشامي" عن "نجاح المبادرة في زرع انتماء التاجر أو صاحب المحل التجاري لأرضه ومدينته من خلال مساهمته في مشروع عام، إلى جانب تشجيع المنظمات على تفعيل مشاريع البنى التحتية".

ويعتقد محدثنا، بأن "المبادرات نجحت في ذلك، بناءً على الأصداء الواسعة التي حظيت بها هذه المبادرات، وفضلاً عن صورة البلد الجميلة التي ظهرت للأهالي".

في حين يتحدّث عن دوافع أخرى للمشاريع، كان المساهمون في المشروع، المستفيد الأكبر منها وهي "التخلّص من حاويات المخلّفات وازدحام الساحات نتيجة ركن السيارات غير المنتظم، إلى جانب انتشار البسطات بشكل عشوائي وخاصة في ساحتي جوهرة البرج والكرة، المكتظتين سابقاً بالبسطات والسيارات".

تشجيع للتجّار

بالتزامن مع المبادرات المجتمعية لتأهيل ساحات المدينة العامة، تبنى عدد من الشركات التجارية إعادة تأهيل دوّارات عامة في المدينة، منها "دوّار البركات ودوّار اليمامة، ودوّار معرة مصرين ودوّار الكرة، ودوّار إيبلا ودوّار المطلق".

يشير "الشامي" إلى أن "المبادرات المجتمعية كانت حافزاً ومشجّعة للتّجار لدخول على خطّ المبادرات لتأهيل الدوّارات العامة المذكورة، من خلال التكفّل مادياً بإعادة تأهيل الدوّار مقابل إعادة تسميته باسم الشركة".

ويكشف محدثنا أن "الشركة بالتعاون مع الأهالي تتجهز لإطلاق مشروع كبير لتأهيل ساحة الساعة، التي تعدّ من أشهر وأكبر ساحات المدينة، إلى جانب تأهيل باقي دوّارات المدينة وفقاً للخطّة ذاتها التخطيطية والتنفيذية".

"استعضنا عن رموز الحرب بالسلام"

كان لـ"الدفاع المدني السوري" بصمة في المبادرات التجميلية في مدينة إدلب، بإعادة تأهيل دوّار "الشهداء" الواقع شمالي المدينة، وهو يندرج تحت ما يعرف بـ"عمليات التعافي المبكّر التي تنفّذها فرق الدفاع المدني للبنى التحتية والمرافق الحيوية".

في هذا السياق، يقول "محمد الحسّان"، وهو متطوّع شارك في عملية الترميم، إنّ "تأهيل الدوّار شمل شقّين، الأول استكمال النواقص بالدوار، وزراعة الشجيرات ضمن الحديقة، والشق الثاني إنارة الدوار ووضع خوذة ضمن الدوار".

وأوضح "الحسّان" في حديث لموقع تلفزيون سوريا، أن "تأهيل الدوّار، يجسد رؤيتنا المستقبلية في إصلاح المرافق العامة التي دمرها قصف قوات النظام وروسيا، لكن أيضاً تحمل رسالة مهمة جداً في مواجهتنا لسياسة القتل والتدمير التي ينتهجها نظام الأسد".

وأردف: "استعضنا عن رموز الحرب في الدوار والتي كانت عبارة عن رأس بندقية وحربة، والتي حاول من خلالها النظام زرع الخوف والرعب في نفوس أبناء المدينة، برموز السلام والتي كانت عبارة عن خوذة بما تمثله لدى السوريين من إنقاذ للأرواح وبما تعنيه من سلام نطمح إليه".