icon
التغطية الحية

مساعٍ لإنجاز الاتفاق بشأن الملف النووي قبل الانتخابات الإيرانية

2021.05.08 | 07:09 دمشق

5d49f9914486f021ea228bcef6d4f9523342f153.jpg
نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عند مغادرته جولة المحادثات الأخيرة في العاصمة النمساوية فيينا - AFP
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

استأنف دبلوماسيون يمثلون الدول الكبرى في فيينا، أمس الجمعة، مباحثاتهم عن البرنامج النووي الإيراني، سعياً لإنجازها بحلول نهاية أيار الجاري لإنقاذ الاتفاق بعد تصعيد كبير بين الولايات المتحدة وإيران منذ ثلاث سنوات.

وبدأت الأطراف المعنية بالاتفاق (إيران وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا) جولتها الرابعة من المباحثات بـ "جدية وطاقة إيجابية"، وفق ما نقل التلفزيون الإيراني عن نائب رئيس الوزراء الإيراني وكبير المفاوضين النوويين، عباس عراقجي.

وقال عراقجي إن بلاده "تنتظر الوفاء بمطالب أخرى، رُغم أن الولايات المتحدة أعربت عن استعدادها لرفع العقوبات للعودة إلى الاتفاق".

وأوضح عراقجي أن "جميع الأطراف أبدت جدية في دفع المفاوضات"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة "أعربت عن استعدادها لرفع جزء كبير من العقوبات، لكن إيران تعتقد أن ذلك لا يزال غير كاف".

وأضاف المسؤول الإيراني أن "المفاوضات يجب أن تستمر حتى تصل إيران إلى جميع مطالبها"، من دون أن يوضح ماهية هذه الطلبات الإضافية.

وكان مسؤولون إيرانيون قالوا، في وقت سابق، إن طهران ستستمر في تخصيب اليورانيوم حتى يتم رفع العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في انتهاك لخطة العمل الشاملة المشتركة.

والهدف من المباحثات إحياء كامل لـ "خطة العمل الشاملة المشتركة"، وهي التسمية الرسمية للاتفاق النووي، المبرم في العام 2015 لمنع طهران من حيازة القنبلة الذرية، والذي انسحب منه ترامب في العام 2018، ويريد خلفه جو بايدن العودة مجدداً إلى هذا الاتفاق.

واعتبر مسؤول أميركي رفيع المستوى، عشيّة استئناف المفاوضات في فيينا، أنّ إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني "ممكن في الأسابيع المقبلة قبل الانتخابات الرئاسية المقرّرة في إيران في حزيران المقبل، شرط أن تكون طهران راغبة في ذلك"، وفق ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.

 

جولة مهمة جداً

ورداً على ذلك، جدد عراقجي عزم بلاده "العودة إلى احترام التزاماتها مهما كانت نتيجة الانتخابات الإيرانية"، مؤكداً أن "الانتخابات لا علاقة لها بتاتاً بالملف النووي".

وفي حين لم يحدد أي موعد رسمي لتحقيق الهدف، أكد دبلوماسيون لوكالة الصحافة الفرنسية هذا الاحتمال.

ونقلت الوكالة عن أحد الدبلوماسيين قوله إنه "لا شيء مضمون، لكننا على السكة السليمة، ربما سيتعلق الأمر هذه المرة بجولة كبرى نهائية من المفاوضات".

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي "ننطلق بجولة مهمة جداً، ستكون على الأرجح أطول من الجولات الثلاث السابقات"، مشيراً إلى أنه "الجميع الآن كوّن فكرة عن شكل الاتفاق ويبقى تدوين ذلك على الورق".

وانطلقت مفاوضات غير مباشرة بداية نيسان في فيينا بين الولايات المتحدة وإيران، يتوسط فيها خصوصاً الأوروبيون، لرفع العقوبات التي أعاد ترامب فرضها، والتزام طهران مجددا بتعهداتها النووية، والتي تخلت عنها رداً على الضغوط الأميركية.

 

عمليات تفتيش غير أكيدة

وكانت الدول الأوروبية الثلاث أسفت لعدم إحراز تقدم، مشيرة إلى أنه "لم يتم بعد تسوية أكثر النقاط إثارة للخلاف".

وقال السفير الروسي، ميخائيل أوليانوف، في تغريدة عبر "تويتر" أمس الجمعة، إن المشاركين "اتفقوا على الحاجة إلى تسريع المسار"، مضيفاً "يبدو أن الوفود مستعدة للبقاء في فيينا طالما كان ذلك ضرورياً لتحقيق هدفها".

والنقطة الأخرى غير المؤكدة هي هل سيتمكن المفاوضون من التفاهم قبل انتهاء مدة الاتفاق المؤقت المبرم في شباط الماضي بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية؟

حيث يسمح النص "التقني الثنائي"، الذي أعلن عنه في 21 شباط الماضي لمدة ثلاثة أشهر، للوكالة الأممية القيام بعمليات مراقبة على الأرض، رغم تقليصها منذ دخول قانون جديد يحد من عمليات التفتيش حيز التنفيذ.

وتعهدت إيران بتسليم مجمل بيانات الكاميرات ومعلومات أخرى في حال رفع العقوبات بعد انقضاء هذه المهلة.

وتباحث المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، أول أمس الخميس، مع نائب وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين في فيينا عباس عراقجي، في لقاء تم إعلانه عبر "تويتر".

وفي مقابلة أجراها قبل فترة قصيرة مع قناة "بلومبرغ"، أعرب غروسي عن خشيته من أن تتلف إيران أشرطة الفيديو إذا لم تتوصل مفاوضات الدول العظمى إلى نتيجة في الوقت المناسب، مشيراً إلى أنه "في هذه الحال مستعد للعودة إلى طهران للتوصل إلى تسوية جديدة".