
تواظب الجمعية الألمانية السورية الحرة "Freie Deutsch-Syrische Gesellschaft e.V" في مدينة هامبورغ شمال ألمانيا على تجهيز وإرسال المساعدات منذ السنوات الأولى للثورة السورية، حيث قامت الجمعية وفي العديد من الأوقات بجمع أجهزة ومستلزمات طبية ومواد أولية مساعدة على إنقاذ حياة المتضررين في سوريا، وترسل هذه الأجهزة في الغالب إلى مناطق المعارضة، ومن المتوقع أن تصل الحاوية الأخيرة التي جمعت في وقت سابق خلال الأيام القليلة القادمة محافظة إدلب في شمال سوريا.
ما يزيد على 15 متطوعا سوريا قاموا بتعبئة الحاوية "الكونتنر" في مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني، واستمر العمل لـ 7ساعات متواصلة.
موقع تلفزيون سوريا التقى بالدكتور حسن عيد أحد أعضاء مجلس الإدارة في الجمعية الألمانية السورية الحرة للحديث عن إرسال الحاوية وقال: "إن العمل استمر لسبعة أشهر لتأمين المستلزمات الطبية، فجميع الأجهزة نحصل عليها من خلال علاقتنا الجيدة مع المستشفيات في هامبورغ، وتعتبر أهم المواد التي نقوم بجمعها هي الأجهزة الطبية والمستحضرات الطبية، بما فيها مواد تضميد أو مواد طبية للاستهلاك اليومي كالإبر وما شابه ذلك".
يضيف الدكتور حسن أن "الحاويات التي يتم إرسالها تحصل عليها الجمعية من جهات غير حكومية، وتعمل الجمعية الألمانية السورية الحرة في هامبورغ بالتعاون المحدود مع اتحاد الجمعيات السورية في برلين لتأمين ما يمكن تأمينه وإرساله إلى المناطق المحررة في سوريا، فقانون الجمعيات في ألمانيا يفرض على الجمعيات عدم التعامل مع الجهات الحكومة في أي بلد، كما أن الجمعية أرسلت العشرات من "الحاويات" إلى مناطق مختلفة في سوريا في السنوات الماضية، إلا أنه في هذه الأيام يقتصر الإرسال إلى الشمال السوري وتحديداً محافظة إدلب بعد أن سيطرت قوات الأسد على أجزاء كبيرة من تراب الوطن".
تزايد عدد المتطوعين السوريين
في كل مرة يختلف عدد المتطوعين، إلا أن أعداد الشباب السوريون بدت واضحة في تزايد في السنوات الأخيرة، ففي الشحنة الأخير حضر ما يزيد على 15 شاباً للعمل كمتطوع لتعبئة الحاوية بالمواد الطبية، وبحسب الدكتور حسن فإن المشاركين يفرض عليهم العمل في أيام العطل وذلك بسبب انشغالهم في أعمالهم، ومع هذا الضغط الكبير يستطيع الشباب السوريون أن يمنحوا العمل التطوعي وقتا لإرسال ما يمكن تأمينه إلى المناطق المحررة في سوريا.
الإرسال مستمر من شمال ألمانيا إلى شمال سوريا
لم تنقطع شحن المساعدات إلى المناطق المحررة والقادمة من مدن شمال ألمانيا وعاصمتها هامبورغ، ويعد الدكتور حسن أن ارسال الحاوية القادمة سيكون في الشهر الأخير من العام الجاري، وتعتبر أبرز المواد المطلوبة الأدوات المدرسية والمستلزمات الطبية مثل البروتيزون وما يسمى بالمواد المساعدة لتخفيف الآلام والمسكنات، ويضيف "سنقوم بتأمين هذه المواد وإرسالها إلى شمال سوريا من شمال ألمانيا في أسرع وقت ممكن".
الجمعيات السورية تستقبل المساعدات
حتى يستطيع الجميع الاستفادة من المواد التي يتم إرسالها إلى شمال سوريا يتم التواصل مع جمعية غير حكومية مهامها مساعدة المتضررين وتقديم العون لهم، يقول الدكتور حسن لا تُرسل المواد الإغاثية إلى الأشخاص مباشرة في إدلب، وإنما هناك جمعية تقوم بتوزيعها على الجمعيات العاملة في إدلب، فمن المستحيل أن تسطيع الجمعية السورية الحرة في ألمانيا توزيع هذه المواد بعيداً عن الجمعيات في المناطق المحررة، "نحن لا نتواصل بشكل فردي مع المحتاجين، دورنا يقتصر على الإرسال والتواصل مع الجمعيات الموجودة في تركيا وشمال سوريا وتأمين المواد إلى الداخل السوري".
التبرعات النقدية محدودة
لم يبخل أي مشارك في العمل التطوعي بشيء سواء كان ألمانياً أو حتى الشباب السوريين، فالدعم موجود من قبل المتطوعين "ألمان وسوريين" للحصول على المواد الإغاثية وتخزينها ونقلها يقول الدكتور حسن، ولكن الدعم يبقى مقتصراً على أعضاء الجمعية الألمانية السورية الحرة، جزء بسيط يستطيع التبرع بالمساعدات النقدية، يقول الدكتور إن التبرعات المالية تبقى قليلة جداً، وحتى نرسل هذه الحاوية يتطلب منا أن نجمع مبلغاً وقدرة 1800 يورو في كل مرة، لتبقى التبرعات المالية هي الصعوبة الوحيدة في وجه الأعمال التطوعية لمساعدة إخوتنا في سوريا.