عقدت الحكومة الإسرائيلية، يوم أمس، جلسة طارئة وسرية على خلفية الاتصالات المكثفة بين تل أبيب وموسكو حول "موضوع إنساني" يتعلق بسوريا، وصفته تل أبيب بأنه "حساس ويخص الأمن القومي"، بينما تتحدث تقارير إعلامية إسرائيلية عن وساطة روسية بين إسرائيل وسوريا في قضية ذات "طابع إنساني".
ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن وزراء الحكومة الإسرائيلية عقدوا بشكل عاجل وتحت رقابة شديدة، مساء أمس الثلاثاء، جلسة حكومية طارئة وخاصة وقصيرة لمناقشة أمر طارئ.
وأضافت الصحيفة، تأتي الجلسة على خلفية الاتصالات المكثفة بين كبار المسؤولين الإسرائيليين مع نظرائهم في روسيا حول موضوع إنساني مرتبط بسوريا.
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن بعض الوزراء لم يتم إبلاغهم بأن الجلسة الطارئة ستناقش "مسألة حساسة تخص الأمن القومي" إلا قبل انعقادها.
ونقل تلفزيون "كان 11" الإسرائيلي شبه الرسمي، عن عضو الكنيست عوزي ديان، قوله: "بعض الأمور معروفة بالنسبة لي، لكن لا ينبغي الحديث عنها. نأمل أن يخرج شيء جيد من هذا، حتى لو كان الثمن باهظاً".
وألمح عوزي ديان، وهو سياسي من حزب الليكود ومسؤول عسكري سابق، في سياق حديثه : "وبغض النظر عن الجلسة الحكومية الطارئة، أتلقى مكالمات هاتفية من سكان دروز في سوريا يطلبون فيها مساعدات إنسانية واقتصادية وحتى أموالاً لبناء قوة عسكرية".
ישראל, סוריה והתיווך הרוסי | ח"כ עוזי דיין ל-@yaakove17: חלק מהדברים ידועים לי, אך אסור לדבר עליהם. צריך לקוות שיצא מכך משהו טוב, גם אם המחיר יהיה קשה. בלי קשר לישיבה היום, אני מקבל טלפונים מתושבים דרוזים בסוריה, המבקשים סיוע הומניטארי, כלכלי ואף כספים לבניית כוח צבאי#כאןהלילה
— כאן חדשות (@kann_news) February 16, 2021
وأشار تلفزيون "كان 11" إلى أن الجيش الإسرائيلي لا علاقة له بموضوع الجلسة الحكومية الطارئة، لذلك يستبعد أن يكون الموضوع متعلقاً باختفاء جنود إسرائيليين يعملون بالقرب من الحدود السورية.
وسبق انعقاد الجلسة اجتماع لسفير إسرائيل لدى روسيا، ألكس بن تسيفي، مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، وأفادت الخارجية الروسية في الاجتماع بأن الطرفين تبادلا وجهات النظر حول الأزمات الإقليمية الرئيسية، على رأسها قضية الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، كما ناقشا القضايا المطروحة على الأجندة الثنائية الروسية-الإسرائيلية.
وذكرت يديعوت أحرونوت أن الدعوة للجلسة الحكومية الطارئة، والتي عقدت عن بعد عبر تقنية الفيديو (كونفرانس) وفق إجراءات آمنة، جاءت بالتنسيق بين نتنياهو ووزير الدفاع بيني غانتس، والأخير طلب قبل ساعات من انعقادها فرض إجراءات رقابية صارمة لتأمينها.
وأشار تلفزيون "كان 11" إلى أن الوزراء وقعوا قبل المشاركة على تعهدات للحفاظ على السرية ، كـ "مشاركين سريين".
وبهدف التمويه وإرباك الوزراء قامت أمانة الحكومة في وقت سابق بتوزيع جدول أعمال قبل الاجتماع الطارئ كتبت فيه أمورا تتحدث عن الدفعة الثانية للإغاثة المتعلقة بتداعيات أزمة كورونا، بحسب يديعوت أحرونوت.
تأتي الجلسة الطارئة بعد أيام من إجراء كبار المسؤولين الإسرائيليين محادثات مع نظرائهم الروس، فقد أجرى نتنياهو اتصالاً هاتفياً مع بوتين الأسبوع الماضي، "لمناقشة قضايا إقليمية ولمواصلة التنسيق بين موسكو وتل أبيب حيال التطورات الأمنية في المنطقة"، وفقاً لما نشره مكتب نتنياهو.
وفي الأسبوع الماضي أيضاً، التقى سفير إسرائيل في روسيا مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو. كما تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس مع نظيره الروسي، وبدوره وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
من جهة أخرى، لم يصدر الجانب الروسي أي تصريح أو توضيحات حول اتصالات المسؤولين الإسرائيليين، وما الذي تطلبه تل أبيب من موسكو في سوريا. وتزامن الاجتماع الإسرائيلي الطارئ مع تقارير إعلامية أشارت إلى أن القوات الروسية تبحث في مقبرة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق، عن رفات جنديين إسرائيليين قتلا في معركة "السلطان يعقوب" في لبنان في العام 1982.