icon
التغطية الحية

مسؤول ألماني: الغذاء واللاجئون سلاح بوتين في أوكرانيا

2022.05.23 | 21:11 دمشق

sej2kneonjjdzbxss7326sxi5i.jpg
صورة أرشيفية لتعبئة حبوب داخل إحدى ىسفن الشحن في أوكرانيا (رويترز)
تلفزيون سوريا - جلال سيريس
+A
حجم الخط
-A

أكد دبلوماسي ألماني لصحيفة "Tagesschau" الألمانية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى من خلال منعه تصدير الحبوب من أوكرانيا لإثارة أزمات الجوع في الشرق الأوسط وإفريقيا لدفع موجات كبيرة من اللاجئين إلى أوروبا لإغراقها بالفوضى.

وقال السفير الألماني السابق في موسكو روديجر فون فريتش: "بوتين يمنع تصدير الحبوب من أوكرانيا لإثارة أزمات الجوع في الشرق الأوسط وأفريقيا .. الهدف المفترض لـ "دكتاتور الكرملين": إغراق الغرب في الفوضى". بحسب تعبيره

وأضاف أن "حسابات بوتين هي أنه بعد انهيار إمدادات الحبوب، سيفرّ الجوعى من هذه المناطق ويحاولون الوصول إلى أوروبا - مثل ملايين السوريين الذين فرّوا من أهوال الحرب في ذلك الوقت". وفقاً لقوله

وأشار إلى أن هذا هو السبب وراء تعمد الرئيس فلاديمير بوتين قصف صوامع الحبوب في أوكرانيا وجعل قواته تسرق الحبوب.

وأكد أن هدف بوتين النهائي: "مع وجود موجات جديدة من اللاجئين، ستتم زعزعة استقرار أوروبا وزيادة الضغط السياسي حتى تتخلى الدول الغربية عن موقفها المتشدد ضد روسيا".

وأضاف: "هذه هي حربه الهجينة الجديدة".

 

Ukraine-Grain-Elevator-800x520.jpg
الدمار بأحد صوامع الحبوب في أوكرانيا من جراء الغزو الروسي (AFP)

 

مصير الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية

قناة "CBC" الكندية قالت إن أكثر من 20 مليون طن من الحبوب عالقة في صوامع في الموانئ الأوكرانية، حيث يمنع الحصار الروسي السفن من الإبحار بالقمح والذرة وغيرها من الصادرات. كما اتُهمت القوات الروسية بسرقة الحبوب وتدمير مستودعات التخزين في أوكرانيا عمداً.

وأكدت في تقرير نشرته، يوم 20 أيار الجاري، أن "الحبوب معرّضة لخطر التعفن قبل الوصول إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث تشتد الحاجة إليها لتفادي أزمة الأمن الغذائي العالمية، والتي تزداد سوءاً بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود والسلع الأخرى".

ونقلت القناة الكندية عن خبير اقتصاديات الغذاء والأستاذ المشارك في جامعة ولاية "ميتشيغان" الأميركية ديفيد أورتيجا وصفه للمقيمين في الشرق الأوسط وأفريقيا: "هؤلاء هم السكان الأكثر ضعفاً في العالم، لذا فإن العواقب وخيمة للغاية".

وأكد "أورتيجا" على ضرورة أن تكون أي مناقشات دولية تتضمن المساعدة للدول التي تعتمد على الصادرات الأوكرانية لأنها "الأكثر تضرراً". بحسب وصفه

 

66223MXKPVMXHH4TVDMJFA376Y.jpg
شاحنة محملة بالحبوب في أحد الموانئ الأوكرانية (رويترز)

 

سوريا وجهة الحبوب الأوكرانية المسروقة

وسبق أن اتهمت وزارة الدفاع الأوكرانية، يوم 12 أيار الجاري روسيا بسرقة الحبوب الأوكرانية، حيث قالت إن سفناً ترفع العلم الروسي وممتلئة بالحبوب الأوكرانية المسروقة تتجه إلى سوريا. في ظل تقارير تتحدث عن سرقة القوات الروسية الغازية لآلاف أطنان الحبوب من المخازن الأوكرانية.

وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن شركة التصوير عبر الأقمار الصناعية Planet Labs وTankerTrackers.com، التقطت صوراً للسفينة "ماتروس بوزينيتش - bulker Matros Pozynich" المبنية عام 2010 قبالة مدينة اللاذقية.

 

220512110631-01-russia-ships-stolen-ukraine-grain-intl-exlarge-169.jpg
صورة أقمار صناعية لميناء اللاذقية


وأفادت نقلأ عن الشركتين بأن صور السفينة في الميناء تتطابق مع وصف السفينة التي ترفع العلم الروسي وأبعادها، والتي وردت في تقرير لصحيفة واشنطن بوست يوم أمس الأربعاء.

وتعود ملكية السفينة إلى شركة Crane Marine Contractor، ومقرها في أستراخان، وهي مدينة روسية على نهر الفولغا بالقرب من بحر قزوين.

وكانت السفينة أرسلت في الخامس من أيار الجاري آخر بث في أثناء وجودها بالمياه بين قبرص وسوريا. وأدرجت وجهة السفينة على أنها بيروت. وكانت تبعد نحو 47 كم عن اللاذقية. وقد تم تحميلها منذ 27 نيسان على الأقل، وفقًا لبيانات من VesselsValue.

وقال موقع "tradewindsnews" إن روسيا حاولت إرسال الشحنة إلى مصر، لكن السلطات هناك رفضت إدخالها، مضيفاً أن الدبلوماسيين الأوكرانيين يضغطون على الدول لإبعاد الشحنة.

غوتيرش: الغذاء متوفر والمشكلة بالتوزيع بسبب الحرب في أوكرانيا

وتؤكد الأمم المتحدة والوكالات الدولية الأخرى أن عشرات الملايين من الأشخاص في البلدان النامية سيعانون من سوء التغذية والجوع والمجاعة مع ارتفاع أسعار الحبوب والزيت والأغذية الأخرى بسبب الحرب.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش عبر تغريدة في "تويتر" يوم الخميس الماضي إلى أن "هناك ما يكفي من الغذاء للجميع في العالم ... القضية تتعلق بالتوزيع وهي مرتبطة بشدة بالحرب في أوكرانيا".

وأضاف غوتيرش، خلال اجتماع للأمم المتحدة في نيويورك حول الأمن الغذائي العالمي، يوم الخميس الماضي، أن نقص الحبوب والأسمدة الناجم عن الحرب، وارتفاع درجات الحرارة، ومشكلات الإمداد الناجمة عن الأوبئة، تهدد "بدفع عشرات الملايين من الناس إلى حافة انعدام الأمن الغذائي".

وأشار إلى أن هذا النقص سيتسبب في "سوء التغذية والجوع الجماعي والمجاعة، في أزمة قد تستمر لسنوات".

نقص الغذاء بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا سيتسبب بأعمال شغب ومجاعة

من جانبه قال رئيس برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، ديفيد بيزلي، خلال مؤتمر "سابو" في نيويورك نقلته شبكة "CNN"، "إذا لم يتمكن الناس من إطعام أطفالهم وعائلاتهم، فإن هناك ما يدعو القلق" ، محذراً في الوقت ذاته من احتمال حدوث "أعمال شغب ومجاعة وزعزعة للاستقرار ومن ثم الهجرة الجماعية".

يرى المحللون وفقاً لـ "CBC" أوجه تشابه بين الوضع الحالي وارتفاع أسعار المواد الغذائية في عامي 2007 و2008 والتي أدت حينئذ إلى "أعمال شغب بسبب الغذاء" حول العالم.

وتتوقع وزارة الزراعة الأميركية في تقرير نشرته بداية أيار الجاري أن محصول القمح هذا العام في أوكرانيا سينخفض ​​بنسبة 35 في المئة عن العام الماضي بسبب الحرب. حيث سيكافح المزارعون أيضاً للحصول على البذور لمحصول العام المقبل، وكذلك الوقود لتشغيل الآلات - مما يعني أن البلدان المتعطشة للحبوب الأوكرانية ستواجه نقصاً في الإمدادات لبعض الوقت في المستقبل.

وتمثل روسيا وأوكرانيا معاً أكثر من ربع إمدادات القمح العالمية، وتصدران إلى دول مثل سوريا ومصر ولبنان وتركيا واليمن والصومال، إضافةً إلى العديد من البلدان الأخرى، حيث تعتبر روسيا وأوكرانيا مسؤولين عن نحو 30 في المئة من تجارة القمح العالمية، ويخشى برنامج الأغذية العالمي أن يؤدي أي اضطراب خطير في الإنتاج والصادرات إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، مما يؤثر على ملايين الأشخاص.

وأكد برنامج الأغذية العالمي في تقرير نشره يوم 4 آذار الماضي أنه قبل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا يوم 24 شباط الماضي، كان البرنامج يشتري نحو 50 في المئة من القمح من أوكرانيا لإطعام "الجياع في بلدان مثل سوريا واليمن وإثيوبيا".