icon
التغطية الحية

"مزار الدب" رواية الراحل ميشيل كيلو ترى النور بعد 3 عقود

2022.06.30 | 18:54 دمشق

مزار الدب - تلفزيون سوريا
إسطنبول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

بعد الانتهاء من تسطير أحداثها بنحو 3 عقود، واختفاء مخطوطها طوال تلك المدة؛ صدرت أخيراً رواية الكاتب والسياسي السوري الراحل ميشيل كيلو "مزار الدبّ" عن مؤسسة "دار الجديد" اللبنانية.

رحل ميشيل كيلو في نيسان 2021، إلا أنه ترك وراءه لأجيال من السوريين إرثاً أدبياً وفكرياً يوازي إرثه السياسي. ويبدو أن مسيرة كيلو التاريخية الطويلة في الفكر والأدب والسياسة لم تنته حتى بعد رحيله.

رواية "مزار الدب" التي جاءت في 205 صفحات من القطع الوسط، كانت سطورها قد كتبت بين آذار- أيلول 1988 وكانون الأول 1990 في باريس. وبعد أن فقدها كاتبها عقب مغادرته سوريا "شاءت الأقدار أن يُعثر عليها بعد رحيله" بحسب ما ذكرت ابنة ميشيل "شذى كيلو" عبر منشور على فيس بوك.

من تقديم الرواية

كتبت شذى في تقديمها للرواية: "رحـلَ أبي ميشـيل كيلـو وعينـاه مفتوحتـان عـلى أسراب أحلام لا عدّ لها تحلق في سماء سوريا لا تسمح إلا بمرور المطر، وخربشـة ذكريـات العصافير، وفي قلبه الذي ينوء بالوطن والإنسان حسـرات وحسـرات؛ واحــدةٌ منهــا هــذه الروايــة "مــزار الدّب" التــي كتبهــا في التســعينيات من القرن الماضي ثــم فقدهــا مــع الوطــن الــذي أُكره على فقده.

كان يحمــلُ حـسـرة فقده لمخطوط هذه الرواية التي كتبها لتكون الجزء الأول الممهد لروايته الثانية "دير الجسور".

وشاءت الأقدار أن أعثـر على مخطـوط مـزار الدب بعـد رحيلـه بشــهور، لتتحــول حسرتـه التــي كُفِّنــت معــه على فقدهــا إلى حسرة أبدية في قلبـي لأن القدر أخرني عن مشاركته فرحتي وفرحة محبيه في إيجادها ونشرها".

ميادين رواية ميشيل كيلو

تدور أحداث رواية كيلو حول منطقة "مزار الدب" والقرى المحيطة بها، والقصص الأسطورية التي تغلّف حكايات أبناء تلك القرى، ومن بينهم جدّة الكاتب نفسه. حكاية مغارة "الضبعة" التي كانت في يوم من الأيام فتاة جميلة اسمها "زهرة"، يعشقها كل شباب المنطقة قبل أن تحولها مأساة عشقها لزوجها المغدور إلى تلك الضبعة.

كما تحكي الرواية أيضاً قصة "كلثوم" الفتاة فائقة الجمال، والتي وجدها "أيوب" وزوجته حين كانت طفلة رضيعة عند باب المغارة ليكتشفوا أنها كانت ثمرة حبّ الضبعة مع زوجها حين كانت بشريّة. وكذلك سيكون مصير كلثوم الاختفاء هي الأخرى.

الرواية احتوت كثيرا من الأحداث والتفاصيل الممتعة والمشوّقة بالرغم من صور المعاناة والقهر والبكاء التي ضمتها تلك التفاصيل، وسيشعر القارئ بأنه يعيش في ذلك الوسط الاجتماعي الذي رسمه كاتب الرواية من خلال سردية غاية في السلاسة والانسيابية.

من الرواية

"اختفــت كلثــوم دون أن يكــون هنــاك مــا يبــرر اختفاءهــا أو يوحــي بــه. أفاق الناس؛ جلسوا على مصاطب بيوتهم الطينية ينتظـرون ذهابها الصباحي إلى نبع الماء ليمتعوا أنظارهـم بمرآهـا البهيج، فلم تمر أمام أعينهم المترقبة.

اعتقـدوا أن مرضـاً أصابهـا، وقالوا في السهرات: إن يومهم هذا لا يجوز أن يُعدّ من حياتهم. ثم تدفقوا على بيت (أيوب) ليجدوا أمها في حالة من النحيب وأباها عاجزاً عن النطق والحركة. طرحوا أسئلة حائرة ملتاعة، فأتاهم جواب مبهم: استيقظنا فلم نجد لها أثراً في البيت...".