icon
التغطية الحية

مزارعو تل أبيض ورأس العين أمام أزمة بيع محصول القمح

2020.05.28 | 18:28 دمشق

hsadat-trkyt.jpg
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

يواجه مزارعو المنطقة التي سيطر عليها الجيشان التركي والوطني السوري في تل أبيض ورأس العين وأريافهما، أزمة في عملية بيع مواسمهم من القمح، لعدم قدرة الحكومة المؤقتة على شرائه كاملاً. في حين بدأت "الإدارة الذاتية" في شمال شرق سوريا بشراء الدفعات الأولى من القمح بعد تحديد سعر الطن.

وقال حسان المحمد مدير المؤسسة العامة للحبوب التابعة للحكومة المؤقتة، لموقع تلفزيون سوريا، إن المؤسسة لا تمتلك التمويل الكافي لشراء كامل إنتاج هذه المنطقة من القمح والشعير، والذي يقدّر بـ 800 ألف طن، بينها 300 ألف طن من القمح.

وأشار إلى أن وزارة المالية في الحكومة السورية المؤقتة، ستحدد سعر شراء القمح في نهاية الشهر الجاري أو بداية الشهر القادم، ويرجّح المحمد بأن يكون سعر الطن الواحد بين 220 دولاراً و 225 دولاراً، بفارق 5 دولارات زيادة للقمح القاسي. ما يعني 22 سنتاً للكيلو الواحد وبالنظر إلى سعر صرف الدولار الذي تتراوح عند عتبة الـ 1800 ليرة سورية فسيكون سعر الكيلو الواحد من القمح 396 ليرة سورية تقريباً.

وحتى اليوم الخميس، لم تحدد حكومة الإنقاذ سعر شراء القمح والشعير، وسط توقعات بعدم قدرتها على شراء كميات كبيرة بسبب إغلاق المعابر مع مناطق سيطرة النظام.

ونوّه المحمد إلى أن وزارة المالية ما زالت تستقبل اقتراحات المجالس المحلية لتحديد السعر وفقاً لدراسات التكاليف، وأنه من المتوقع أن تكتمل اليوم وصول الاقتراحات من كل المجالس.

وبعد تحديد سعر الطن ستعمل مؤسسة الحبوب على شراء القمح من المزارعين في مناطق نفوذها شمال غرب سوريا، إلا أنها لا تمتلك تمويلاً لشراء المحصول في منطقة عمليات "نبع السلام" التي سيقوم مكتب الحبوب التركي (TMO) بشراء 10 بالمئة من إنتاج المنطقة، بحسب المحمد.

وحول الخيارات المتاحة للمزارعين لبيع محصولهم، قال مدير المؤسسة العامة للحبوب إن الجبهة الشامية التابعة للجيش الوطني ستعمل على شراء المحصول من المزارعين ومن ثم بيعه لتجار أتراك، لتحقيق أرباح تعود لهم.

ودخلت إلى منطقتي تل أبيض ورأس العين (الحدوديتين)، قبل أيام، 36 حصّادة زراعية لـ متابعة موسم الحصاد في المناطق الواقعة ضمن عملية "نبع السلام" بريفي الرقة والحسكة.

 

 

وحسب المصادر، فإن الحصّادات دخلت مِن مدينة جرابلس - الحدودية مع تركيا - شمال شرق حلب، إلى الأراضي التركية ومن ثم عبرت إلى مدينتي تل أبيض ورأس العين، بهدف متابعة موسم الحصاد وإتمامه، بعد أن التهمت الحرائق مئات الدونمات مِن المحاصيل في المنطقة.

وبحسب دراسات الحكومة السورية المؤقتة، فسيكون إنتاج هذا العام من القمح والشعير وفيراً، دون إمكانية تحديد مساحة الأراضي المزروعة بالحبوب في شمال غرب سوريا، أو تحديد مساحة الأراضي التي خسرتها المعارضة لصالح قوات النظام خلال العام الفائت في ريف حماة الشمالي وريفي إدلب الجنوبي والشرقي وريفي حلب الجنوبي والغربي.

 

النظام يسرق محاصيل الحبوب في المناطق التي سيطر عليها مؤخراً

وأكد ناشطون بأن قوات النظام وميليشياته بدأت بسرقة وحصاد مواسم القمح في المناطق التي سيطرت عليها مؤخراً، حيث يتم عادة البدء بزراعة القمح في تشرين الثاني من أواخر كل عام، وهي الفترة التي بدأت فيها معركة النظام وروسيا على إدلب انطلاقاً من شرقي مدينة معرة النعمان.

وبلغت مساحة المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام أكثر من ألفي كم مربع، أي ما يعادل 200 ألف هكتار، معظمها كانت تُزرع بالحبوب وخاصة القمح والشعير.

 

"الإدارة الذاتية" تبدأ باستلام المحاصيل

عادة ما يبدأ المزارعون في سوريا بحصاد القمح في الأسبوعين الأولين من شهر حزيران، وحصاد الشعير في نهاية شهر أيار، إلا أن الحرائق التي تلتهم آلاف الهكتارات في سوريا سنوياً باتت كابوساً يؤزق المزارعين، ما دفعهم هذا العام لحصاد مواسمهم باكراً.

وكانت "الإدارة الذاتية" في شمال شرق سوريا، قد حددت سعر شراء كيلو القمح للعام الجاري ب 225 ليرة سورية، وافتتحت مراكز شراء القمح في مناطق سيطرة "قسد" صباح اليوم أبوابها، حيث حددت "الإدارة الذاتية" 20 مركزاً لاستلام محصول القمح.

وفي المنطقة التي تسميها "الإدارة الذاتية" بـ "إقليم الفرات"، كان هنالك 5 مراكز للتخزين هي روفي والجلبية وعين عيسى والشركراك والدهليز، إلا أن الجيشين التركي والوطني السوري سيطرا في عملية نبع السلام على مركزي الشركراك والدهليز، وأغلقت قسد مركز عين عيسى بذريعة تعرضه للقصف.

وبذلك بقي في هذه المنطقة مركزا روفي والجلبية، الواقعان بريف مدينة عين العرب شمال شرق حلب، وسعة هذه الصوامع لا تتجاوز الـ 10 آلاف طن لكل واحدة، إلا أن "الإدارة الذاتية" ستخزن فيهما 22 ألفَ طنٍ من القمح.

أما عن الفائض في الإنتاج، فتركت "الإدارة الذاتية" المجال مفتوحاً للمزارعين لشحن محصولهم إلى المنطقة التي يريدونها، بحيث يمكن لمزارعي المنطقة الغربية في عين العرب شحن محاصيلهم إلى منبج، بينما يشحن مزارعو جنوب صرين المحصول إلى صوامع الطبقة، ويمكن لمزارعي بلدة عين عيسى الشحن إلى الرقة.