icon
التغطية الحية

مراجعة عيادات الأسنان في دمشق "رفاهية" يفتقدها ذوو الدخل المحدود

2021.07.18 | 06:20 دمشق

new-project-30.jpg
ريف دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A

بات من الصعب أو شبه المستحيل على ذوي الدخل المحدود في دمشق زيارة عيادة طبيب الأسنان، في ظل تتالي الأزمات وارتفاع الأسعار، مع متوسط دخلٍ للفرد لا يتجاوز الـ 22 دولاراً.

ورغم أن سوريا كانت ضمن قائمة الدول الأرخص في معالجة الأسنان لأعوام، باتت الأسعار حالياً تضاهي الدول الأوروبية، حتى أصبح المواطن لا يكترث لأسنانه مهما شعر بها من ألم، لعدم مقدرته على تغطية تكاليف علاجها.

علاج الأسنان.. "رفاهية"

شهد (مستعار) فتاة تعمل في عيادة لطبيب أسنان بدمشق قالت لموقع تلفزيون سوريا إنه "لا مبرر لهذا الغلاء، أجور أطباء الأسنان ارتفعت بنسبة تجاوزت الـ 150 بالمئة خلال عام".

وأضافت أن مراجعة طبيب الأسنان باتت "رفاهية" لا يستطيع ذوو الدخل المحدود إدراكها، مشيرة إلى أن أكثر من 80 بالمئة من الأشخاص الذين يقصدون أطباء الأسنان هم إما مجبرون (لوجع مفاجئ أصابهم) أو لديهم تشوه في الفك أو الأسنان.

وذكرت أن عملية "سحب العصب" هي الأرخص، إذ تكلّف المريض مبلغ 35 ألف ليرة سورية، أي نصف راتب الموظف -بعد زيادة الرواتب الأخيرة- في حين تتراوح أجور تبييض الأسنان بين 75 و100 ألف، وتلبيس السن بين 150 و175 ألفاً، أما "الزراعة" فهي الأغلى وتتجاوز في بعض الحالات مليون ليرة سورية.

تفاوت في الأسعار

"كل طبيب يحدد السعر الذي يلائمه، التفاوت بالأسعار بين طبيب وآخر قد يصل إلى 1000 ليرة سورية"، قالت شهد، وأضافت: "معظم الأطباء لديهم المبرر نفسه بأن ارتفاع أجورهم مرتبط بسعر المواد، وغلاء المواد مرتبط بسعر الدولار، لكن لا شيء من ذلك صحيح".

التفاوت بالأسعار لا يقتصر على الأطباء في العيادات الخاصة فقط، بل يتضح في مقارنة مع أجور أطباء الأسنان في المشافي، إذ قد يبلغ أجر الدكتور في العيادة الخاصة 100 ألف عند إجرائه عملية ما، وإذا ما أُجريت نفسها، وبالمواد ذاتها، في العيادات السنية بالمشافي فإن كلفتها لن تتجاوز الـ 35 ألف ليرة.

وأِشارت شهد إلى أنه رغم رخص الأسعار في العيادات السنية – حسب قائمة الأسعار المعروفة - مقارنة بالخاصة، إلى أن غالبيتها متوقفة بحجة الإجراءات الاحترازية المتعلقة بكورونا.

لا علاج مجاني في "الجامعة"

جرت العادة خلال السنوات السابقة أن يقدّم طلاب فرع طب الأسنان علاجاً مجانياً للمرضى، خلال سنوات دراستهم الأخيرة، إلّا أن هذا بات اليوم شيئاً مستحيلاً في ظل انخفاض الدخل الذي يتشارك به معظم السوريين اليوم.

شهد ذكرت أن الطلاب، وبسبب الحاجة، باتوا يقتسمون مصاريف المواد مع المريض، خاصة إذا ما كان بحاجة لتركيب "جسر"، إذ يأخذون من المريض مقدار ربع سعر المواد، في حين لا يزال طلاب السنوات الأولى يعملون بالمجان لكونهم لا يستعملون أي مواد في هذه المرحلة، ويقتصر عملهم على بعض الأمور البسيطة.

ويعاني المقيمون في مناطق سيطرة النظام من سوء الأوضاع المعيشية من جراء ارتفاع الأسعار بشكل مستمر واستغلال التجار وانهيار قيمة الليرة السورية، وتدني الرواتب سواء في القطاع العام أو الخاص وعدم توافقها مع الأسعار، فضلاً عن غياب الرقابة وفشل حكومة النظام في ضبط الوضع الاقتصادي المنهار.