icon
التغطية الحية

مدينة إدلب.. مبادرة توفر تحاليل مجانية للمرضى | صور

2021.10.16 | 19:01 دمشق

img_9885.jpg
إدلب - عز الدين زكور
+A
حجم الخط
-A

تحتضن "أم محمود" حفيدها في قاعة الانتظار المربّعة، تحرّك نظرها تارةً إلى الطفل الساكن بين يديها وأخرى نحو الباب، تنتظر أن يحين دورها لإجراء التحاليل اللازمة.

وفي أول زيارة لها لمركز "غيث" المجّاني، تنوي أن تجري 6 تحاليل لحفيدها بموجب وصفة طبيب مختصّ، راجعته بصحبة ابنتها ـ أم الطفل ـ مستفيدةً من الخدمات المجانية التي يوفرها المركز للمرضى على مدار 5 أيام في الأسبوع.

وافتتح فريق "ملهم" التطوعي بدعمٍ من أهالٍ في بلدة "جلجولية" في الداخل الفلسطيني، مخبراً للتحاليل الطبية، وسط مدينة إدلب، في بادرة لتأمين تحاليل مجانية للسكّان، والتخفيف من مصاريف الطبابة، في وقتٍ تعاني منه الأسرة في منطقة شمالي غربي سوريا من واقع معيشي متردٍ وارتفاع عام في الأسعار وتحديداً في المجال الطبيّ.

وتأتي أهمية المبادرة، نظراً للكثافة السكّانية التي تحظى فيها مدينة إدلب، بعد أن صارت ملجأ آلاف الأسر النازحة، فضلاً عن كونها أكبر تجمع للمستشفيات والمراكز الصحية والعلاجية في المنطقة، ولاقت على إثر ذلك ترحيباً واسعاً من الأهالي والمرضى.

 

وداعاً لـ"المخابر الخاصة"

تقول "أم محمود" لموقع "تلفزيون سوريا" عن البادرة، إنّ "الاهتمام جيد، والمركز يوفر علينا كلفة تحاليل تصل إلى 150 ليرة تركية في المخابر الخاصة".

ياسين مصطفى عليوي أحد المستفيدين من المركز، أحضر عينة دم لمولوده الجديد، بعد إحالة من مستشفى "الأمومة" في مدينة إدلب، لإجراء تحاليل تتعلق بمرضه "اليرقان".

يقول لموقع "تلفزيون سوريا"، إنّ "الإحالة لإجراء التحاليل في المركز المجاني لطفله ـ حديث الولادة ـ جاءت بوقتها، لأن وضعي المادي لا يسمح نهائياً بعد الولادة على تحمل مصاريف إضافية".

ويعتبر أنّ وضعه المعيشي المزري نتيجة تهجيره من بلدته "زمار" بريف حلب الجنوبي، يحتم عليه اللجوء إلى المراكز والمستشفيات المجانية، في حين إنّ كلفة التحاليل هذه قد تصل إلى 75 ليرة تركية، في مخبر خاص.

ويجمع عدد ممن التقى معهم "موقع تلفزيون سوريا" في المركز، أنّ الخدمة المجانية في المخبر، كانت بديلة عن زيارة مخابر خاصة ترتب عليهم "مصاريف مرهقة، هم بغنىً عنها"، على حدّ وصفهم.

ثمرة تعاون

حسن عبد العال، المشرف الإداري في المركز ومتطوع في فريق "ملهم"، يوضح في حديثٍ لموقع "تلفزيون سوريا"، أنّ افتتاح المخبر المجاني، غيث، كان ثمرة تعاون بين الفريق وجمعية "غيث" للأعمال الإنسانية (جمعية تنشط في الداخل الفلسطيني)، بسبب حاجة السكان للتحاليل بشكل دوريّ في ظل الكثافة السكّانية الكبيرة.

ويوضح أنّ معدّل أعداد المراجعين مياومةً يصل إلى 30 مريضاً، وقد تبلغ التحاليل التي يحتاجها المريض الواحد من 4 إلى 10 تحاليل، جميعها يؤمنها المركز بحال كانت ضمن قوائم التحاليل المتوفرة.

ويقدر المتطوع المبلغ الذي يوفره المركز على المريض كلفة تحاليل من 30 إلى 80 ليرة تركية (بحسب نوعية التحاليل وعددها) ويعتبر أنّ المبلغ قد يكون مقبولاً، لكن ممكن أن يخفف مصاريف عن ذوي الدخل المحدود أو العوائل الفقيرة والتي تعاني من تدهور معيشي.

فجوة في التحاليل

يتحدث الطبيب حسن قدور وهو المشرف العلمي على المخبر لموقع "تلفزيون سوريا"، عن فجوة في التحاليل الطبية يشهدها القطاع الصحي، إذ إنّ بعض المستشفيات والمراكز الصحية لا توفر جميع التحاليل الطبية، ومن هنا انطلقت أهمية افتتاح المخبر المجّاني في مدينة إدلب لردم هذه الفجوة".

يقول: "الأحوال المادية سيئة جداً بالنسبة للأهالي ويمكن للمخبر أن يوفر باقة واسعة من التحاليل النوعية والدورية مجاناً، ما يجنبهم العناء المادي وتحمّل المصاريف في المخابر الخاصة".

ويستقبل المركز المرضى من المستشفيات سواء العامة أو الخاصة، على خلاف بعض المخابر العامة التي ترفض استقبال مرضى المستشفيات الخاصة لإجراء التحاليل، بحسب محدثنا.

 

 

تحاليل غير متوفرة

يوضح محدثنا "قدور" أنّ المركز يوفر تحاليل منها "الشوارد، والمعادن: الحديد والمغنيزيوم والفوسفور والكالسيوم، إضافةً إلى تحاليل روتينية مثل الكريات البيض والحمر وصفيحات ومؤشرات الكريات والمؤشرات الدموية والسكر والشحوم والكولسترول والواسمات القلبية، وتحاليل التخثّر والغدة الدرقية والتهاب الكبد".

ويؤكد أنّ التحاليل المذكورة في معظمها غير متوفرة في المستشفيات والمراكز العامة.

ويكشف أنّ "التحاليل الهرمونية قريباً ستكون متوفرة في المركز بعد تأمين الجهاز الخاص، في حين أنّ المركز يتجه نحو توفير تحاليل الواسمات السرطانية بشكلٍ أساسي".

عوائق التوسع

يقول الطبيب حسن، إنّ المركز هو عبارة عن نواة لمخبر أكبر يقدم خدمات أوسع وتحاليل نوعية أكثر، إلا أنّ الأمر مقرون تماماً بـ"التمويل" وهو العائق أمام عملية التوسعة.

ويشير إلى أنّ التمويل يكفل تأمين أجهزة أكثر تطوراً وسرعةً وكوادر متخصصة ومدرّبة إضافية، وتوفير التحاليل النوعية التي تحتاج كلفة عالية.