icon
التغطية الحية

مدافئ "البيليت".. بديل للتدفئة في دمشق أرخص من المحروقات وأكثر خطورة

2024.11.28 | 16:57 دمشق

آخر تحديث: 28.11.2024 | 17:45 دمشق

مدافئ
محل لبيع وصيانة المدافئ في دمشق ـ رويترز
إسطنبول - وفاء عبيدو
+A
حجم الخط
-A
إظهار الملخص
- يواجه السوريون في دمشق أزمة حادة في تأمين وسائل التدفئة بسبب نقص الكهرباء والمحروقات وارتفاع الأسعار، مما يدفعهم للبحث عن بدائل مثل مدافئ "البيليت" رغم خطورتها.
- يعتمد السكان على وسائل تدفئة محدودة مثل المدافئ الكهربائية والبطانيات بسبب انقطاع الكهرباء وندرة المازوت، مما يعكس التحديات الاقتصادية وتدني الأجور.
- تشهد تجارة الحطب ارتفاعًا في الأسعار، حيث يعتبر حطب الليمون والزيتون خيارًا مفضلًا، بينما تزيد قرارات رفع أسعار المحروقات من الأعباء الاقتصادية على المواطنين.

مع دخول فصل الشتاء، يواجه السوريون في مناطق سيطرة النظام، وخصوصا في دمشق، أزمة متجددة في تأمين وسائل التدفئة. عجز النظام عن توفير الكهرباء والمحروقات إلى جانب ارتفاع الأسعار واحتكار التجار، يزيد من معاناة السكان ويدفعهم للبحث عن بدائل تقيهم برد الشتاء.

"البيليت".. بدائل غير آمنة

تتزايد ساعات التقنين الكهربائي في الشتاء وهكذا يصعب على المواطن الاعتماد على المدافئ أو "الحصر" أو حتى "السخانات" الكهربائية، فيبدأ بالبحث عن أي وسيلة للتدفئة.

نادية (37 عاما) موظفة وأم لطفلين، قالت لموقع تلفزيون سوريا "الراتب ضعيف والتكلفة العالية للمدافئ ومحروقاتها خارجة عن قدرتي المادية"، لم تعتمد على مدفأة المازوت أو الحطب بل لجأت لبديل آخر وهو "البيليت".

تعمل مدفأة "البيليت" على مواد من مخلفات الزيتون بعد العصر، ويعد سعر المدفأة (مليونين و200 ألف ليرة) مرتفع نسبيا بحسب نادية كراتب موظف، ولكن موادها متوفرة وكلفتها قليلة (الكيلوغرام الواحد بـ 7500 ليرة سورية) ويبقى الكيلو مشتعلًا لما يقارب الساعة ونصف.

لهذا النوع من المدافئ خطورة أكثر من الأنواع المألوفة، لأن موادها سريعة الاشتعال.

خلال ساعات النهار تكون نادية في وظيفتها وطفلاها في المدارس، لذلك تعتبر أنها الحل الأمثل الذي يتناسب مع راتبها ووضعها المعيشي فهي لا تقوم بتشغيلها إلا عند وجودها خوفا من مخاطرها.

أزمة مستمرة وتكاليف عالية

يعاني المقيمون في مناطق سيطرة النظام من ندرة الحصول على المحروقات وارتفاعًا حادًا في أسعارها، إضافة إلى صعوبة في توفر المادة بأسعارها الرسمية، هذا إلى جانب تدني الأجور وتدهور قيمة العملة المحلية .

وسيم (42 عامًا) موظف في دمشق، أوضح أنه لم يتمكن هذا العام من تركيب مدفأة لعائلته بسبب ظروفه، والأسعار مستمرة الارتفاع.

كما أوضح أن اعتماده سيكون على المدفأة الكهربائية لساعتين في اليوم خلال توفر الكهرباء، مع الاعتماد على البطانيات في ساعات انقطاع التيار الكهربائي.

وأضاف وسيم أن مخصصاته من المازوت التي يحصل عليها قليلة، لكنه سوف يستخدمها في الأيام الشديدة البرودة "المربعانية" ولديه مدفأة مازت قديمة، هذا في حال لم تتأخر المخصصات.

غسان (43 عامًا) تاجر حطب في دمشق، ذكر لموقع تلفزيون سوريا الفرق بين أنواع الحطب وأسعارها لهذا الشتاء، وقال إن الأسعار توضع حسب كل صنف ومدة تنشيفه وجفافه.

وأوضح أن سعر الطن الواحد من الصنوبر والسنديان اليابس يبلغ خمسة ملايين و500 ألف ليرة سورية، في حين يبلغ سعر طن الحطب من الليمون والزيتون أربعة ملايين و300 ألف ليرة، أما الناشف من حطب اللوز فيبلغ أربعة ملايين و800 ألف ليرة.

وبحسب التاجر، يوجد قشر من الحطب يسمى "تشعيلة" توضع كمية قليلة منه مع قطعة كرتون، فيشتعل الحطب من دون حاجة للمازوت، ويختلف اختيار الناس للصنف حسب الوضع المعيشي لهم.

وحول الفروق بين أنواع الحطب، أوضح التاجر أن دخان الحطب ولهيب النار يختلف وفق النوع، كما يعتبر حطب الليمون والزيتون من أنسب الخيارات باعتباره خفيف الأدخنة، ويحافظ على فترة اشتعال طويلة.

من جهتها أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التابعة للنظام، قرارا برفع أسعار جميع فئات المحروقات في سوريا، في 14 من تشرين الأول الماضي.

ورفعت سعر المازوت المدعوم للتدفئة، في 2 من تشرين الأول، إلى أكثر من الضعف، وحددت الليتر الواحد منه بخمسة آلاف الذي كان سابقا ألفي ليرة سورية.