icon
التغطية الحية

مختارات القصة القصيرة.. "مرياعستان" لـ موسى الحالول

2021.03.19 | 11:23 دمشق

wylbarfa.png
 تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

مختارات القصة القصيرة، زاوية أسبوعية يقدّمها قسم الثقافة للقرّاء كل يوم جمعة، وهي مخصصة لعرض قصة قصيرة من تأليف أديبات وأدباء سوريين.

عن القصة والكاتب

"مرياعستان" إحدى قصص مجموعة قصصية تحمل نفس الاسم، وهي من تأليف الروائي والكاتب الرقّي، موسى الحالول. وتضم المجموعة 13 قصة قصيرة.

,الكاتب موسى أحمد الحالول من مواليد محافظة الرقة عام 1965. ويحمل شهادة الدكتوراة في الأدب المقارن (1995)، من جامعة پنسلـﭭـانيا الحكومية/ الولايات المتحدة الأميركية.

درّس الأدب الإنجليزي في سوريا والأردن، وهو الآن أستاذ الأدب المقارن في قسم اللغات الأجنبية بجامعة الطائف، المملكة العربية السعودية. كما يدرس الترجمة الأدبية في جامعة عِفَّت بصفة أستاذ زائر، كما درّس اللغة العربية في جامعة پنسلـﭭـانيا وبعض الجامعات الأخرى في الولايات المتحدة الأميركية.

ألَّف باللغة العربية:

- "مِرياعِستان" مجموعة قصصية. بيروت: دار الانتشار العربي، 2020.

- "سِفُرُ الخروج إلى إسطنبول" رواية. عمّان: دار فضاءات، 2019.

- "التاريخ السري لكلبنا نَـمّور" مجموعة قصصية. عمّان: دار فضاءات، 2018.

- "الترجمة الأدبية: تطبيقات عملية في ترجمة النثر". الطائف: جامعة الطائف، 2011.

"العربية المعذَّبة". دمشق: دار الحصاد، 2010.

-"ما بين عشبة برزويه وحية جلجامش: تأملات في الترجمة الأدبية". أبوظبي: دائرة السياحة والثقافة، 2019.

كما ترجم عشرات الكتب من الإنكليزية إلى العربية وبالعكس، ومن بين ترجماته عن الإنكليزية:

- "المجموعة القصصية الكاملة لإيرنست همنغواي". المجلدات 3-2-1، سلسلة إبداعات عالمية. الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 2010-2011.

- "حكايات الهنود الأمريكيين وأساطيرهم". سلسلة إبداعات عالمية. الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب 2002.

- كتاب مروان بشارة "العربي الخفي: وعود الثورات العربية ومخاطرها". الدوحة: مركز قناة الجزيرة للدراسات، 2013.

- كتاب ديـﭭِـد دامروش "كتابٌ بين الركام: ملحمة جلجامش العظيمة، كيف ضاعت وكيف اكتُشفت". القاهرة: المركز القومي للترجمة، 2012.

- رواية جوانا كَڤنّ، "زِد" بتكليف من مشروع كلمة في هيئة أبو ظبي للثقافة والسياحة (قيد الطبع).

- كتاب أولِنكا روبلاك، "الفلكي والساحرة: دفاع يوهانس كبلر عن أُمِّه" بتكليف من مشروع كلمة في هيئة أبو ظبي للثقافة والسياحة (قيد الطبع).

قصة "مِرياعستان":

كان يا ما كان في قديم الزمان كان ذئب يهجم على قطيع من الأغنام ليلًا، ويأخذ منه المقسوم له. ولما رأى أن لا أحد يصده قرر أن يأخذ قِسْمته جهارًا نهارًا. وهكذا في ضحى اليوم التالي، أغار على القطيع، وكان خروفٌ ثَنِيٌّ أول من شاهده. هرب المخلوق المرعوب بأقصى ما يستطيع، وفعلت مثله بقية الأغنام بالغريزة، وتعالى ثغاؤها إلى عنان السماء. انتبه الكلب فرأى الوحش الصائل، فارتقى ظهر الحمار وراح ينبح ويتوعد الذئب، ولكن الحمار قفز قفزة واحدة أوقعته عن ظهره، وراح ينهق من الخوف.

استيقظ الراعي من غفوته على نهيق الحمار ونباح الكلب، ورأى قطيعه في هَرْج ومَرْج، فأخذ بندقيته وأطلق اثنتي عشرة طلقة لم تصب الذئبَ أيٌّ منها، لكنها أبعدته عن القطيع، ولو مؤقتًا. جاء المرياع الجديد يمشي متحاملًا على نفسه بسبب عملية الخصاء التي خضع لها أخيرًا (ينص دستور مِرْياعِسْتان أن الكبشَ، لكي يكون قائدًا للقطيع، لا يصبح مرياعًا إلا إذ خُصي). دنا المرياع من الراعي مزهوًا بآلام منصبه الجديد، وارتجل بين يديه قصيدةً تثني على بطولاته وتخلدها بلغة المراييع للأجيال القادمة. لم تكن لدى الكلب موهبة شعرية ينافس بها المرياع في اكتساب محبة الراعي وثقته. فما العمل، يا تُرى؟ إنه لا يقل ذكاءً عن المرياع. "يوريكا!" قال في نفسه، كما قال أرخميدس في مناسبة مختلفة. ثم أعطى الراعي ملخصًا عن مجريات الدقائق الأخيرة، وما هي إلا لحظات حتى جيء بالخروف الثني للمحاكمة الميدانية.

كان الراعي هو رئيس المحكمة، والمرياع مقررها، بينما الكلب والحمار وبعض النعاج هم الشهود وأعضاء هيئة المحلَّفين. وبعد مداولات قصيرة، تلا المرياع حكم العدالة، "باسم القطيع المنيع بِعِزَّة ربِّ الجميع، حكمت المحكمة على الخروف الخائن بالموت ذبحًا للأسباب التالية: 1) ارتكابه مخالفةً مسلكيةً في التصدي للعدو؛ 2) المساس بهيبة القطيع؛ 3) بث الروح الانهزامية في صفوفه."

قفز الكلب الوفي لتنفيذ الحكم بالخروف الخائن، لكن الراعي نهره قائلاً، "أتظن أن حماتي ستأكل خروفًا ذبحه كلب نجس؟" فاستل سكينه وجزَّ بها عنق الخروف. وبعد أن سلخه وقطَّعه، وضعه في خُرْجٍ مخصص لهذا الغرض، وأرسله دِلِڤَري إلى حماته مع الحمار.

بقي الراعي والكلب والمرياع مرابطين عند القطيع، يُعِدّون العُدة لمنازلة بطولية أخرى.

كلمات مفتاحية