يقع مشفى الحفة في ريف اللاذقية الشمالي، وهو مُدرج كهيئة مستقلة تابعة لوزارة الصحة في حكومة النظام، ويغطي المشفى مناطق واسعة من ريف اللاذقية الشمالي مثل كسب والحفة وصلنفة وجبل التركمان وغيرها من القرى الواقعة في تلك المنطقة كما يُفترض.
برز دور هذا المشفى بشكل واضح خلال أزمة وباء كورونا، حيث تم تحويله إلى مشفى عزل للمصابين بالفيروس، وحصل المشفى حينها على دعم وتمويل كبيرين. ومنذ ذلك الحين، أصبح المشفى أشبه بمستوصف خارج أوقات الدوام الرسمي.
يدير مشفى الحفة طبيب نسائية يُدعى "رامي عطيرة"، الذي يتولى إدارة المشفى منذ أكثر من ثلاثة عشر عاما تقريبا. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت العمليات فيه والعمل قليل جدًا، ولا يُقارن بإمكانيات وخدمات مشفى بحجمه وموقعه الجغرافي والأماكن التي يخدمها.
يقول "معين"، (طلب عدم ذكر اسمه كاملا) لموقع تلفزيون سوريا، وهو أحد العاملين سابقا في هذا المشفى، إن بقاء المشفى بهذه الطريقة هو خدمة لمدير المشفى ومدير الصحة، ولكل من يرغب في الاستفادة المالية. واستمرار المشفى على هذا الحال يضمن السرقات رغم توفر الموارد والدعم اللازمين.
ما علاقة هوازن مخلوف؟
منذ أزمة كورونا وتحول المشفى إلى مركز عزل بالكامل لمرضى كورونا، توقفت العمليات الباردة والإسعافية فيه. وبعد مضي أكثر من عام ونصف، عادت العمليات الباردة بشكل محدود، واستمر المشفى على هذا النحو، حيث تقتصر العمليات الوحيدة المجراة بانتظام على الجراحة العامة والعظمية، بينما لا تُجرى سوى 6 إلى 8 عمليات نسائية أسبوعيا، دون أي عمليات إسعافية.
"ريم"، وهي ممرضة عملت سابقا في مشفى الحفة، أكدت توفر كافة المواد اللازمة ليعمل المشفى بكامل طاقته ويخدم جميع المناطق المحيطة به، إلا أن مدير المشفى يمنع صرف أي دواء أو مستهلكات إلا بإذنه.
وتضيف ريم أن المشفى يعاني اليوم من نقص كبير في المواد والمستهلكات، دون معرفة السبب الحقيقي، ولكن بحكم العلاقة الوثيقة بين مدير المشفى ومدير الصحة الحالي "هوازن مخلوف"، فإن الأقاويل تشير إلى أن المواد الطبية تُحوَّل إلى المشفى الذي يُجهَّز لافتتاحه.
من يدير مشفى الحفة؟
الجملة صحيحة وحقيقية؛ فرئيس الأطباء المقيمين في مشفى الحفة هو طبيب سوري حاصل على الجنسية الفرنسية. "جورجي فاخوري"، طبيب أنهى اختصاص الجراحة العظمية، ثم سجل في اختصاص الأشعة وقضى معظم إقامته للاختصاص في مشفى الحفة.
يُعتبر اليوم المدير الفعلي للمشفى، ويبلغ من العمر نحو 38 عاما. رغم أن عمله كرئيس للأطباء المقيمين محدود الصلاحيات وفق القانون، إلا أنه فعليا يدير المشفى بالتعاون مع مديره، حيث يتولى تنظيم كل شؤون المشفى، بما في ذلك الإيرادات والمصاريف.
"علي"، (طلب عدم ذكر اسمه كاملا) وهو طبيب مقيم سابق في المشفى، عانى كثيرا لعدم رضوخه لنظام الفساد المتفشي في المشفى، حيث لم يدفع رشوة أو يطلب وساطة. ونتيجة لذلك، كان التعامل معه سيئا جدا، حسب ما يقول لموقع تلفزيون سوريا.
محطة ترانزيت للمسافرين
يُعتبر مشفى الحفة حاليا محطة مؤقتة للأطباء الراغبين بالسفر خارج سوريا. "ساري"، طبيب عمل مؤقتا في المشفى قبل سفره إلى ألمانيا، أوضح أن الأطباء الذين يختارون مشفى الحفة يبحثون عن الراحة والتحضير لامتحانات اللغة قبل السفر. وفي مقابل دفع الرشاوى، يمكن للأطباء العمل بشكل محدود أو حتى الحصول على إجازات مفتوحة.
يُذكر أن مشفى الحفة من المشافي التي تم إدخال نظام الأتمتة الإلكتروني إليها، ولكنه لم يصل فعليا للمشفى. كما أن المشفى يتلقى ميزانية كبيرة، ورغم ذلك، هناك عددا كبيرا من الأطباء والعاملين مسجلين على قوائم المشفى لكنهم لا يوجدون فيه.