نجا دونالد ترامب المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية مما بدا أنها محاولة اغتيال ثانية أحبطها مكتب التحقيقات الاتحادي أمس الأحد قرب ملعبه للجولف في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا.
وقال مسؤولون في إنفاذ القانون إن عناصر جهاز الخدمة السرية رصدوا مسلحا في أحراش قرب الملعب وأطلقوا النار عليه، بحسب وكالة رويترز.
وأضافوا أن المسلح ألقى بندقية هجومية من طراز إيه.كيه-47 وأشياء أخرى وفر في سيارة لكن ألقي القبض عليه.
ولم يتضح بعد إذا كان المشتبه يعلم بوجود ترامب في الملعب في هذا الوقت أو كيفية معرفته بذلك، لكن الهجوم المحتمل يثير أسئلة جديدة بخصوص مستوى الحماية الممنوح للرئيس السابق.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز وقناة فوكس نيوز نقلا عن مسؤولين في إنفاذ القانون أن المشتبه به يدعى ريان ويسلي روث (58 عاما) من هاواي.
ووجدت الوكالة حسابات شخصية على تطبيقات إكس وفيسبوك ولينكدإن لشخص يدعى ريان روث يبدو أنه المشتبه به الذي أعلنت نيويورك تايمز وفوكس نيوز هويته.
ولم يتسن للوكالة تأكيد أن الحسابات خاصة بالمشتبه به، وامتنعت أجهزة إنفاذ القانون عن التعقيب، لكن إمكانية الوصول إلى الحساب المذكور على فيسبوك وإكس ألغيت بعد ساعات من إطلاق النار.
وتشير الحسابات الثلاثة التي تحمل اسم روث إلى أن صاحب الحسابات مؤيد قوي لأوكرانيا في حربها ضد روسيا. وفي عدد من المنشورات، بدا أنه يحاول المساعدة في تجنيد أشخاص لجهود الحرب في أوكرانيا.
وقال ريك برادشو قائد شرطة مقاطعة بالم بيتش في مؤتمر صحفي إنه بعد رصد ماسورة البندقية على مسافة تتراوح بين 375 و457 مترا عن مكان عن ترامب أثناء تطهير المكان من التهديدات المحتملة قبل مباراته، اشتبك العملاء مع المسلح وأطلقوا ما لا يقل عن أربع خزائن من الذخيرة في الساعة 1:30 بعد الظهر (1730 بتوقيت جرينتش).
وبعدها ألقى المسلح بندقيته وحقيبتي ظهر وأشياء أخرى وفر في سيارة نيسان سوداء. وقال قائد الشرطة إن أحد الشهود رأى المسلح ونجح في التقاط صور لسيارته ولوحة القيادة.
وتابع برادشو "فعل جهاز الخدمة السرية بالضبط ما كان ينبغي القيام به".
وبعد فرار المشتبه به قال مسؤولو إنفاذ القانون إنهم أرسلوا إنذارا للأجهزة في أنحاء الولاية مع بيانات السيارة، وهو ما أدى لنجاح مساعدي قائد الشرطة في مقاطعة مارتن المجاورة في توقيف المشتبه به والقبض عليه على الطريق آي-95.
وقال برادشو "لدينا شخص قيد الاحتجاز الآن". لكنه لم يذكر هوية المشتبه به كما لم يذكر تفاصيل عن أي دافع محتمل.
وقالت حملة ترامب في وقت سابق إنه بخير بعد إطلاق نار في محيطه.
ترامب: "أنا بخير"
ووفقا لرسالة بالبريد الإلكتروني، أرسل ترامب رسالة بالبريد الإلكتروني إلى قائمة جمع التبرعات الخاصة به قائلا "سمعت إطلاق نار في محيطي، ولكن قبل أن تبدأ الشائعات في الخروج عن السيطرة، أردت منكم أن تسمعوا هذا أولا: أنا بخير وبصحة جيدة!".
وأصيب ترامب في أذنه في محاولة اغتيال في تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا يوم 13 يوليو/ تموز الماضي، قبل أشهر فقط من انتخابات الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني التي من المرجح أن تشهد منافسة شديدة بينه وبين كامالا هاريس نائبة الرئيس.
وقال البيت الأبيض في بيان إنه جرى إطلاع الرئيس جو بايدن ونائبته هاريس على الحادث وإنهما شعرا "بارتياح بعد معرفة أنه بخير. وسيجري إطلاعهما على التطورات بانتظام".
ووفقاً لبيان أصدره البيت الأبيض قال بايدن في وقت لاحق إنه أصدر تعليمات لفريقه للتأكد من امتلاك جهاز الخدمة السرية الموارد التي يحتاجها لضمان سلامة ترامب.
وقالت هاريس في منشور على منصة إكس "لا مكان للعنف في أميركا".
في وقت سابق من هذا العام، أشار روث إلى بايدن في منشور على موقع إكس، داعيا إياه إلى تسمية حملته الانتخابية بشيء على غرار "حافظ على أميركا ديمقراطية وحرة"، وأضاف أنه يتعين على ترامب أن يطلق على حملته "اجعل الأميركيين عبيدا مرة أخرى".
وقال في المنشور "الديمقراطية على ورقة التصويت، ولا يمكن أن نخسر".
وقال جيه.دي فانس، المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس في انتخابات الرئاسة، إنه تحدث مع ترامب بعد إطلاق النار، مضيفا أن معنويات الرئيس السابق مرتفعة.
وكان هذا أول إطلاق نار على رئيس أميركي أو مرشح رئاسي من حزب رئيسي منذ أكثر من أربعة عقود، ويمثل ثغرة أمنية صارخة أجبرت كيمبرلي شيتل على الاستقالة من منصب مدير جهاز الخدمة السرية تحت ضغط من أعضاء الكونغرس من الحزبين.
وأصيب ترامب في أذنه اليمنى في واقعة بنسلفانيا وقُتل أحد الحضور. وقتلت الخدمة السرية مطلق النار بالرصاص، وهو شاب في العشرين من عمره يدعى توماس كروس.