icon
التغطية الحية

محاكمة جديدة تكشف فصولًا مروعة من تعذيب أطفال سوريين في هولندا

2024.11.28 | 13:34 دمشق

آخر تحديث: 28.11.2024 | 15:18 دمشق

هولندا
الشرطة تقف أمام منزل المتهمين ـ وسائل إعلام هولندية
هولندا ـ أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A
إظهار الملخص
- كشفت محاكمة في هولندا عن تعذيب أطفال سوريين على يد زوجين هولنديين، حيث تعرض الأطفال لأشكال متعددة من التعذيب، مثل الحرق بالسجائر وسوء التغذية.
- أثارت القضية تساؤلات حول تبني الزوجين لأطفال جدد بعد مغادرة الطفلين السوريين، وسط تجاهل السلطات لتحذيرات الأم البيولوجية.
- الزوجان نفيا التهم، مشيرين إلى طلبهما المساعدة من السلطات، فيما تستمر التحقيقات والمحاكمة مع توقع خضوعهما للمراقبة النفسية.

كشفت جلسة محاكمة في هولندا عن تفاصيل جديدة حول تعذيب أطفال سوريين على يد زوجين هولنديين. النيابة العامة أكدت أن الزوجين، المتهمين بإساءة معاملة فتاة عمرها 10 سنوات من فلاردينجن، اعتديا أيضًا على ثلاثة أطفال آخرين، بينهم طفلة كانت تبلغ سنة ونصف السنة فقط عند تعرضها للتعذيب.

وبحسب المعطيات الجديدة التي كشفت عنها النيابة العامة الهولندية فإن الزوجين، المشتبه فيهما بإساءة معاملة الفتاة البالغة من العمر 10 سنوات من  فلاردينجن قد اعتدوا على ثلاثة أطفال آخرين.

عذبوا طفلة عمرها عام ونصف

ووفقاً لما كشفت عنه النيابة العامة خلال جلسة الاستماع الثانية فإن ذلك يتعلق بثلاثة أطفال تبلغ أعمارهم الآن 13 و8 و4 سنوات.

وكان أصغرهم هي طفلة تبلغ من العمر سنة ونصف السنة عندما تم تعذيبها وإساءة معاملتها.

ويُتهم الزوجان الهولنيان (جون فان ب) و (ديزي و) وكلاهما لم يحضرا أمام المحكمة للمرة الثانية بأنهما أساءا معاملة الطفلين السوريين اللذين يبلغان من العمر الآن 13 و8 سنوات، قبل نحو ثلاث سنوات.

وبحسب النيابة الهولندية فإنهما قاما بتعذيب وإذلال الطفلين السوريين حيث أحرقوهم بالسجائر ورموا السجائر عليهم وأجبراهما على النوم في قفص الكلاب دون غطاء أو فراش، كما أنهما لم يحصلا على ما يكفي من الطعام، وكان ذلك في الفترة ما بين 20 من يوليو/تموز من عام 2021 و13 من سبتمبر/أيلول من عام 2021.

وبعد جلسة الاستماع المؤقتة الأولى ضد الوالدين بالتبني، تواصل طبيب نفسي مع الشرطة الهولندية وشارك معهم تسجيلات فيديو لمحادثة مع أحد الأطفال السوريين الذي تحدث عن الاعتداء عليه أثناء علاجه.

كما تعرضت الطفلة الأصغر والتي كان عمرها سنة ونصف السنة للضرب والركل واضطرت إلى الوقوف نصف عارية في دلو يحتوي على بولها وبرازها وكان ذلك في فترة ما بين 12 من مارس/آذار من عام 2022 و31 من ديسمبر/كانون الأول من عام 2023.

وبحسب النيابة العامة الهولندية فإن هذه الطفلة هي الأخت غير الشقيقة للطفلة البالغة من العمر 10 سنوات والتي كشفت هذه القضية بعد إسعافها إلى المشفى قبل عدة أشهر.

والسؤال الكبير كيف تمت الموافقة على احتضان العائلة لطفلتين بعد مغادرة الطفلين السوريين ورغم البلاغ الذي قدمته "العائلة الحاضنة الجديدة" للسلطات المعنية والذي أكد أنهما تعرضا لمعاملة سيئة لا سيما أن أجسادهما كانت مليئة بآثار الضرب والكدمات من جراء التعذيب.

وتقول الأم البيولوجية للفتاتين اللتين تعرضتا للتعذيب "كان من الممكن منع ذلك"، لكن البلاغ الذي قدمته المرأة الحاضنة الجديدة للأطفال السوريين تم تجاهله من قبل الجهات المعنية!.

وبعد فترة من مغادرة الطفلين السوريين لمنزل جون وديزي وصلت الطفلتان.

"ومن الغريب جداً أن تسمع والدة الفتاة أنه كان من الممكن منع كل هذا.. كيف يمكن أن ينتهي الأمر بأطفالها هناك، بينما تم أخذ الأخوين (السوريين) بعيداً وبسرعة؟"، يقول متحدث باسم عائلة الطفلتين بعد جلسة المحكمة يوم الإثنين.

ويضيف "لقد أعربت هي أيضاً عن مخاوفها.. أبلغت أن ابنتها فقدت وزنها بشكل خطير وكانت هناك خدوش على وجهها.. لكن لم يؤخذ كلامها على محمل الجد".

الزوجان ينفيان التهم

بدورهما نفى الزوجان الهولنديان من خلال محاميهما أنهما دفعا الفتاة البالغة من العمر عشر سنوات إلى أسفل الدرج، وبحسب محاميهما فإن الطفلة قفزت بنفسها إلى أسفل الدرج.

ونفى جون ممارسة العنف الجسدي ضد الفتاة، ويقول محاميهما إنهما طلبا المساعدة من السلطات عدة مرات "وأشاروا إلى أنهم لم يتمكنوا من التعامل مع سلوك الفتاة ولم يشعروا بأنهم مسموعون من قبل السلطات".

وكان (جون فان دن ب) قد اعترف أثناء التحقيق بأنه قام بالفعل بتقييد الفتاة لأنه كان يعتقد أنها ستشكل خطراً على عائلته.

وأشار المحامي إلى أنه "يمكننا بالتأكيد أن نقول إن الأمور سارت بشكل خاطئ، لكن هذا ليس خطأ المشتبه بهم فقط.. إن القضية أكثر تعقيدا مما كنا نعتقد".

وأعلنت النيابة العامة في سبتمبر/أيلول الماضي أن الفتاة ستحتاج إلى رعاية مشددة لبقية حياتها.

وقال المدعي العام يوم الإثنين إن حالتها الصحية الآن مستقرة مضيفاً: “إنها تتحسن بخطوات صغيرة جدا".

السلطات تجري تحقيقاً واسعاً

بالإضافة إلى القضية الجنائية، تجري السلطات الهولندية أيضاً تحقيقاً واسعاً حيث إن "المرأة الحاضنة الجديدة" و"الأم البيولوجية للإخوة" تريدان أيضاً أن تحكيا قصتهما، إضافة إلى أن هناك أكثر من عشر منظمات كانت معنية بتلك العائلات.

وستكون الجلسة القادمة لمحاكمة الزوجين الهولندين في 12 من فبراير/شباط من العام المقبل.

وبحسب وسائل إعلام هولندية، فإن الزوجين سيخضعان للمراقبة في مركز بيتر بان، حيث سيتم فحصهما من قبل خبراء السلوك لمعرفة فيما إذا كانا يعانيان من أي تشوهات وأمراض نفسية للتأكد مما إذا كان يمكن تحميلهم المسؤولية الكاملة عن أفعالهم.

وبسبب قائمة الانتظار الطويلة في المركز، لن يتمكنا من الذهاب إلى مركز "بيتر بان" قبل شهر فبراير/شباط، وستستمر المراقبة نحو ستة إلى سبعة أسابيع، وبعد ذلك يجب إعداد تقرير التحقيق، ما يعني أن نتائج المراقبة سوف تكون متاحة حتى أواخر مايو/أيار أو أوائل يونيو/حزيران من العام المقبل على أقرب تقدير.

وتلجأ السلطات الهولندية لقرار سحب الأطفال من عائلاتهم البيولوجية في حال وجود خطر على حياتهم، كأن يكون الوالدان مثلاً عنيفين أو "غير مؤهلين" أو "مدمنين".

وتقوم عائلات حاضنة بتبنيهم مقابل حصولها على مبالغ مادية شهرية تحت إشراف المنظمات الهولندية المعنية التي تقوم بتنظيم ذلك.