ملخص:
- تركيا والولايات المتحدة عقدتا اجتماعات في أنقرة ركزت على مسألة تطبيع العلاقات مع النظام السوري.
- واشنطن لا تؤيد بشدة تطبيع العلاقات مع النظام السوري، لكنها قد لا تتخذ رد فعل قوياً تجاهه.
- تركيا جددت طلبها بإنهاء الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب (YPG) بسبب المخاوف الأمنية.
- الاجتماع جاء وسط استئناف الدوريات المشتركة بين تركيا وروسيا في شرق سوريا.
- أكد الطرفان على أهمية التنسيق لحل المسألة السورية وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254.
عقدت الحكومتان التركية والأميركية في أنقرة اجتماعات مهمة لمناقشة مسار العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، وذلك قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية المزمع عقدها في شهر تشرين الثاني، حيث تناولت المحادثات انضمام تركيا إلى مجموعة "بريكس" وإمكانية تطبيع العلاقات مع النظام السوري.
ومثل الولايات المتحدة في الاجتماعات جون باس، السفير الأميركي السابق في أنقرة وأحد كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية.
ووصل جون باس إلى أنقرة في 17 أيلول لإجراء محادثات سياسية، حيث التقى بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان.
وفي اليوم نفسه، عُقدت اجتماعات الآلية السياسية بين تركيا والولايات المتحدة، حيث رأس الجانب الأميركي جون باس، في حين رأس الجانب التركي نائب وزير الخارجية نوح يلماز.
وبحسب مصادر دبلوماسية تحدثت إلى موقع (BBC) التركية، تمحورت المحادثات بشكل كبير حول المسألة السورية، التي تشغل العلاقات بين البلدين منذ نحو 10 سنوات.
وشغل باس منصب سفير الولايات المتحدة في أنقرة بين عامي 2014 و2017، وكان له دور في المفاوضات مع الحكومة التركية حول مكافحة تنظيم الدولة "داعش".
ويأتي هذا الاجتماع في ظل تصاعد الحديث عن إمكانية تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري، وبعد إعلان تركيا وروسيا استئناف الدوريات المشتركة في شرق سوريا.
"واشنطن لا تؤيد بشدة تطبيع العلاقات مع سوريا ولا تبدي رد فعل عنيفاً تجاه ذلك"
ووفقاً للمصادر الدبلوماسية، فإن الولايات المتحدة لا تؤيد بشدة تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، لكنها قد لا تبدي رد فعل عنيفاً تجاه هذه التطورات.
وتناولت المحادثات مع الولايات المتحدة التأثيرات السلبية للأحداث في غزة منذ 7 تشرين الأول على سوريا. وأشارت المصادر إلى أنه تم التأكيد على ضرورة الحفاظ على التنسيق بين الأطراف الفاعلة التي يمكن أن تلعب دوراً في حل المسألة السورية.
وأكدت المصادر أن تركيا جددت طلبها من الولايات المتحدة بإنهاء دعمها لوحدات حماية الشعب (YPG) التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية، وهو الدعم الذي تقدمه واشنطن منذ 2015 بحجة محاربة تنظيم الدولة "داعش".
وخلال الاجتماعات التي شاركت فيها مؤسسات أخرى، تم بحث الحلول التي تراعي المخاوف الأمنية التركية الناجمة عن وحدات حماية الشعب (YPG) وفي الوقت نفسه تحول دون عودة تنظيم "داعش".
وبناءً على تصريحات كبار المسؤولين الأميركيين، ترى تركيا أن الولايات المتحدة لا تدعم بقوة تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري، لكنها في الوقت نفسه قد لا تبدي رد فعل عنيفاً إذا ما تم اتخاذ هذه الخطوة.
وتؤكد الولايات المتحدة على ضرورة استمرار الضغط على سوريا لتطبيق قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254.
كيف تنظر واشنطن إلى عضوية تركيا المحتملة في مجموعة "بريكس"؟
وتعتبر المحادثات التي أجريت في أنقرة مهمة من حيث توقيتها ومضمونها. ومن بين أهم التطورات، نشر تقارير إعلامية تفيد بأن تركيا قدمت طلباً رسمياً للانضمام إلى مجموعة "بريكس" بقيادة الصين وروسيا، وهو ما لم تنفه الحكومة التركية.
وأكدت موسكو، التي تتولى رئاسة مجموعة "بريكس" في الوقت الحالي، صحة تقديم تركيا لهذا الطلب، مشيرة إلى أن الطلب لا يزال في مرحلة التقييم. كما أعربت موسكو عن احتمالية مشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في قمة "بريكس" التي ستعقد في كازان خلال الفترة من 22 إلى 24 تشرين الأول.
وتشير واشنطن إلى أن انضمام تركيا إلى "بريكس" يُعتبر "قراراً سيادياً لدولة مستقلة" وتراه قراراً يعتمد على المنافع الاقتصادية والتجارية. ومع ذلك، تركز الولايات المتحدة على أهمية استمرار تركيا في الوفاء بالتزاماتها تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ووفقاً لمصادر دبلوماسية، تم في المحادثات التي جرت في أنقرة استعراض المواقف الأميركية استناداً إلى قرارات التحالف المتعلقة بروسيا، التي تواصل غزوها الشامل لأوكرانيا، والصين، التي تقدم أكبر دعم دفاعي لموسكو.
وأفادت التقارير بأن جون باس، الذي شارك في المحادثات في أنقرة، أكد بشكل خاص على أهمية العلاقات بين تركيا وحلف الناتو، مشدداً على أهمية الدور الذي تلعبه أنقرة داخل التحالف.