icon
التغطية الحية

مجموعات الفيسبوك وسيلة السوريين في مناطق النظام لتخفيف الأزمات

2021.01.17 | 07:10 دمشق

whatsapp_image_2021-01-16_at_12.49.54_pm.jpeg
إسطنبول - وسيم الخطيب
+A
حجم الخط
-A

منذ بداية الثورة السورية كانت وما زالت شبكات التواصل الاجتماعي منبراً رئيسياً لنشر أخبار السوريين، ويصادر نظام الأسد الحريات في مناطق سيطرته حتى على مواقع مواقع التواصل الاجتماعي منذ العام 2011 مثل فيس بوك، والتي باتت اليوم أسرع وسيلة للسوريين بإيصال معاناتهم في مناطق سيطرة النظام على وجه الخصوص.

لم يكتف نظام الأسد بملاحقة المواطنين والناشطين، بل بدأ بتتبع منشوراتهم "المخالفة" في "فيس بوك"، لمدى تأثيرها أمام الرأي العام ، إلا أن الصعوبات التي يواجهها الموالون لم تعد تعطي بالاً للخطورة في التعبير وانتقاد الحكومة على تقصيرها بتقديم الخدمات من كهرباء وخبز ومحروقات. حالة الانتقاد هذه منضبة حتى الآن تحت سقف انتقاد "الرئيس" وبعض قياداته في أجهزة المخابرات.

أقرأ أيضاً وزير كهرباء النظام: أبشروا بشتاء مريح.. نوعاً ما

ويعتمد عدد كبير من الأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام على فيس بوك بشكل كبير ضمن مجموعاتٍ مغلقة (خاصة) تضم الآلاف وأخرى (عامة) يتبادلون فيها حاجاتهم من مساعدات عينية وأخرى طبية ونداءات للحكومة بتلبية متطلباتهم بعد فقدانهم أمل الرد من قبل المؤسسات الحكومية،.

الكهرباء

"أبشروا بشتاء مريح.. نوعاً ما" قالها وزير الكهرباء في حكومة النظام العام الماضي ووعد بإجراءات وخطة للشتاء، ولكن النتيجة كانت واضحة فلا كهرباء ولا تدفئة ولا خبز وأسعار ترتفع مع دوران عقارب الساعة. 

أقرأ أيضاً وزير كهرباء النظام: أبشروا بشتاء مريح.. نوعاً ما

ويشتكي السوريون من انقطاع في التيار الكهربائي بشكل متكرر ولمدة طويلة في مختلف المحافظات، مع زيادة في ساعات التقنين الليلي، وفي مناطق كثيرة يفتقد البعض للكهرباء بشكل تام بحجة عدم الإمكانية من حكومة النظام، ولا تلقى المطالب المتكررة من أهالي المناطق المتضررة آذاناً مصغية، لتتحول هذه المطالب على شكل منشورات في مجموعات الفيس بوك. 

 

 

 المازوت

تجددت حالة الغضب والاستنكار بعد تخفيض المخصصات السنوية للعائلات السورية المقيمة داخل مناطق سيطرة النظام، بحيث أصبحت 100 ليتر مازوت بدلاً عن 200 ليتر ،وجاء تخفيض المخصصات  مفاجئاً للأهالي على الرغم من انتشار الخبر وبدء تنفيذ التخفيض في مختلف المحافظات الواقعة تحت سيطرة النظام.

ومع ذلك لا سبيل للمواطن إلا أن يلتزم بالقرارات وينتظر لساعات طويلة تصل لمدة 18 ساعة في دوره ضمن طوابير لانتظار صهريج المحروقات ويستلم مخصصاته.

 

 

WhatsApp Image 2021-01-16 at 12.18.32 PM.jpeg

 

وتزامن قرار التخفيض مع بداية موسم الشتاء القارس. علمًا أن كمية الـ 200 ليتر كانت مجزأة في الأصل بحسب إعلان حكومة النظام، كما أن بعض العائلات لم تتسلم دفعتها الثانية الخاصة بالشتاء الفائت.

ولا تكفي الكمية المخصصة للتدفئة العائلة الواحدة، أكثر من 3 أسابيع، وربما تصل لشهر في حال وصلت الكهرباء وتم الاعتماد على السخانات للتدفئة.

اقرأ أيضأ: سوريا.. "سوق سوداء" افتراضية على الفيسبوك لبيع البنزين

ووسائل تقديم الشكاوى باتت مشروطة إما عبر الاتصال على الأرقام المفروضة من المؤسسات والمراكز الحكومية ويكون الرد من موظفة الاتصالات (يمكنك معاودة الاتصال لاحقاً) وإما عبر وسائل التواصل التي باتت الملجأ الأخير ليتحدث المواطن للمواطن.

وعندما طرحت حكومة النظام آلية "البطاقة الذكية"، وادعت أنها خطوة متطورة لتسهيل حركة وخدمات المؤسسات والتخفيف من الازدحام والسرعة في تقديم الخدمة؛ بات الوضع أسوأ من السابق ولم تمنع هذه الآلية الإداريين والمسؤولين في الحكومة بالتلاعب بالمخصصات والتربّح من بيع الطحين والخبز في السوق السوداء دون أي رقابة.

اقرأ أيضاً: "حماية المستهلك":يفترض عدم رفع الأسعار بعد زيادة سعر المازوت

 

 

 

 

 

WhatsApp Image 2021-01-16 at 12.18.23 PM.jpeg

 

 

WhatsApp Image 2021-01-16 at 12.18.21 PM.jpeg

 

 

WhatsApp Image 2021-01-16 at 12.18.19 PM.jpeg

 

 كورونا 

تشهد مناطق النظام تصاعداً مطرداً في أعداد الإصابات، خاصة في دمشق وريفها، وسط عجز تام للقطاع الصحي وإخفاق المؤسسات الطبية بالسيطرة أو الحد من انتشار الإصابات، فضلاً عن افتقار المشافي العامة إلى الفحوص والمسحات الخاصة بكشف الإصابات واعتراف أحد المسؤولين مؤخراً أن القطاع الصحي لم يُعلن عن الأرقام الحقيقية للضحايا والمصابين بـ كورونا ، تزامن ذلك مع تصريحات متكررة لمنظمة الصحة أعربت فيها عن قلقها الشديد من كارثة في سوريا.

الإهمال الحكومي أجبر المواطنين على البحث عن سُبل أخرى لإنقاذ المصابين وعلاجهم بطرق فردية وتأمين الأدوية، لكن السوق السوداء في كل حدب وصوب تفرض نفسها بقوة بحكم الفوضى والفساد.

ويشتكي المواطن من ارتفاع الدواء بين صيدلية وأخرى في حال استطاع العثور على الدواء المطلوب، ولكن كيف سيدفع سعر الدواء والذي يقدر بعض الأحيان بنصف الدخل الشهري للفرد ! إضافةً إلى ارتفاع أسعار الكمامات والقفازات بنسبة 300 في المئة، والمطهرات بأكثر من 200 في المئة.

 

 

 

WhatsApp Image 2021-01-16 at 12.18.12 PM.jpeg

 

WhatsApp Image 2021-01-16 at 12.18.15 PM.jpeg

 

اقرأ: أيضاً طرطوس.. إصابات كورونا بازدياد والمشفى يستقبل نصف المرضى فقط 

مع انتشار جائحة كورونا استنفرت حكومات معظم دول العالم لتجهيز المشافي والكوادر الطبية وفرض الإجراءات الاحترازية، لكن حكومة النظام وجدت في قانون قيصر ذريعة لتلقي بالمسؤولية عليه، ولم تتوقف ادعاءاتها بهذا الخصوص على الرغم من كل التأكيدات والتوضيحات بأن القانون لا يستهدف القطاعات الطبية والغذائية وغيرها وإنما هدفه تقليم أنياب وأظافر النظام وقواته ومخابراته بحماية المدنيين في سوريا.

نداءات المواطنين عبر قنوات الاتصال المباشر بالمراكز الصحية لم تعط أي نتيجة وبات من الواضح أن حكومة النظام جعلت من مصابي كورونا شماعة لتعرج بها أمام المجتمع الدولي. 

السورية للتجارة

المؤسسة السورية للتجارة كانت أيضاً بعيدة عن هدفها بضبط أسعار المواد الغذائية في السوق، ولم تقدم السورية للتجارة فارقاً كبيراً في السعر عن السوق الخاص، على الرغم من الشكاوى بأن المواد منتهية الصلاحية أو رديئة الجودة.

اقرأ أيضاً: ليتر زيت القلي بـ 2900 ليرة في السورية للتجارة.. استهجان وسخرية

وبعد أن باتت السورية للتجارة مركز توزيع المواد "المدعومة" عبر البطاقة الذكية، اكتشف المواطنون أنه لا فرق بينها وبين مؤسسات الدولة بالمعاملة السيئة، حيث يضطر المواطنون إلى الانتظار لساعات طويلة لاستلام المخصصات.

 

WhatsApp Image 2021-01-16 at 12.57.00 PM.jpeg

 

 

WhatsApp Image 2021-01-16 at 12.18.21 PM_0.jpeg

 

WhatsApp Image 2021-01-16 at 12.18.20 PM.jpeg

 

 

جرحى قوات النظام

نهاية تشرين الثاني الماضي كشفت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في حكومة النظام عن عزمها إصدار بطاقة "جريح الوطن" التي تمنح لجرحى قوات نظام الأسد في الجيش والشرطة و"القوات الرديفة" ممن تتجاوز نسبة عجزه 40 في المئة.

مشروع هذه البطاقة الذي ترأسه "أسماء الأخرس" زوجة رأس النظام "بشار الأسد" رافقه دعاية إعلامية مفرطة وادعاءات بأنه يهدف لرعاية ودعم الجرحى، أما في الواقع فإن المحسوبية حاضرة حتى في أروقة "الرئاسة" وتبين أن الجريح من قوات النظام بحاجة للبطاقة و"الواسطة" معاً للحصول على الأدوية ودخول المستشفيات، وإلا فإنه يجب على ذوي المصاب البحث عن الحل بطريقة مختلفة كما يجري في مجموعات فيس بوك بحملات لجمع التبرعات وطلب الدعم للمصابين وتأمين الدواء والغذاء. 

 

 

 

WhatsApp Image 2021-01-16 at 12.18.29 PM.jpeg

 

WhatsApp Image 2021-01-16 at 12.18.30 PM.jpeg

 

 

وفي بعض الحالات يكون أقصى ما يحصّله "جريح الوطن"، لقاءات وصور على شاشات الإعلام ضمن بروباغندا أسماء الأسد، بالإضافة لأفضل أنواع العلاج والأدوية اللازمة.