icon
التغطية الحية

"مجلّي النصراوين".. البعثي الداعم للأسد الابن بعد 22 سنة في سجون الأب

2022.10.30 | 11:22 دمشق

مجلي
إسطنبول- تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

"مذكّرات مجلّي النصراوين: على دروب البعث، 22 سنة في السجون السورية" كتاب صدر حديثاً عن دار "الأهلية" في عمّان، يستعرض سيرة السياسي والمحامي الأردني "مجلّي النصراوين" منذ انتسابه إلى "حزب البعث" في خمسينيات القرن الماضي وما لحقه من أحداث.

ويعكس الكتاب الذي أعدّه وحرّره عبد الله مطلق العسّاف، مرحلة ما أطلق عليه "المدّ القومي العروبي" التي عايشها النصراوين، والأدوار السياسية التي لعبها حينذاك، وعلى وجه الخصوص محاولاته لتسوية الصراع داخل حزب البعث عام 1970، ومن ثم اعتقاله بعد انقلاب حافظ الأسد بسبب موقفه المعارض للأخير، ليقضي 22 عاماً في سجن المزة إلى جانب صلاح جديد والرئيس السوري الأسبق نور الدين الأتاسي وغيرهما.

أحداث وتفاصيل المذكرات

تشكّل المذكرات بشكل عام أحد المصادر التاريخية المهمة، وتتمثل قيمتها في أنها استندت إلى شهادات حية من أشخاص كانوا قد عاصروا أو شاركوا في جزء من الأحداث والمواقف التي تتضمنها مثل هذه المذكرات، ومن ثم فإنها قد تشكل شهادة حية على جزء من التاريخ المعاصر الذي عاشته سوريا والمنطقة في ذلك الوقت.

يقول محرر الكتاب: "إن وقائع هذه المذكرات وأحداثها جاءت في جزء كبير منها في ذروة تصاعد موجات الأفكار الثورية القومية واليسارية ومداها الكبير الذي بلغته، في كل من مصر وسوريا والعراق ولبنان وغيرها من الدول العربية الأخرى، بتأثير مباشر وغير مباشر من الأفكار القومية الاشتراكية والماركسية إبان وجود المعسكر الاشتراكي بزعامة الاتحاد السوفيتي سابقًا".

وجاءت المذكرات كشهادة حية من صاحبها النصراوين الذي عايش تلك الأحداث وشارك فيها. وتعد هذه المذكرات إضافة جديدة لتاريخ العرب المعاصر، ولا سيما في تلك الفترة العصيبة التي مرت فيها البلاد العربية في الخمسينيات والستينيات.

ويرى المحرر أن ما شجعه على الاستمرار في إعداد هذه المذكرات وتحريرها هو أنه يكتب "سيرة مناضل قومي كالنصراوين، الذي عانى مدى عقود طويلة من ظروف الاعتقال والسجن والتعذيب والحرمان" وفق وصفه.

من هو مجلي النصراوين؟

ومجلي النصراوين من مواليد محافظة الكرك بالأردن عام 1939، التي درس فيها المراحل التعليمية الثلاث، ما قبل الجامعية. انتسب إلى "حزب البعث العربي الاشتراكي" وهو ما يزال على مقاعد الدراسة الإعدادية، ومارس مهنة التعليم في مدينة معان، كما درّس في مدرسة الكرك الابتدائية في العام الدراسي 1957-1958 ثم غادر الى دمشق لإتمام دراسته الجامعية كلية الحقوق.

وخلال وجوده في سوريا، مارس النصراوين تدريس اللغة الإنجليزية والرياضيات في المدارس الخاصة بجبال اللاذقية مدة ثلاثة سنوات لتغطية نفقات الدراسة الجامعية. ثم إلى الأردن أواخر العام 1962، وانتسب إلى نقابة المحامين كمحام متدرب، وبعد انتهاء فترة التدريب عين قاضياً للصلح في وزارة العدل وتنقل في أكثر من بلد، من بينها "السلط" و"مادبا"، ثم استقر في دير أبو سعيد.

مارس نشاطه الحزبي في المرحلة السرية، عام 1963، حيث أصبح عضواً في قيادة الحزب، ثم عين أميناً للقيادة القطرية في الأردن في 1966، وبعدها انتخب عضواً في القيادة القومية في المؤتمر القومي التاسع للحزب عام 1966 وأعيد انتخابه عام 1967 في المؤتمر التاسع الاستثنائي بعد هزيمة حزيران.

وفي عام 1967 غادر النصراوين إلى دمشق من أجل التفرغ للعمل الحزبي، وتولى رئاسة مكتب العلاقات الخارجية، حيث زار عدة دول أوروبية وعربية في إطار الاتصال وتمتين العلاقات بين حزب البعث والأحزاب الاشتراكية في تلك الدول.

عام 1970 سافر إلى لبنان للإشراف على الحزب هناك وتولى رئاسة منظمة "الصاعقة".

من معارض لانقلاب الأسد إلى داعم للنظام وحربه على السوريين!

ترأس النصراوين المؤتمر القومي العاشر الاستثنائي للحزب لمعالجة أزمة الحزب في سوريا، الذي عقد في خريف عام 1970. وفي آذار عام 1971، غادر إلى لبنان خلسة بعد الانقلاب الذي قاده حافظ الأسد، بهدف العمل على إفشال ذلك الانقلاب.

عاد بعد ذلك إلى دمشق في شهر حزيران من نفس العام حيث تمت مداهمة مكان سكنه سراً وجرى اعتقاله. وبقى في سجن المزة منذ عام 1971 وحتى 1993 حيث عاد إلى الأردن.

بقي منخرطاً في الأنشطة الحزبية البعثية، وأصبح رئيساً لمنتدى الفكر الاشتراكي في دورة 2007/ 2009. ثم عضواً في جمعية الصداقة الأردنية الفنزويلية، ثم رئيس تجمع (إعلاميون ومثقفون لدعم سوريا).

وبالرغم من السجن والمعاناة التي قضاها في سجون نظام الأسد الأب لمدة 22 عاماً، إلا أن النصراوين يقف اليوم إلى جانب نظام الأسد الابن، ويدعمه في حربه الجائرة على السوريين.