icon
التغطية الحية

مجاهد أم رجل مخابرات؟.. سيرة داعية من أصل سوري كان محط شبهة لعقود

2022.05.20 | 07:20 دمشق

بسام عياشي
بسام عياشي
+A
حجم الخط
-A

لم يكن خبر محاكمة فرنسا لرجل دين فرنسي شارك في الصراع في سوريا محط اهتمام الإعلام، لكن الأمر المختلف في هذه القضية هو أن المتهم بالانتماء إلى جماعات "إرهابية" في سوريا استطاع انتزاع حكم قضائي مخفّف بحقه بعدما أثبت للقضاء الفرنسي بأنّه كان يعمل لصالح الاستخبارات الفرنسية.

والمثير للجدل أن هذا الشخص داعية إسلامي اشتهر بموافقة المتطرفة، وأثيرت شكوك كثيرة حول ضلوعه في التخطيط لهجمات "إرهابية" في أوروبا، ولإشرافه على تجنيد المقاتلين وإرسالهم للقتال في مختلف الدول.

مَن هو بسام عياشي؟

ولد بسام عياشي، عام 1946، في مزرعة "خربة مرتين" على بعد 2كم غربي مدينة إدلب، عاش فيها حتى 1968، وهو العام الذي فرّ خلاله إلى فرنسا هارباً من دكتاتورية حافظ الأسد آنذاك، وفي فرنسا درس العلوم السياسية والهندسة المعمارية، وتزوج من امرأة فرنسية ومُنح جنسية بلادها.

افتتح عياشي مطعماً في "إيكس إن بروفانس" وأدار مسجداً قبل مغادرته إلى بلجيكا، عام 1992، للفرار من نزاع ضريبي بعد إفلاس مطعمه.

نشاط إسلامي مشبوه في أوروبا

في بلجيكا، يعدّ بسام عياشي (Bassam Ayachi) من مؤسسي المركز الإسلامي البلجيكي (CIB)، عام 1997، في بلدة مولينبيك بالعاصمة بروكسل، حيث اعتقلته الشرطة البلجيكية للاشتباه في دعمه للجهاد في البوسنة، خلال العام الأول من افتتاح المركز، الذي وُصف بمعقل "الإسلام الراديكالي" في بلجيكا.

ويُشتبه بضلوع عياشي في تجنيد المقاتلين وإرسالهم للقتال في أفغانستان والعراق وسوريا، حتى بعد حل مركزه بقرار قضائي، عام 2000.

بات يُعرف عياشي بأنّه أحد أقدم الدعاة في عموم أوروبا، وأطلقت عليه عدة ألقاب أبرزها: "شيخ بروكسل"، وتعرض للسجن في إيطاليا، عام 2009، حيث اتُهم بالانتماء إلى خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة، وأنه أحد "مرشديها الروحيين".

 

بسام عياشي

 

كذلك يُشتبه بكونه ضالع في التحضير لهجمات إرهابية تستهدف مطار "باريس رويسي/ شارل ديغول" في فرنسا، بالإضافة إلى التحضير لعمليات أُخرى في بلجيكا وإنكلترا بالاشتراك مع مواطن فرنسي أيضاً، إلا أن عياشي وصديقه انتزعا حكم البراءة من التهم الموجهة إليهما، بعد قضاء 3 سنوات خلف القضبان كحبس احتياطي في إيطاليا، ثم عاد عياشي إلى بلجيكا، في تموز 2012.

مسيرة الداعية بسام عياشي في إدلب

لدى الداعية بسام عياشي 12 ولداً من الذكور والإناث عُرف منهم أربعة فقط: أكبرهم عبد الرحمن الذي قُتل في سوريا، عام 2013، بالإضافة إلى عبد الله وسلمى ومها، لكنه كنّى نفسه بـ"أبي عطا" نسبة إلى والده وأصبح يطلق عليه لقب "الشيخ أبو عطا عياشي"، ورأى البعض أن في ذلك تشبّهاً بالفلسطيني "الشيخ عطا عياش"، الذي يقاربه سنّاً ويشبهه في الشكل واللحية والكنية، ويُعتبر من أبرز المسنّيين المناضلين ضد الاحتلال الإسرائيلي وتعرّض للاعتقال عدة مرات.

غادر الداعية عياشي من بلجيكا إلى سوريا، عام 2013، بعد أشهر قليلة من مقتل نجله الأكبر عبد الرحمن المعروف باسم "أبي هاجر الفرنسي" في إحدى المعارك ضد قوات نظام الأسد، وكان يعمل حينذاك مع أحد تشكيلات الجيش السوري الحر.

وحظي عياشي باستقبال وترحيب كبير في أوساط الثوّار والفصائل في إدلب لعدة أسباب أبرزها: السمعة الطيبة التي كان يتمتع بها نجله عبد الرحمن، الذي قتل في إحدى المعارك ضد قوات نظام الأسد بإدلب، بالإضافة لكونه رجلاً كبيراً في السن وجاء من أوروبا للمساهمة في "تحرير سوريا ومحاربة نظام الأسد".

الخطابة والفصاحة والإمامة والعلم الشرعي وإتقانه عدة لغات بالإضافة للثقافة الواسعة التي كان يتمتع بها ساهمت في تسلمه مكانة مرموقة بين الجماعات السوريّة، وعلى الرغم من أنه لم يكن قيادياً عسكرياً في أي منها، لكنه حافظ على نوع من التوازن في العلاقات بين المجموعات التابعة للجيش السوري الحر وبعض المجموعات الإسلامية المحلية، بخلاف عدائه الصريح لـ تنظيم الدولة.

وكانت علاقته قوية بمجموعة "صقور الشام" التي كان ابنه عبد الرحمن قائداً لكتيبة "زيد بن حارثة" فيها، لكنه لم يشغل أي منصب ضمن المجموعة وكان يوصف كـ"أب روحي أو مرشد ديني" للمقاتلين فيها.

وعمل عياشي على توحيد كلمة الفصائل العاملة في الشمال السوري وحل الخلافات التي تحصل فيما بينها، وعمل كشرعي وقاضٍ في إحدى المحاكم الشرعية التابعة لـ"جيش الفتح" سابقاً، ثم انتقل للعمل ضمن مكتب العلاقات العامة في "حركة أحرار الشام"، التي تخلّت عن كونها حركة إسلامية وتبنت الخطاب الوطني في تحرير سوريا من نظام الأسد.

تعرّض بسام عياشي الداعية المعروف في إدلب باسم "شيخ المجاهدين" لعدة محطات وأحداث مهمة خلال فترة وجوده في شمال غربي سوريا أبرزها:

  • تعرض في 23 شباط 2015 لمحاولة اغتيال عبر زرع عبوة ناسفة في سيارته أمام أحد مساجد إدلب، تسبب انفجارها إلى بتر ذراعه اليمنى، واتهم حينذاك عياشي، تنظيم الدولة بالوقوف خلف العملية.

 

 

  • في 13 تشرين الثاني 2016، اغتال تنظيم الدولة، حارسه الشخصي لـ عياشي في قرية سيجر غربي إدلب.

 

 

  • في 22 تموز 2017، اعتقلته "هيئة تحرير الشام"، بسبب انتقاده ومهاجمته لها على مواقع التواصل الاجتماعي ومنابر المساجد في إدلب.

 

 

بقي عياشي في إدلب، حتى مطلع 2018، حيث توجه في فترة وجوده الأخيرة إلى العمل الخدمي والإنساني والدعوي، وبدأ بإلقاء الدروس والخطب في عدد من مساجد المنطقة، وعُرف عنه انتقاده الدائم لـ تنظيم الدولة (داعش)، ووصفها بأنها "وبال على الأمة".

تصريحات غير متوقعة حول المهاجرين

على الرغم من النشاط المشبوه والتهم بتجنيد المهاجرين وإرسالهم إلى بؤر الصراع، وتوجهه إلى سوريا للقتال فيها بعد مقتل نجله الأكبر عبد الرحمن، إلا أن عياشي أثار الجدل بتصريحات صحفية أطلقها في مناسبات عديدة، فعندما بدأ المقاتلون الأجانب البلجيكيون الأوائل المغادرة إلى سوريا، دافع عن عدم رحيلهم قائلاً: "لا يجب أن تطلب من شاب بلجيكي نشأ مع البطاطس المقلية والمايونيز أن يُذبح هناك، السوريون لديهم ما يكفي من المقاتلين".

وقال في تصريح آخر: إنّ "السوريين كانوا أكثر من قادرين على خوض حربهم الخاصة"، في إشارة منه لرفضه وجود المقاتلين الأجانب في سوريا التي تفتقر إلى السلاح لا إلى المقاتلين، بينما كانت أقوى تصريحاته حول تجنيد "الجهاديين" الغربيين عندما تحدث لجريدة "Knack" البلجيكية قائلاً: "بالنسبة للمقاتلين البلجيكيين، لدي رسالة واحدة: العودة إلى الوطن".

وعلى الرغم من تصريحاته المناهضة لتوجه المقاتلين الأجانب للقتال في سوريا، إلّا أن الواقع كان مختلفاً فقد انتقل  الشاب الفرنسي البلجيكي "رفائيل غندرون" إلى سوريا والتحق بـ"عبد الرحمن" نجل عياشي، ويعدّ "غندرون" ممن نشؤوا على يد بسام عياشي ويحملون أفكاره.

العودة إلى فرنسا والسجن

رغم أن الفترة الأخيرة له في سوريا لم تكن على ما يرام، إذ كان في حالة من العداء مع "تحرير الشام" التي سيطرت على عموم محافظة إدلب وريف حلب الغربي، لكنه لم يكن ينوي العودة إلى فرنسا، بحسب مَن خالطوه، وقد اختفى بشكل فجائي من الساحة حتى أوضح ابنه عبد الله على صفحته في "فيس بوك" تفاصيل اعتقال عياشي قائلاً: "غادر إلى تركيا للحصول على طرف صناعي للذراع، ويخطط للعودة إلى سوريا في غضون أيام قليلة. لكن الأتراك قبضوا عليه وسجنوه لمدة 10 أيام لدخوله غير الشرعي ثم قرروا طرده إلى فرنسا بدلاً من سوريا".

في فرنسا لم يُعتقل عياشي مباشرة، لكن الأجهزة الأمنية علمت بقدومه وكانت تلتقي به وتطرح عليه بعض الأسئلة، بالتزامن مع محاكمة حارسه الشخصي هاشمي ميلاب، العائد إلى فرنسا في الفترة ذاتها، والذي اتُهم بالانضمام لـ"هيئة تحرير الشام"، إذ ذكر ميلاب بأنه كان يعمل نيابة عن عياشي ويبلغه بأعمال الجهاديين الأجانب الموجودين في المنطقة، الأمر الذي أدّى إلى توقيف عياشي بعد ورود اسمه في قضية هاشمي ميلاب، الذي بقي رهن الحبس الاحتياطي، منذ 2018، حتى صدر مؤخراً، حكماً ضده بالسجن 10 سنوات.

محاكمة بسام عياشي

مَثَلَ بسام عياشي، في 5 نيسان الفائت، أمام القضاء الفرنسي الذي وجّه إليه عدة تهم تتعلق بأنشطته في إدلب، بين عامي 2014 و2018، حيث عمل في مكتب العلاقات العامة ضمن حركة "أحرار الشام"، وعمله كـ"مرشد روحي" للحركة، على الرغم من عدم تصنيفها كمنظمة إرهابية لدى الولايات المتحدة الأميركية أو الاتحاد الأوروبي، بالإضافة لعقده اتفاق مع "النصرة" التابعة للقاعدة.

عياشي ردَّ على التهم الموجهة إليه - بحسب ما نقلته الصحافة الفرنسية - أنه كان موجود في سوريا لـ"تحرير بلاده من دكتاتورية نظام الأسد"، ولكن أيضاً لحماية فرنسا وبلجيكا، اللتين ينتمي إليهما، من تهديد المتطرفين الذين أتوا للقتال في سوريا، وبرر لنفسه الانضمام إلى "أحرار الشام" قائلاً: إنّ ذلك كان كـ"غطاء" للحصول على الدلائل.

أيضاً واجه عياشي تهماً تتعلق بصلاته بكل من "النصرة" وجماعة المهاجر الفرنسي "عمر أومسين"، حيث استندت المحكمة الفرنسية إلى مقطع فيديو يعود لشهر آذار 2015، ويظهر فيه عياشي وهو يدخل مدينة إدلب يحمل سيفاً وسلاحاً آلياً ويعطي تعليمات، ثم يقف خلف لافتة لـ"النصرة"، التي كانت مرتبطة حينئذ بتنظيم القاعدة.

ونقلت الصحافة الفرنسية عن عياشي خلال محاكمته، تبرير تلك التواصلات بأنّ هدفها كان التجسّس عليهم لصالح المخابرات الفرنسية والبلجيكية، وحول علاقته بـ"جبهة النصرة" أفاد بأنه اضطر لإبقاء علاقات معها "للبقاء على قيد الحياة" في منطقة الحرب فضلاً عن جمع المعلومات.

وهاجم عياشي خلال محاكمته القاعدة قائلاً: "لم أكن أبداً مع القاعدة التي دمّرت العرب والمسلمين"، متحدثا عن “الأوغاد الذين ارتكبوا الهجوم في الولايات المتحدة الأميركية”، أو "الأحمق الذي طعن الناس في فرنسا".

وبحسب الصحافة الفرنسية فإنّ عياشي حافظ على اتصالات منتظمة ومتعمقة مع أجهزة المخابرات، كما اتضح لها من مقتطفات من المراسلات عبر البريد الإلكتروني والهاتف والرسائل اطلع عليها القضاء ورفضت المخابرات الفرنسية رفع السرية عنها.

وأضافت أنّ المحكمة قضت بأن عياشي كان بالفعل "مخبراً" لجهاز المخابرات، وبالتالي خفّفت العقوبة المطلوبة، وشدّد القاضي أيضاً على أنه "لا يمكن إنكار أن بسام عياشي قدّم معلومات إلى الاستخبارات البلجيكية والفرنسية"، مردفاً: "هذا الوضع لا يجعل الجريمة تختفي، فالقانون الفرنسي لا ينص على أي إعفاء لمخبر الشرطة".

ومع ذلك، قرّرت المحكمة "أخذه بعين الاعتبار"، مشيرة إلى أن "رفض رفع السرية" خلال التحقيق في وثائق الدفاع السرية من قبل وزارة الدفاع الفرنسية "يجب ألا يضر به"، لأنّه لا يمكن الحكم عليه بدعوى أنه قدّم خدمات حقيقية لفرنسا، واختتم القاضي قوله: "عندما يُعطي معلومات، فإنه يخدم قضية مزدوجة ولا ينفي التزامه الجهادي".

وصدر الحكم النهائي في قضية الإمام الفرنسي السوري بسام عياشي، يوم 13 أيار 2022، بالسجن خمس سنوات بتهمة "الارتباط بمجموعة مجرمين إرهابيين"، منها سنة واحدة نافذة.

عياشي الذي لم يحضر جلسة إعلان الحكم، أمضى 13 شهراً من الحبس الاحتياطي مسبقاً، واحتُسبت تلك المدة من سجنه النافذ ليبقى حرّاً خارج القضبان لكن تحت الإقامة الجبرية لأربع سنوات، تلزمه بإعلان إقامته وتمنعه من السفر دون إذن، ومن الاتصال بقائمة أشخاص وحمل سلاح.

عياشي يوضح عبر "فيس بوك"

في اليوم التالي لصدور الحكم بحقه وانتشار خبر تخابره لصالح الاستخبارات الفرنسية والبلجيكية، نشر عياشي منشوراً (خصّصة للأصدقاء فقط ولم يظهر للعامة) على صفحته في "فيس بوك"، يحمل اعترافاً ضمنياً منه بصحة المعلومات التي تحدّثت بها الصحافة الفرنسية عن تخابره، لكنّه برّر ذلك بمساعدة الثورة السورية، وجاء في نص المنشور:

عياشي_0.PNG

أخطر الشخصيات التي تقرّب منها عياشي

خلال محاكمة الداعية بسام عياشي، برز اسم مجموعة الجهادي الفرنسي ذو الأصول السنغالية "عمر ديابي" المعروف باسم "عمر أومسين"، كإحدى المجموعات التي عمل عياشي على التجسّس عليها لصالح المخابرات الفرنسية.

تكمن أهمية "أومسين" في تصنيفه من قبل خارجية الولايات المتحدة الأميركية كـ"إرهابي عالمي"، في أيلول 2016، معتبرة أنه يتزعّم مجموعة تضم نحو 50 مقاتلاً أجنبياً في سوريا، شاركت في عمليات "إرهابية" مع جبهة النصرة.

أيضاً وجّهت السلطات الفرنسية العديد مِن الاتهامات لـ"أومسين" أبرزها: أنّه "مسؤول عن تجنيد 80% مِن الجهاديين الذين يتحدثون اللغة الفرنسية ممن ذهبوا إلى سوريا أو العراق".

وكان "أومسين" قد انتقل، أواخر العام 2012، إلى سوريا وتحديداً جبال اللاذقية، وترأس هناك كتيبة "جهادية" تضم في معظمها شبّاناً فرنسيين وأفارقة (معظمهم مِن مدينة نيس الفرنسية)، ويُعتبر بالنسبة لهم بمنزلة "الزعيم الروحي".

وعملت مجموعة "أومسين" في صفوف "تحرير الشام"، قبل أن يُعلن استقلال كتيبته تحت اسم "فرقة الغرباء"، التي شاركت إلى جانب فصائل غرفة عمليات "وحرض المؤمنين" في عدة معارك ضد قوات نظام الأسد شمالي اللاذقية، ثم تقرّبت من تنظيم "حرّاس الدين" قبل أن تقضي عليه تحرير الشام وتلاحق قادته.

"أومسين" خرج من سجون "تحرير الشام"، منذ شهر تقريباً، بعد أن قضى عامين بتهم تتعلق بإقامتة إدارة مستقلة عن إدارة الهيئة في منطقة نفوذه، ومنذ خروجه حتى اليوم لم يُسجّل له أي نشاط أو ظهور.

ما تزال قضية الداعية بسام عياشي محط استغراب واستنكار كثيرين ممّن جالسوه وعملوا معه في سوريا، واستبعد معظم من تحدث إليهم موقع تلفزيون سوريا أن يكون عميلاً استخبارياً باعتبار أنه "قدّم كل ما استطاع لخدمة الثورة السورية"، فضلاً عن مقتل ابنه على جبهات إدلب، ونفوا أن يكون نموذجا مشابها للداعية محمود قول آغاسي الملقّب بـ"أبي القعقاع"، المُتهم بأنّه كان يتبع لـ مخابرات نظام الأسد، وأنّه تسبّب باعتقال العشرات ممن يحملون الفكر الإسلامي.