icon
التغطية الحية

متحور يؤرق العالم.. ما هو "أوميكرون" وهل يعيد كورونا إلى مربع الصفر؟

2021.11.29 | 16:33 دمشق

ما هو متحور أوميكرون؟
 تلفزيون سوريا ـ عبد الناصر القادري
+A
حجم الخط
-A

لا يلبث وباء فيروس كورونا المستجد يتراجع بانتشاره في العالم حتى يعود بوتيرة أشد عبر سلالات ومتحورات جديدة، كان آخرها متحور "أوميكرون" الذي يبدو أنه يؤرق الحكومات خشية العودة إلى تدابير الحظر أو الإغلاق الشامل والذي يؤثر بدرجة كبيرة في الاقتصاد المحلي والعالمي.

ويواصل "أوميكرون" انتشاره في العديد من دول العالم، حيث اكتشف لأول مرة في جنوب أفريقيا ورُصد منذ ذلك الحين حتى اليوم الإثنين، في العديد من الدول أبرزها: "بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والدنمارك وبلجيكا وبتسوانا وإسرائيل وأستراليا وهونغ كونغ وكندا"، إلى جانب دول أخرى.

سلالة مقلقة

وبدأت الدول في الأيام الأخيرة تتسابق في إغلاق حدودها أمام المسافرين القادمين من جنوب القارة الأفريقية، أو فرض قيود متفاوتة على السفر من بينها الحجر الصحي على الدول التي ظهر بها المتحور الجديد.

وفي ظل ذلك، يسابق العلماء الزمن لتحديد مدى خطورة السلالة الجديدة "أوميكرون" التي صنفتها منظمة الصحة العالمية بأنها "مقلقة"، لأن الأدلة العلمية التي تم التوصل إليها حتى الآن ترجح إلى أنه قد يؤدي إلى تكرار الإصابة بالفيروس، خصوصاً لمعرفة إن كان بإمكانها الالتفاف على اللقاحات الموجودة حالياً.

ويعتقد الخبراء أنه ربما يكون أوان فرض قيود السفر لوقف انتشار "أوميكرون" قد فات، لكن دولاً عديدة تواصل اتخاذ تلك الإجراءات.

في المقابل حذرت منظمة الصحة العالمية من التعجّل في فرض قيود على السفر دون وجود أساس علمي لهذه القرارات.

 

1050269548_0_371_2980_2047_1920x0_80_0_0_82ba170b1df5fb4f33ba84ad426bff1f_0.jpg

 

من جهته، قال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها إن "البيانات الأولية تظهر أن سلالة (أوميكرون هي السلالة الأكثر تحولاً التي يتم اكتشافها بأعداد كبيرة خلال تفشي الوباء حتى الآن)، الأمر الذي يثير مخاوف جادة من أنها قد تقلص فعالية اللقاحات وتزيد خطر الإصابة مجدداً".

وبحسب المعطيات المتوفرة يبدو أن المتحور لديه نسبة أسرع نمواً من بقية المتحورات؛ لكن المركز الأوروبي يرى أن الأبحاث حول هذا المتغير تحتاج لعدة أسابيع حتى تقيّم بشكل دقيق خطره وإمكانيات مواجهاته.

وسبق أن أبلغت حكومة جنوب أفريقيا عن زيادة في عدد الإصابات الجديدة بمقدار أربعة أضعاف خلال شهر تشرين الثاني، ما قد يسفر عن انتشار هذا المتحور الجديد.

ماذا نعرف عن متحور "أوميكرون" حتى الآن؟

مع بداية اكتشاف السلالة الجديدة لكورونا، أطلق عليها اسم "B.1.1.529"، ثم أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية، يوم الجمعة الماضي، اسماً رمزياً يونانياً هو "أوميكرون"، مثل ما جرى مع متحورات "ألفا ودلتا".

وتعرض المتحور منذ اكتشافه إلى طفرات شديدة بشكل كبير، حيث قال "توليو دي أوليفيرا"، مدير مركز الاستجابة الوبائية والابتكار في جنوب أفريقيا، إن هناك "مجموعة غير عادية من الطفرات والسلالة الجديدة مختلفة تماماً عن المتحورات الأخرى التي انتشرت"، مضيفاً "لقد فاجأنا هذا المتحور، فقد حقق قفزة كبيرة في التطور، وطفرات أكثر بكثير من التي توقعناها".

وأردف "دي أوليفيرا" في تصريحات صحفية، أن "هناك 50 طفرة إجمالية أكثر من 30 بينها طرأت على البروتين الشوكي الذي يحيط بالفيروس، وهو الجزء الذي تستهدفه معظم اللقاحات والمفتاح الذي يستخدمه الفيروس للوصول إلى خلايا الجسم".

أوميكرون

 

وبما يخص جزء الفيروس الذي يتصل بخلايا أجسامنا (يطلق عليه  اسم ارتباط المستقبلات)فإنه يحتوي على 10 طفرات مقارنة بطفرتين فقط في متحور دلتا الذي اجتاح العالم.

ومن المرجح أن يكون هذا المستوى من الطفرات ناتجاً عن مريض واحد لم يكن قادراً على التغلب على الفيروس، أو أكثر من مريض، في الوقت الذي يعتقد أن حدوث الكثير من الطفرات ليس بالضرورة أمراً سيئاً، فمن المهم هنا معرفة ما تفعله هذه الطفرات بالفعل.

ويرى خبراء أن مكمن القلق هو أن فيروس كورونا المستجد أصبح الآن مختلفاً بشكل جذري عن الأصلي الذي ظهر بداية الأمر في "ووهان الصينية" نهاية عام 2019، وهذا يعني أن اللقاحات التي صممت باستخدام السلالة الأصلية قد لا تكون فعالة، وفق شبكة "بي بي سي" البريطانية.

يتحايل على جهاز المناعة

كريستيان دروستن، كبير علماء أبحاث الفيروسات في مستشفى برلين شاريتيه قال إنه "على الرغم من أن تحور الفيروس يعني إمكانية تصور معدل إصابة أعلى، إلا أنه لم يتم إثبات ذلك حتى الآن".

وأكّد العالم الألماني البارز أن الأرقام في جنوب أفريقيا وحدها لا تشير بالضرورة إلى زيادة قابلية انتقال العدوى، أيضاً لأن عدد الإصابات هناك قد انخفض مؤخراً بشكل كبير، وأن هذا الانخفاض ربما هو ما جعل حالات التفشي الفيروسي الجديدة تبدو كبيرة الحجم"، بحسب ما نقل موقع "دير شبيغل أونلاين".

guney-afrika-da-omikron-varyanti-vaka-sayilari-hizla-artiyor1637991519.jpg

 

وبالنسبة للحماية من أوميكرون عبر التطعيم لفت دروستن إلى أنه "بناءً على التقديرات الحالية، ينبغي للمرء أن يفترض أن اللقاحات المتاحة ستستمر في توفير الحماية، فالحماية من الأمراض الخطيرة تكون قوية بشكل خاص ضد التحولات الفيروسية".

وأوضح العالم الألماني أن "التغييرات الجينية تشير إلى أن هذا الفيروس يمكن أن يقوم بعملية تحايل على جهاز المناعة، وأن الأوضاع في جنوب أفريقيا أيضاً تجعل من المعقول أن يكون بمقدور أوميكرون التحايل على دفاع مناعي مبني ضد سلالات سارس-كوفيد2 الأخرى".

واستطرد أن "الإصابات المكتشفة حالياً تحدث بشكل كبير جداً بين أشخاص تعافوا بالفعل والعدوى بأوميكرون تقع لأشخاص سبق لهم الإصابة بدلتا أو بمتحور آخر".

من أين جاءت كلمة "أوميكرون"؟

أطلقت منظمة الصحة أسماء متعددة على فيروس كورونا المستجد ومتحوراته خلال العامين الماضيين، خاصة تلك المتغيرات التي تثير القلق أو يكون لديها انتشار أكبر من غيرها.

ورغم أن أحرف "Nu وxi" تأتي قبل omicron (أوميكرون) في الأبجدية اليونانية، إلا أنه عندما حصل متغير "Mu" على اسمه، في آب الماضي، انتقل الحرف اليوناني Nu إلى مقدمة السطر. لكن متحدثاً باسم منظمة الصحة العالمية قال إن المنظمة قررت أن الحرف "Nu" مشابه جداً للكلمة الإنجليزية "جديد" (NEW).

الأبجدية اليونانية

 

وكان الحرف اليوناني "xi" هو التالي أبجدياً، لكن منظمة الصحة العالمية قررت عدم اعتماده أيضاً، مبينة أن "xi مطابق لاسم عائلة شائع، وهو Xi"، وبالتالي فإن اعتماد هذا الاسم ينتهك سياسة منظمة الصحة العالمية لتسمية الأمراض، حيث تهدف المنظمة إلى "تقليل التأثير السلبي غير الضروري لأسماء الأمراض على التجارة أو السفر أو السياحة أو رعاية الحيوانات، وتجنب التسبب في الإساءة إلى أي مجموعة ثقافية أو اجتماعية أو وطنية أو إقليمية أو مهنية أو عرقية".

وتعود جذور "أوميكرون" إلى اليونان القديمة، وعلى وجه التحديد، هو الحرف الـ15 في الأبجدية اليونانية، وعند ترجمته إلى الإنجليزية ستعادل حرف العلة "o"، وتترجم كلمة "أوميكرون" (omicron) نفسها من اليونانية إلى "o micron" ما يعني أنها صغيرة على عكس "أوميغا" (omega) الكبيرة.