icon
التغطية الحية

مبادرة للتعليم عن بعد لطلاب المخيمات والمنقطعين |صور

2022.02.02 | 15:17 دمشق

_mg_3003.jpg
طالبة خلال حضورها حصة تعليم عن بعد في إدلب (خاص تلفزيون سوريا)
إدلب - عبد الرزاق ماضي
+A
حجم الخط
-A

لم يكن تأثير الحرب في سوريا فقط على الجوانب الإنسانية والاقتصادية، بل طالت التعليم، والتي ركز النظام السوري على استهداف المنشآت التعليمية والخدمية في محافظة إدلب، مما تسبب بتدمير المئات من المدارس وأخرجها عن الخدمة، فضلاً عن حركات النزوح والتهجير التي أجبرت الأطفال على ترك مدارسهم لفترات زمنية طويلة.

ومع تردي الأوضاع الاقتصادية وازدياد في نسبة الفقر بالمجتمع، إضافة إلى شح في عملية دعم التعليم من قبل المنظمات الإنسانية، بات التعليم صعب المنال لفئة كبيرة في المحافظات وخاصة تلك التي تقطن في مخيمات النازحين شمال غربي سوريا، حتى ظهرت في الآونة الأخيرة، مبادرات تطوعية تعليمية مجانية، التفت إليها معظم من يريد إكمال دراسته وتعليمه من الفئات العمرية الأكبر من 14 عاماً، أو من صفوف الثالث الإعدادي والثالث الثانوي.

التعليم عن بعد طريق الفقراء لإتمام تعليمهم

إبراهيم علون وهو طالب في الثالث الثانوي، هجر من قريته بابولين أواخر عام 2019، إلى مخيم عشوائي قرب قرية معرة مصرين شمالي إدلب، يروي لـ موقع تلفزيون سوريا، تفاصيل دراسته الحالية وقال: إنه بعد توقف المدارس في منطقة معرة مصرين، نتيجة انقطاع الدعم المادي عنها من قبل المنظمات الإنسانية، لجأ إلى منصة تعليم عن بعد ليكمل تعليمه.

وأشار إبراهيم في حديثه إلى أن "التعليم عن بعد، أفضل من عدم وجود التعليم، وخاصة أن الخدمات التي يتلقاها عبر منصة "مسارات" مجانية من دون أي مقابل، حيث يعتمد نظام التعليم لدى المبادرة على وجود الإنترنت وجوال فقط، مما يخفف العبء علي بوصفي طالباً لا أستطيع أن أدفع مبالغ مالية مقابل حضور الدروس في معاهد أو مدارس خاصة".

 

 

وختم "علون" حديثه، أن مجال التعليم الفيزيائي في محافظة إدلب لصف الثالث الثانوي أصبح شبه مستحيل وخاصة للطلاب المقيمين في المخيمات وذوي الدخل المحدود لكلفتها التي بلغت أكثر من 500 دولار للعام الدراسي الواحد.

في حين قالت الطالبة بيان السلوم المهجرة من بلدة جرجناز إلى مدينة كفر تخاريم إن "هناك عدة أسباب دفعتني للالتحاق في التعليم الإلكتروني وهي: أنها مجانية ولا تحتاج إلى دورات فيزيائية أو معاهد خاصة، حيث يوفر لنا المعلمون جميع الأجواء التي نشعر بها وكأننا في مدرسة فيزيائية.

التعليم الإلكتروني فرصة للمنقطعين والعاملين

فجر السعيد البالغ من العمر 35 عاماً، قرر العودة إلى دراسة الثالث الثانوي بعد انقطاع دام أكثر 10 أعوام، قال إن التعليم الإلكتروني، أتاح له الفرصة في الوقت الحالي أن يتعلم من دون ترك عمله.

وأردف، أنه "من الصعب أن تعمل وتتعلم في الوقت ذاته وهذه الأسباب كانت عائقاً أمامي خلال الـ 10 سنين الماضية، لكن بعد توافر فرصة التعليم عن بعد، بدأت بالدراسة وأتلقى التعليم خلال فترة المساء بعد الانتهاء من العمل".

مبادرة تطوعية مجانية للتعلم عن بعد

 

 

أطلقت مبادرة "مسارات للتعليم عند بعد" قبل عامين من الآن بعدف تيسير وصول المعرفة إلى الطلاب السوريين في مناطق شمال غربي سوريا، وبشكل مجاني بحسب وصف مؤسسها المهندس ياسر ياسين مدللة.

وقال الأمين العام ومؤسس المبادرة في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، إن المبادرة مؤلفة من 150 متطوعاً منتشراً في العالم أكثر من 25 شخصاً منهم في الداخل السوري، متمثلين بين معلمين وصناع محتوى المنصات التعليمية.

وأضاف أن "التعويضات المالية للمعلمين ووسائلهم التعليمية تكون من إسهامات المغتربين السوريين المؤمنين بالفكرة وواجبهم تجاه أهلهم".

وذكر مدللة، أن المبادرة قدمت الخدمات التعليمية المجانية لأكثر من 8000 طالب منذ بداية انطلاقها، حيث وفرت لهم التعليم المدرسي والأنشطة الطلابية والإرشاد الأكاديمي، واستهدفت المبادرة طلاب المراحل الصف الثالث الثانوي والثالث الإعدادي إضافة إلى الصف العاشر.

 

الفئات المستهدفة وآلية التعليم

من جانبه قال محمود السلوم "قائد مسار التعليم المدرسي" في "مبادرة مسارات"، إن المبادرة تركز في خدماتها على الطلاب من المقيمين في المخيمات، وذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى الطلاب من ذوي الدخل المحدود والمنقطعين عن التعليم.

وأوضح السلوم، أن التعليم يكون عبر مرحلتين الأولى في دروس تفاعلية عبر تطبيق "مايكرو سوفت تيمز" حيث تنظم الدروس لتضم الطلاب مع المعلمين بشكل مباشر، يمكن من خلالها مشاركة الطلاب وتوجيه أسئلة بشكل مباشر للمعلم.

أما المرحلة الثانية، فيتم تسجيل الدروس ومن بعدها وضعها ضمن مراحل عمل عدة، ليتم وضعها على قناة المبادرة في يوتيوب لجعلها في متناول أيدي الجميع.

 

الفروقات بين التعليم الإلكتروني والفيزيائي

قال المعلم "خالد العبدو" وهو مدرس مادة الفيزياء في محافظة إدلب، إن التعليم الإلكتروني، يوفر الحل لتعليم الطلاب في المناطق البعيدة عن المدارس المجانية كالمخيمات العشوائية، ويختصر الوقت والتكاليف أيضاً.

وأشار في حديثه، إلى أن تجارب الطلاب في الأعوام الماضية، أثبتت نجاح الفكرة والطريقة الحديثة في التعليم، لأن هناك أكثر من 40 طالباً أشرفت على تقديم التعليم لهم عن طريق مسارات، وجميعهم الآن من طلاب الجامعات.

لم يخف "العبدو" أن التعليم الفيزيائي أفضل للطلاب السوريين وقال "إن التعليم الفيزيائي أفضل لكن ليس في سوريا وخاصة في محافظة إدلب التي باتت تعتمد على التعليم المدفوع والمدارس الخاصة، نتيجة لشح الدعم المقدم من قبل المنظمات والجمعيات".

وسبق أن أصدرت مديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب، إحصائيات توضح أن هناك أكثر من 6 آلاف معلم يعملون بشكل تطوعي، إضافة إلى تسرب ما يقارب 210 آلاف طالب عن المدارس نتيجة لظروف عدة.