icon
التغطية الحية

مبادرات تطوعية تحسّن واقع العوائل الفقيرة في إدلب | صور+ فيديو

2022.08.18 | 06:26 دمشق

١
إحدى حملات مجموعة "هذه حياتي" التطوعية - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

تنشط فرق إنسانية وجمعيات في محافظة إدلب، من خلال عدة مبادرات، لتحسين واقع السوريين والعوائل الفقيرة، وسط تراجع فرص العمل في المنطقة، وتدهور الواقع المعيشي.

ورغم تنوّع عمل الفرق الإنسانية وطرق مساندتها للمحتاجين، فإن الحاجة الطارئة للمساعدات والقلة والعوز، تجمع غالبية المستفيدين من هذه المبادرات الإنسانية.

ووصل نحو 86 بالمئة من العائلات في شمال غربي سوريا إلى خطّ الفقر، بحسب فريق "منسقو استجابة سوريا"، مع تراجع كمّيات المساعدات الأممية الموجّهة لنازحي وقاطني المنطقة وضعف عمليات الاستجابة، ما زاد من احتياجات الأهالي للمبادرات الإنسانية.

"تحقيق أمنية"

في مناطق قريبة من مخيمات النازحين، كانت عدسة "جبر القلوب"، الحملة الإنسانية التي أطلقها فريق "منسقو الاستجابة الطارئة"، شاهدةً على تبديل واقع عدد من المحتاجين، بعد أن سلّطت الضوء على ظرفهم الاجتماعي المتردّي الذي فرضته ظروف التهجير والحرب.

يقول سراج علي، وهو مدير الحملات في فريق "منسقو الاستجابة الطارئة" لموقع "تلفزيون سوريا"، إنّ "الحملة تهدف إلى تحقيق أمنية بسيطة وتسليط الضوء على حالات اجتماعية بطريقة مختلفة، منها عمالة الأطفال، ومصابو الأمراض النفسية، وزرع السعادة في نفوس المستهدفين من الحملة".

وأضاف: "حملة جبر القلوب تساعد المحتاجين بقالب جديد، يعمل على تحفيز وتشجيع المتبرّعين من خلال استعراض قصص المستهدفين منها، والتركيز على حالتهم المعيشية المتدهورة".

ويلفت إلى أنّ "الحملة تخرج عن معالجة مشكلات المحتاجين بالطرق التقليدية من خلال دفع المخصصات فقط".

ويتابع حول الحملة التي تعتمد على تبرّعات الأشخاص بعيداً عن "التمويل المنظّم": "الناس المتبرعون عاينوا سعادة المستفيدين من خلال الفيديو، وبالتالي صار لديهم ردّات فعل إيجابية للبحث عن أشخاص يعانون من مشكلات اقتصادية اجتماعية، مثل المدرّسين المنقطعة رواتبهم، أو أطفال اضطروا لترك مدارسهم والعمل من أجل مساعدة عوائلهم الفقيرة، وكفالتها، وبذلك تكون الحملة قد نجحت في توجيه المتبرّعين".

يعوّل "علي" لإنجاح الحملة على "دعم غير مشروط من المتبرّعين حتى تحافظ على عفويتها ووصولها إلى أكبر عدد من المحتاجين بذات الرسالة التي تودّ (جبر القلوب) إيصالها".

"مشاريع صغيرة"

اتّجهت مبادرات إنسانية أخرى نحو تأمين دخل مستدام للعائلات المحتاجة، عبر دعم ربّ الأسرة أو المعيل بمبالغ مالية لافتتاح مشروع صغير يؤمن دخلاً، كما هو الحال في "مجموعة هذه حياتي التطوعية" العاملة في إدلب.

ويجد عبد الله تريسي، وهو مسؤول قسم الحالات في "هذه حياتي"، أنّ "الحاجة الكبيرة في الشمال السوري وقلة فرص العمل والكثافة السكانية، وسط انتشار كبير للبطالة في أوساط الشباب والمهجّرين والقاطنين في مخيمات النازحين، كانت من أبرز أسباب إطلاق مشروع سبل العيش".

مبادرات تطوعية لتحسين واقع العوائل الفقيرة في إدلب

وأطلقت المجموعة "المشاريع الصغيرة" أواخر عام 2021، واستهدفت حتى اليوم نحو 30 مستفيداً، أي ما يقارب 30 مشروعاً صغيراً يؤمّن دخلاً للمستفيدين.

يقول "تريسي" في حديثٍ لموقع "تلفزيون سوريا": "بحثنا وتحققنا عبر الفرق من العوائل الأشد فقراً وحاجةً ضمن المخيمات أو في المدن، وبعد تطابق المعايير المتّبعة، ننشر بدورنا الحالات على موقع المجموعة، ليتم التبرع لها من قبل أشخاص من داخل البلد وخارجها يثقون بعمل ونشاط المجموعة".

ولا يقتصر نشاط متطوعي "هذه حياتي" عند تأمين المبلغ المطلوب لافتتاح مشروع صغير، إنما يتكفلون بالتجهيز الكامل للمشروع وتأمين احتياجاته حتى الوصول إلى مرحلة الافتتاح، نظراً لخاصّية بعض المستفيدين من قبيل "مصابي مرضى السرطان أو ذوي الاحتياجات الخاصة أو مصابي الحرب"، بحسب "تريسي".

ويضيف: "من جملة المشاريع الصغيرة، التي وفّرتها المبادرة، افتتاح قهوة ـ إكسبريس متجوّلة في سيارة لمصاب بإصابة حربيّة، إلى جانب افتتاح محل يبيع الأدوات المنزلية لسيدة تعرّضت لإصابة حربيّة أيضاً".

ويتابع حول أهميّة مشاريع "سبل العيش": "تأتي أهمية المبادرة من كثرة البطالة والكثافة السكانية وزيادة الاحتياج إلى مدخول شهري يحسّن وضع العوائل ويدفعها نحو الاعتماد على نفسها، بدلاً من انتظار السلة الشهرية، والانتقال بهم إلى تنمية مستدامة".

وعبّر "تريسي، في نهاية حديثه، عن طموحه في أنّ "تشكل هذه المشاريع ركيزة أساسية اجتماعية للحدّ من الفقر والبطالة، وتقديم فرص عمل لتقييم الروابط بين النّاس".

"مسارات إنسانية عديدة"

في فريق ملهم التطوعي، ذي الانتشار الواسع في المنطقة، يجد القائمون عليه أريحية في طريقة الدعم الموجّهة إلى مشاريعه والحالات والمبادرات التي يغطّيها، والتي هي عبارة عن تبرّعات فردية تدفع نحو "عملية مرنة جداً بصرف التبرّعات بناءً على تقييم حاجة الحالة، ويكون فيها الفريق هو صاحب القرار بالاتفاق مع المتبرّعين"، بحسب تسنيم فتّة مديرة "محفظة الاستجابة" في الفريق.

تتحدث تسنيم لموقع "تلفزيون سوريا" عن آلية اعتماد الحالات من أجل تقديم التبرعات والدعم لها، قائلة: "الفرق الميدانية الموجودة بشكل مكثّف على الأرض وساحات العمل، قادرة على تحديد الاحتياج الأكبر للعوائل وتقوم بدورها برفع الحالة إلى رؤساء الأقسام، وبعد الحصول على الموافقة تُنشر الحالة على الموقع ومنصات الفريق على مواقع التواصل الاجتماعي والتي هي سبيل التواصل مع المتبرعين".

وتضيف: "بعد تبرّع المتبرّعين، ينفّذ فريق ملهم المشروع أو الاستجابة أو المبادرة، لكن الأهم أن نركز على مسألة أن تكون الاستجابة تلبي احتياجات الأهالي بناءً على تقييم الفرق الميدانية، وغالباً في التجمعات والمخيمات التي لا تحظى بدعم من منظمات أخرى".

وتتنوع مشاريع فريق "ملهم التطوعي" بين الاستجابة للحالات الفردية الطبية أو الإنسانية عبر أقسام مخصصة لها، بالتوازي مع حملات موسمية وإغاثية، مثل "خيرك دفا، وحملة رمضان وحملات العيد وبيت المونة".

وتلفت "تسنيم" إلى أنّ "طبيعة الاستجابة للحالات من قبل الفريق تكون منظّمة من حيث سلسلة العمل، أما بالنسبة للمتبرّعين فهي تكون بمثابة نداء استجابة، ودائماً يلبوننا".

وفي ختام حديثها تعتبر أنّ "وضع الأهالي في الشمال السوري يحتاج لدعم دولي وأكثر من مادي، ولكن تحسين الوضع هو مسؤولية الجميع وهذا ما نسعى إليه، من خلال انتشار واسع للفرق على الأرض".

وبلغت أعداد المستفيدين من فريق "ملهم التطوعي" نحو 9 آلاف و 492 حالة طبية وأكثر من 6 آلاف و435 حالة إنسانية، في حين حصلت 1606 عائلات على مأوى، وأكثر من 223 ألفاً و960 مستفيداً من "قسم الحالات" في الفريق.

واستفاد نحو 1250 طالباً مدرسياً، وأكثر من ألفي طالب جامعي من قسم "التعليم"، فضلاً عن 3 آلاف و453 يتيماً مكفولاً، و213 يتيماً آخرين، من المشاريع التي تخدّم الأيتام.