icon
التغطية الحية

ما قصة ميليشيا "لواء العشائر" التي استعيض عنها بميليشيات إيرانية؟

2021.11.27 | 06:37 دمشق

90.jpg
إسطنبول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

اعتمد نظام الأسد منذ بداية الثورة السورية عام 2011 على شخصيات اشتهرت بإجرامها ومعاملتها الوحشية للمعتقلين في سجون الأسد، في محاولة لقمع الاحتجاجات التي عمت أرجاء البلاد، ومن أبرز تلك الشخصيات "جميل الحسن" رئيس إدارة المخابرات الجوية التابعة لنظام الأسد، الذي أدرج على قوائم العقوبات الأميركية والأوروبية، فضلاً عن إصدار مذكرة إيقاف دولية في حقه.

لجأ جميل الحسن منذ اندلاع الثورة، إلى تشكيل ميليشيات تقاتل لصالح النظام وتشارك في عمليات القمع ضد الأهالي، معتمداً بذلك على نفوذه الواسع وعلاقته المباشرة مع رئيس النظام بشار الأسد.

ورغم ما قدمه جميل الحسن من خدمات لصالح النظام، فإن رأس النظام استعاض عنه منتصف عام 2019، بـ "غسان إسماعيل" لمنصب رئيس إدارة المخابرات الجوية لدى نظام الأسد.

خروج جميل الحسن من واجهة النظام الأمنية انعكس على الميليشيات التي كان يدعمها ومن أبرزها ميليشيا "لواء العشائر" الذي تم تشكيلها في مدينة حمص عام 2014، تحت قيادة "تمام تركاوي" أحد وجهاء قبيلة "التركاوي" في المحافظة، إذ أنهى النظام خدمات وصلاحيات اللواء عقب خروج جميل الحسن من الخدمة.

 

67562016_1456178394521842_3303435067350581248_n.jpg
قائد ميليشيا "لواء العشائر" تمام تركاوي (إنترنت)

 

كيف ساعدت ميليشيا "لواء العشائر" النظام؟

مصادر مقربة من "تمام تركاوي" أفادت لموقع تلفزيون سوريا بأن أجهزة أمن نظام الأسد نجحت في استقطاب ابن عشيرة "التركاوي"، من خلال مرافقته لـ "سهل جنيد" ابن شيخ مشايخ حمص "محمود جنيد"، في أثناء زياراتهم المتكررة للفروع الأمنية في المحافظة باعتبارهم "لجان مصالحة وطنية"، إلا أن "سهل جنيد" اضطر إلى مغادرة البلاد بسبب كثرة المضايقات الأمنية، في حين استغل "تمام تركاوي" زياراته للفروع الأمنية، حيث أصبح وسيطاً بين أجهزة أمن الأسد والعشائر في حمص.

زيارات الفروع الأمنية أتاحت لـ"تمام تركاوي" اللقاء مع شخصيات قيادية لدى نظام الأسد، كما أنه كان أحد المشرفين على عملية تهجير أهالي حمص برفقة مدير مشفى الأمين في المدينة "أمين حلواني".

وأوضحت المصادر أن نقطة التحول لدى "تمام تركاوي" كانت عند لقائه مع "جميل الحسن" رئيس إدارة المخابرات الجوية لدى النظام بداية عام 2014، حيث عرض عليه تشكيل فصيل مسلح، يعمل على تجنيد أبناء العشائر والخاضعين لاتفاقيات التسوية أو المصالحة في محافظة حمص، إضافة إلى العناصر السابقين في فصائل المعارضة المسلحة، والمنشقين عن قوات النظام.

 

thumbnail_68360186_1456193317853683_993905417123790848_n.jpg
قائد ميليشيا "لواء العشائر" تمام تركاوي (إنترنت)

 

وأشارت إلى أن "تمام تركاوي" حصل على صلاحيات واسعة داخل فروع النظام الأمنية، عقب تشكيل ميليشيا "لواء العشائر"، إذ أصبح قادراً على إخراج أي شخص من سجون ومعتقلات النظام، بناء على علاقاته الشخصية ووساطته العشائرية.

وضم "لواء العشائر" نحو 600 عنصر، وقدم لهم رواتب شهرية تصل إلى 300 دولار أميركي ما يعادل 350 ألف ليرة سورية في تلك الفترة، فضلاً عن تسجيل قائد اللواء عشرات الأسماء غير الموجودة ضمن اللواء من أقاربه وأخرى وهمية، بهدف الحصول على الرواتب المقدمة من إدارة المخابرات الجوية، وفق مصادر موقع تلفزيون سوريا.

مع انتهاء عمليات النظام العسكرية في مدينة حمص، أوعز جميل الحسن" إلى ميليشيا "لواء العشار" بالتوجه إلى ريف حلب الشرقي والغربي للقتال إلى جانب الميليشيات الإيرانية، ولاستمالة أفراد العشائر المقاتلة في صفوف فصائل المعارضة إلى "المصالحة الوطنية"، وبقيت الميليشيا تشارك في المعارك لصالح قوات النظام حتى فرض النظام السيطرة على معظم ريف حلب مطلع عام 2020.

"أخذوني لحم ورموني عظم"

وأكدت مصادر موقع "تلفزيون سوريا" أن بداية نهاية "لواء العشائر"، تزامنت مع انتهاء العمليات العسكرية في مدينة حلب، حيث أجرى رأس النظام بشار الأسد منتصف عام 2019، تعديلات على رؤساء الفروع الأمنية لدى النظام، والتي شملت "جميل الحسن" رئيس إدارة المخابرات الجوية، إذ قامت إدارة الفرع الجديدة برئاسة "غسان إسماعيل"، بإنهاء خدمات "ميليشيا لواء العشائر" وسحب الأسلحة من العناصر، في حين تم تجنيد عدد من العناصر في صفوف "لواء الباقر" التابع للميليشيات الإيرانية و"قوات النمر" المقربة من روسيا.

حصل "تمام تركاوي" على ثروة طائلة خلال عمله لصالح "المخابرات الجوية"، جعلت من أفراد أسرته والمقربين منه رجال أعمال، إلا أن خروج جميل الحسن من إدارة المخابرات الجوية، أعادت "تمام تركاوي" إلى وضعه السابق قبل اندلاع الثورة كرجل بسيط لا يملك أي نفوذ أو سلطة، وبات يردد جملته في جميع المجالس التي يحضرها "والله عم ابكي على حالي وين كنت ووين صرت كعزيز قوم ذل.. والله أخذوني لحم ورموني عظم".