icon
التغطية الحية

ما طبيعة القاعدة التي استهدفها الروس في تدمر.. وما علاقة التنف؟

2021.04.22 | 13:12 دمشق

917856bac82e7e07c4682ee5f7c463cf.jpg
+A
حجم الخط
-A

شكل الإعلان الروسي المفاجئ عن تنفيذ ضربات جوية على قاعدة لـ " الإرهابيين" في محيط مدينة تدمر وسط سوريا، حالة من الاستغراب في الأوساط السورية، إذ استخدمت موسكو كلمة قاعدة وهو ما يعتبر تفسيراً لتنامي قدرة تنظيم الدولة العسكرية في البادية السورية.

وقالت وكالة تاس الروسية: "بعد التأكد من مكان وجود منشآت الإرهابيين عبر عدة قنوات، نفذت الطائرات الروسية غارات جوية استهدفت ملجأين للإرهابيين"، ونقلت عن مركز المصالحة بأن نحو 200 مسلح قتلوا، وتم تدمير 24 شاحنة بيك آب، ونحو 500 كيلوغرام من الذخائر والمواد المستخدمة في صناعة العبوات الناسفة.

تنظيم الدولة يكبر ويتطور

يرى الباحث في الشأن الجهادي عرابي عبد الحي عرابي، أن تحرك القوات الجوية الروسية في البادية السورية، يعني أن هناك خطراً حقيقياً كان موجوداً وتم التعامل معه جوياً، مشيراً إلى أن القوات الروسية ما زالت تستشعر خطراً من وجود تنظيم الدولة في البادية السورية، لا سيما عبر عمليات الاستنزاف العسكرية التي يخوضها التنظيم ضد النظام وحلفائه.

وأشار عرابي في حديثه لموقع تلفزيون سوريا، إلى أن استخدام الروس لكلمة قاعدة عسكرية للإرهابيين، يقصد به المغارات العسكرية التي بدأ التنظيم بإنشائها منذ العام 2015 وزادت من وتيرة تجهيزها عام 2016، وتلك المغارات هي ورش تصنيع عسكرية يديرها التنظيم، ويعتمد من خلالها على تجهيز العربات المفخخة والعبوات الناسفة.

واعتبر الباحث أن شن هجمات جوية بتلك القوة على البادية يعني أن تنظيم الدولة يتطور بشكل كبير، وهذا التطور يقلق الروس لكونهم يمتلكون نفوذاً في البادية السورية، إضافة إلى أن النظام هو المستهدف الأول بعمليات تنظيم الدولة في البادية السورية.

وبثت وسائل إعلام روسية صوراً جوية لما قالت إنها مشاهد من لحظة تنفيذ المقاتلات الحربية الروسية غاراتها على القاعدة العسكرية في محيط مدينة تدمر السورية، ولم يحدد البيان الروسي هوية المقاتلين، لا سيما أن منطقة تدمر تخضع بالكامل لسيطرة قوات النظام وميليشيات إيرانية، وأخرى روسية.

 

 

واللافت في البيان الروسي قوله إن المستهدفين بالضربات الجوية "إرهابيون يتلقون تدريبهم في قاعدة التنف التي تسيطر عليها وتديرها الولايات المتحدة الأميركية"، وهذا اتهام ليس جديداً لكنه عاد إلى الواجهة مرة أخرى.

التنف تكذب الروس

ورداً على الاتهام الروسي، قال عبد الرزاق خضر، مدير المكتب الإعلامي في جيش مغاوير الثورة العامل في قاعدة التنف، في تصريح لموقع تلفزيون سوريا: "‏ثكنة التنف والمنطقة المحيطة بها ليست ملاذاً آمناً للإرهابيين كما يدّعي النظام، وهذ كله بفضل النجاح الذي حققته مهمتنا في القضاء على داعش على عكس ما حققه النظام".

واعتبر خضر، أن "الإرهاب مازال حراً طليقاً في مناطق سيطرة النظام، وتحت أنظاره وينفذ أبشع الجرائم بحق الإنسانية"، مشيراً إلى أن موقع القصف الروسي يبعد مئات الكيلومترات عن قاعدة التنف العسكرية.

وسبق أن طالبت روسيا القوات الأميركية بمغادرة قاعدة التنف العسكرية، متهمة إياها بـ "دعم الإرهاب" المتمثل بتنظيم الدولة، وكانت مواقع تابعة للنظام وروسيا قد بثت اعترافات لما قالت إنهم عناصر يتبعون للتنف كانوا ينوون شن هجمات على مواقع لقوات النظام في المنطقة.

تأجيل لعملية عسكرية روسية

تأتي الضربات الجوية الروسية على مواقع في البادية السورية بالتزامن مع سحب موسكو ألوية عسكرية من أرياف إدلب وحماة، وإرسالها إلى محافظتي الرقة ودير الزور، للاستعداد لشن عملية عسكرية جديدة ضد تنظيم الدولة في البادية، واستكمال عمليات التمشيط التي لم تتوقف منذ عامين.

وحيال تلك العملية، أكد مصدر عسكري لموقع تلفزيون سوريا، أن العملية العسكرية كانت مقررة الأسبوع الماضي، وكانت تستهدف بوادي محافظات سورية، ينشط فيها تنظيم الدولة بشكل كبير، وكان من المقرر أن تشارك القوات الجوية الروسية في تأمين غطاء جوي للعملية، مضيفاً أن العملية العسكرية تم تأجيلها حتى إشعار آخر.

وبحسب مصدر عسكري محلي، فإن العملية العسكرية المرتقبة ستشارك فيها قوات مدفعية تم سحبها من مطار دير الزور العسكري ووضعها في الجاهزية على المدخل الجنوبي لمدينة دير الزور، مشيراً إلى أن الروس أبلغوا قوات النظام تأجيل العملية العسكرية، دون معرفة الأسباب.

ويعتمد تنظيم الدولة على البادية السورية نظرا لتضاريسها الصحراوية الصعبة التي ترهق خصوم التنظيم، إضافة إلى أن التنظيم يعتمد حرب الاستنزاف ويبتعد عن السيطرة المباشرة، معتمدا على العمليات النوعية على الطرق الرئيسة في ضرب النظام وحلفائه للحصول على أسلحة وذخائر.

كلمات مفتاحية