icon
التغطية الحية

ما حقيقة مخاوف "قسد" من عملية تركية جديدة ضدها شمال شرقي سوريا؟

2022.04.16 | 05:05 دمشق

syria8.jpg
غازي عينتاب - عبد العزيز الخليفة
+A
حجم الخط
-A

ازدادت وتيرة التصعيد والاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والجيشين التركي والوطني السوري على طول خط التماس في منطقة عملية "نبع السلام" شمال شرقي سوريا، وكذلك الضربات الجوية التركية، ما أثار مخاوف لدى "قسد" والأهالي من تجدد المعارك، وزاد هذه المخاوف ترويج "قسد" لاحتمالية حدوث هذه المعركة ضدها.

وعبّر قيادي في "قوات سوريا الديمقراطية (قسد)"، عن مخاوفه من شن الجيش التركي وفصائل الجيش الوطني السوري، من شن عملية عسكرية تركية جديدة في شمال شرقي سوريا.

وقال "أردال كوباني" القيادي في "قسد" لوسائل إعلام محلية، إن الجيش التركي والجيش الوطني السوري، "صعّدوا من هجماتهم على المنطقة منذ بداية العام الجاري، إلا أنها ازدادت أكثر في الفترة الأخيرة، حيث تم إنشاء قواعد عسكرية كبيرة على طول خطوط التماس مع قواتنا، فضلا عن سحب جنودهم إلى قواعدهم الكبيرة إلى جانب جلب الآليات والأسلحة الثقيلة إلى تلك القواعد".

وأضاف أن الجيش التركي بنى قاعدة كبيرة أمام قرية العريضة، في قرية الطيبة، بالريف الغربي لمدينة تل أبيض"، لافتا إلى أن "هذه القاعدة تشكل خطرا كبيرا على المنطقة برمتها وبالتحديد على جبهات ناحية عين عيسى".

وخلال الفترة القليلة الماضية، نشط الطيران التركي المسير في استهداف نقاط وقادة عسكريين بقوات "قسد" في منطقة شرق الفرات بشكل غير مسبوق، بالتزامن مع استمرار التوتر والاشتباكات في مناطق التماس بين منطقة العمليات التركية نبع السلام الممتدة بين رأس العين وتل أبيض، بين "قسد" والجيش الوطني المدعوم من الجيش التركي والذي يعلن بشكل شبه يومي منذ بداية العام عن تحييد مقاتلين من "قسد" خلال التصدي لمحاولة تسلل. 

وكانت تركيا أوقفت عملية "نبع السلام" في تشرين الأول 2019 التي أطلقت بالشهر ذاته ضد قوات "قسد" بمنطقة شرق الفرات، بعد السيطرة على مدينتي رأس العين شمالي الحسكة وتل أبيض شمالي الرقة، بعد اتفاقات مع موسكو وواشنطن على إبعاد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" من منطقة آمنة تمتد لـ 30 كيلومترا داخل الأراضي السورية شمال البلاد.

مخاوف مبكرة

يقول الباحث والكاتب مهند الكاطع، إنه من المبكر القول إن تركيا "تستعد لعملية عسكرية واسعة ضدّ (قسد) في الوقت الراهن، لكن الأمر سيكون مطروحاً بقوة في حال قررت الإدارة الأميركية تغيير سياساتها نحو تركيا والتوصل لاتفاقيات مفصلية في الملفات التي دفعت تركيا بالاتجاه نحو روسيا". 

وأوضح "الكاطع" في حديثه لتلفزيون سوريا، إن اتفاقاً مثل هذا قد تهدف الولايات الأميركية من خلاله إلى عزل موسكو أكثر، وقد يكون ثمنه إطلاق يد تركيا والقضاء نهائياً على وجود حزب العمال الكردستاني (PKK) في سوريا".

وأضاف أن تعبير "قسد" عن مخاوفها من عملية تركية، يندرج في إطار المخاوف من تفاهم بين واشنطن وأنقرة، "لذلك ستلعب على إثارة مخاوف الرأي العام الغربي من (داعش) في حال غيابها، وكذلك ستسعى للحصول على دعم من بعض الأطراف داخل واشنطن لزيادة دعمها بالسلاح والمخصصات المالية".

ويتقاطع رأي الباحث عبد الوهاب العاصي، مع الرؤية السابقة، قائلا: إن "قسد" تتخوّف بالفعل من عملية عسكرية جديدة لتركيا ضمن مناطق سيطرتها شرقي الفرات؛ بسبب ارتفاع وتيرة الهجمات الجوية والصاروخية منذ آب 2021، والتي تستهدف كوادر ومنشآت عسكرية وطرق إمداد وغير ذلك.

الهدف "العمال الكردستاني"

يقول قيادي في الجيش الوطني يعمل في منطقة نبع السلام، إن العمليات على طول مناطق المواجهة، هي ومنذ تثبيت وقف إطلاق النار في تشرين الأول 2019؛ تنحصر بالرد على محاولات "قسد" التسلل إلى مواقعنا.

ويضيف القيادي بحديث لتلفزيون سوريا شريطة عدم ذكر اسمه، إن القصف التركي من الجو في مناطق شرق الفرات الخاضعة لقوات "قسد" يستهدف قادة حزب العمال الكردستاني الذين يقودون "قسد".

ويرى "الكاطع" أن العمليات الجوية التركية التي تستهدف "العمال الكردستاني في شمال سوريا، يأتي من دون شك بموافقة الإدارة الأميركية الحالية، والتي تريد على ما يبدو أن تضمن استمرار الموقف التركي الداعم لسيادة أوكرانيا على الرغم من علاقته المستمرة بحذر مع روسيا".

وتعتبر أنقرة، أن قوات "قسد" التي تهمين عليها الوحدات الكردية الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطية "PYD" تشكل امتدادا لحزب العمال الكردستاني المصنف ضمن لوائح الإرهاب والذي يشن تمردا مسلحا في البلاد منذ عقود.

 توظيف المشكلات

وقال عبد الوهاب العاصي: "من الواضح أن قسد تحاول توظيف هذا التصعيد لتصدير مشكلات داخلية تعاني منها ولممارسة ضغوط على حلفائها، فلا يوجد بعد ما يدعو للقول إن تركيا تستعد لشن عملية عسكرية برية في ظل غياب الجاهزية والحشود والاكتفاء بالضربات الجوية والصاروخية".

وأضاف: تأمل قسد أن تُساهم هذه التصريحات في توفير غطاء لسياساتها في التجنيد والتعبئة ضمن المناطق ذات الغالبية العربية وتجميد الخلافات مع المجلس الوطني الكردي الذي يشترك مع (قسد) في رفض العمليات العسكرية التركية، إضافة إلى إشغال السكان المحليين عن المشكلات الداخلية الناجمة عن الفساد والأزمة الاقتصادية". 

وأشار إلى أن "(قسد) ربما تأمل الحصول على موقف من الولايات المتحدة للضغط على تركيا من أجل تقليص حجم ضرباتها بدعوى التأثير على سير عمليات مكافحة الإرهاب".

وبدأت "قسد" مؤخرا في عملية تجنيد إجباري واسعة ضمن ما تطلق عليه "واجب الدفاع الذاتي" في مناطق سيطرتها، وكان حملة مماثلة السنة الماضية تسببت بموجة مظاهرات عارمة في منبج شرقي حلب، أدت لوقوع قتلى بسبب رد "قسد" العنيف عليها. كما تشهد مناطق شمال وشرق سوريا الخاضعة "للإدارة الذاتية" موجة مظاهرات تتصاعد منذ بداية العام الجاري مع إضراب آلاف المعلمين عن الدوام للمطالبة بزيادة رواتبهم. 

وشنت تركيا أربع عمليات في سوريا، خلال السنوات الماضية في سوريا، الأولى هي "درع الفرات" ضد تنظيم "داعش" في شمالي حلب، واثنان منهما هما غصن الزيتون في عفرين شمالي حلب، ونبع السلام شرقي الفرات ضد "قسد"، وواحدة ضد النظام هي "درع الربيع" في شمال غربي سوريا.