icon
التغطية الحية

ما حقيقة انتشار فيروس "كورونا" في ريف حلب؟

2020.01.27 | 14:35 دمشق

mshfy_albab.jpg
مشفى "الحكمة" في مدينة الباب (إنترنت)
تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

تداول ناشطون، يوم السبت الفائت، أنباء عن وفاة خمسة أشخاص نتيجة أعراض مشابهة للأعراض التي تظهر على المصابين بـ فيروس "كورونا"، الذي ظهر لأول مرّة في مدينة "ووهان" وسط الصين، وبدأ بالانتشار سريعاً خارج الحدود الصينية.

وحسب الناشطين، فإن الممرض (عبد الله عبود) - يعمل في عيادة خاصة بمدينة الباب شرق حلب -، تعرّض لأزمة صحية نقل على إثرها إلى مشفى مدينة الباب، ومنه إلى مشفى في مدينة اعزاز بالريف الشمالي، الذي توفي فيه.

وظهرت على "عبود" أعراض "السعال الشديد، الالتهاب الرئوي، قصور تنفسي سريع"، وهي الحالات ذاتها التي ظهرت على حالتين مِن عائلة واحدة في بلدة الراعي (الحدودية مع تركيا) شرق حلب، ما أدّى إلى الوفاة أيضاً.

وقال الطبيب عمار السايح - طبيب جرّاح في مشفى مدينة الباب - لـ موقع تلفزيون سوريا: إن خمس حالات توفيت، خلال الأيام الثلاثة الماضية، نتيجة تعرّضها لـ التهاب رئوي صاعق ترافق مع قصور تنفسي سريع، وسعال شديد، وإن بعض الحالات ظهرت عليها أعراض "النفث الدموي" (خروج دم مِن الفم خلال عملية السعال).

وأضاف "السايح"، أن أغلب الحالات لم تدخل المشفى إلّا بعد تدهور صحتها وشعورها بالتعب والإرهاق التام، وأنها توفيت خلال أقل مِن 24 ساعة رغم خضوعها لـ إجراءات علاجية عديدة منها المنفسة الاصطناعيَّة (آلة تساعد الهواء على الدخول والخروج من الرئتين).

وتابع "أن حالات الوفاة التي وقعت كانت مُصابة منذ أيام بأمراض يُعتقد أنها مجرّد "كريب" (إنفلونزا) أو نزلة برد (الرَّشح)"، وهي أمراض اعتيادية يُصاب بها الأشخاص في فصل الشتاء غالباً، وهذا ما جعلها تتأخر عن الذهاب إلى المشفى، إلّا بعد تدهور الحالة الصحية.

 

البحث عن أسباب الوفاة

وحول أسباب وفاة تلك الحالات وإن كان الأمر مرتبطاً بـ فيروس "كورونا" الجديد، أكّد "السايح" أن "هذا الفيروس مستبعد باحتمال كبير، لعدم وجود حالات مُصابة به منتقلة مِن الصين إلى المنطقة"، وغالباً أن ما تسبّب بوفاة تلك الحالات هو "إنتان فيروسي رئوي صاعق"، والإنتان (حالة قد تُهدِّد الحياة بسبب استجابة الجسم للعدوى).

وأشار "السايح"، إلى أن التلوث البيئي في المنطقة الناتج عن احتراق الفحم والألبسة المهترئة والمواد البلاستيكية التي باتت تُستخدم للتدفئة، يؤدّي إلى أضرار تُصيب الرئتين، وتتضاعف تلك الأضرار عندما تُصاب الرئتان بالتهاب صاعق، وغالباً يؤدّي ذلك إلى الوفاة.

كذلك، رجّح الطبيب عمار السايح، أن تكون الحالات قد تعرّضت لـ فيروس "إنفلونزا الخنازير" (H1N1)، إلّا أنه لم يجزم بذلك، مشيراً إلى أنه خلال اليومين القادمين ستكون هناك تأكيدات على نوعية الفيروس، بعد ظهور نتائج التحليل المخبري للمسحَات التي أُخذت مِن الحالات المتوفاة.

وسبق أن استبعد أيضاً الدكتور محمد الصالح - طبيب عام مِن مدينة الباب -، فيروس "كورونا" طالما أنه لم يكن هناك تماس مباشر واحتكاك مع أحد المصابين به في الصين أو في مكانٍ آخر، وذلك عبر تسجيلات صوتية حصل موقع تلفزيون سوريا على نسخةٍ منها.

وأضاف "الصالح"، أن الفيروسات المشكوك بتسبّبها في وفاة الحالات المذكورة بريف حلب، هي فيروسات موسمية تؤدّي إلى مرض "الكريب" وأحياناً تكون نسبة الوفيات منها مرتفعة نوعاً ما، داعياً إلى التعامل بحذر مع أمثال هذه الحالات لحين التأكّد مِن نوعية الفيروس.

وأكّد "الصالح"، أنه لا يمكن الجزم بنوعية الفيروس سواء أكان "إنفلونزا الخنازير، أو إنفلونزا الطيور، أو حتى "كورونا" - المستبعد بنسبة كبيرة - أو غير ذلك، إلّا بعد ظهور نتائج التحليل المخبري، وفي حال التأكد مِن إصابة حالة واحدة بأحد تلك الفيروسات، يمكن - بناء على ذلك - اتخاذ إجراءات صارمة منها العزل الجيد للمرضى (الحجر الصحي).

بدوره، قال وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة مرام الشيخ مصطفى لـ موقع تلفزيون سوريا، إن "الحالات المتوفاة لا تعتبر عالية الخطورة، ولا يمكن الجزم بوجود كورونا إلا بوجود تشخيص مخبري، ووجود تماس مباشر مع حالة مثبتة بالتشخيص المخبري، وحتى الآن لا يوجد تماس مباشر مع حالات مثبتة".

وأضاف "الشيخ"، أنه "تم أخذ عينات دم ومِن البلعوم مِن الحالات المتوفاة لـ إجراء التحاليل الخاصة بالإنفلونزا، لكن مبدئياً يمكن إدراج هذه الحالات ضمن حالات الإنفلونزا الموسمية"، مشيرةً في الوقتِ عينه، إلى أنه يوجد في الشمال السوري "شبكة إنذار مبكر للتعامل مع الجائحات (أمراض حيوانية المنشأ)، وهي تقوم بتقصي كل الحالات الإنتانية، بما فيها الإنفلونزا".

وتابع وزير الصحة "ما زلنا بانتظار نتائج التحاليل المأخوذة من الحالات المتوفية، أصدرنا تعليمات بالتعامل مع كل حالات الإنتانات التنفسية بشكل جدي، بما يشمل العلاج والعزل لهذه الحالات وأخذ عينات من الحالات المشتبه بها"، منوهاً أنه "لا يوجد شيء يدعو للقلق حالياً".

مِن جانبها، أعلنت وزارة الصحة في حكومة نظام الأسد عبر مواقع موالية، عن عدم تسجيل أية إصابة بفيروس "كورونا" في مناطق سيطرة "النظام"، مضيفةً أنها اتخذت إجراءات صحيّة مشدّدة على المعابر الحدودية لـ مراقبة الوضع الصحي للوافدين ولرصد أية حالات يشتبه إصابتها بالفيروس، الذي بدأ ينتشر عالمياً".

ويأتي ذلك، بعد إعلان الصين عن انتشار فيروس "كورونا" في عددٍ مِن مدنها، والذي أدّى - حتى اللحظة - إلى وفاة أكثر مِن 80 شخصاً، وإصابة قرابة 3 آلاف آخرين، فضلاً عن وصوله إلى الولايات المتحدة الأميركية وكندا واليابان وكوريا الجنوبية وعددٍ مِن الدول الأوروبية، كما أنّ تركيا أعادت مريضة صينية إلى بلادها، نتيجة الاشتباه بإصابتها بالفيروس الجديد.

وأول مرة كشفت فيها الصين عن "كورونا" بعد إعلانه "فيروساً غامضاً"، كان في شهر كانون الأول مِن العام المنصرم بمدينة ووهان الصينية، حيث بات الفيروس الجديد يُعرف بـ"فيروس ووهان" نظرا لاكتشاف الحالة الأولى التي أصيبت بالفيروس، في تلك المدينة.

اقرأ أيضاً.. الصين.. انتشار "فيروس غامض" ومخاوف مِن تحوّله إلى وباء عالمي!

كلمات مفتاحية