icon
التغطية الحية

ما حقيقة إرسال مقاتلين سوريين للمشاركة في معارك ليبيا؟

2019.12.26 | 14:51 دمشق

mark_lybya.jpg
مِن المعارك الدائرة في ليبيا (إنترنت)
تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

وصل العشرات من المقاتلين السوريين أول أمس الثلاثاء، إلى مطار طرابلس الدولي في ليبيا، في خطوة تبدو أنها تمهيدية لدور تركي واسع في الملف الليبي على غرار ما حصل في شمال غرب سوريا.

وأفادت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا أن قرابة 200 مقاتل ينحدرون من شمال حلب (منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون) انطلقوا على متن طائرة تركية من مطار "غازي عنتاب" جنوب البلاد، وينتسب هؤلاء المقاتلون في الغالب إلى فصيلي "سليمان شاه" و"السلطان مراد".

وأضاف المصدر أن الذين ذهبوا لم يذهبوا للقتال، بل لمساعدة الجيش التركي لوجستيا للتواصل مع قوات حكومة الوفاق الليبية.

من جانبه أكد قيادي في أحد فصائل الشمال السوري لموقع تلفزيون سوريا أن بعض الفصائل من الجيش الوطني أرسلت عددا من المقاتلين الى ليبيا، ولكن لا علاقة لمؤسسة الجيش الوطني بالموضوع، إنما تم الأمر بشكل منفرد دون العودة الى قيادة الجيش الوطني ووزارة الدفاع.

ونفى ضابط كبير يعمل ضمن وزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية المؤقتة، أن يكون هناك قرار من الوزارة للانخراط في الحرب الليبية، مشيراً إلى أنَّ وزارة الدفاع التركية لم توجه لهم أيَّ طلب بهذا الخصوص.

وأشار الضابط - طلب عدم ذكر اسمه - في تصريح لموقع تلفزيون سوريا، إلى أنَّ عملية إرسال المقاتلين في حال حصلت، فهي جرت بالتنسيق مع قادة مجموعات محلية تنتسب لفصائل تعمل ضمن الجيش الوطني، حيث من السهل على أية جهة تجنيد مقاتلين من المنطقة بسبب وجود انخفاض فرص العمل وتعطل الحياة الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة بين الشباب.

وكانت هيئة الأركان التابعة لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة أصدرت بياناً رسمياً يوم أمس، نفت فيه إرسال قوات تتبع لها إلى ليبيا، مؤكدةً أن أولويتها للدفاع عن الشعب السوري ضد ميليشيات النظام وداعميه الروس والإيرانيين، والأحزاب الانفصالية التي تريد تمزيق الوطن.

ومن المرجح أن الجيش التركي قد اعتمد على مقاتلين سوريين بسبب عدم حصوله على تفويض رسمي من البرلمان من أجل التدخل بشكل علني في ليبيا، رغم تصديق البرلمان على مذكرة التفاهم التي تنص على التعاون العسكري والاقتصادي بين تركيا وحكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً في ليبيا.

ومن المتوقع أن يمرر حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بالتنسيق مع حليفه الحركة القومية قراراً بتفويض الجيش التركي بإرسال قوات إلى ليبيا، وذلك عندما ينهي البرلمان إجازته في الأسبوع الأول من شهر كانون الثاني/ يناير المقبل.

 

تزايد الاهتمام التركي بالملف الليبي

كلفت تركيا مؤخراً قائد قواتها في منطقة "درع الفرات" العقيد "غازي" التابع للقوات الخاصة بالإشراف على تنفيذ مذكرة التعاون العسكري بين تركيا وحكومة "الوفاق" الليبية.

وتعطي مسألة خطوة تكليف العقيد "غازي" بالملف الليبي عسكرياً مؤشراً على تزايد الاهتمام التركي بالملف الليبي، وغالباً فإن هذه الخطوة مقدمة لتأسيس قواعد عسكرية في طرابلس والمدن المحيطة بها، خاصة وأن الرئيس التركي "أردوغان" زار مؤخراً تونس برفقة وزيري الخارجية والدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات، مما يعطي انطباعاً واضحاً أن الزيارة ذات أهداف عسكرية وأمنية وسياسية، وتأتي في سياق زيادة التنسيق التركي مع دول الجوار الليبي من أجل ضمان تعاون هذه البلدان وعلى رأسها تونس في نقل قوات تركية إلى الأراضي الليبية.

وأكد مصدر دبلوماسي ليبي مطلع على مباحثات حكومة الوفاق مع الجانب التركي الخاصة بتأسيس قواعد عسكرية تركية في طرابلس، أن أنقرة تتخوف من سقوط ليبيا بيد قوات اللواء المتقاعد "خليفة حفتر"، خاصة بعد تصاعد الدعم الدولي له ووصول المئات من عناصر ميليشيا "فاغنر" الروسية لمساندته، وانتشارها على محاور القتال جنوب وجنوب غرب طرابلس تحديداً في "الطويشة" و"الخلاطات" و"عين زارة" و"اليرموك"، وهي جميعها نقاط انطلاق لهجمات قوات "حفتر" للسيطرة على طرابلس.

وبحسب المصدر الذي تحدث إلى موقع تلفزيون سوريا، فإنَّ تركيا تريد من خلال إرسال قواتها إلى ليبيا ضمان عدم انهيار قوات حكومة الوفاق، لحين حلول موعد انعقاد مؤتمر برلين الدولي حول الأزمة الليبية، الذي جرى التفاهم بشكل مبدئي حول موعده ليكون في منتصف شهر كانو الثاني/ يناير القادم، الأمر الذي سيضمن لتركيا نقاط قوة ستمكنها من الدفع باتجاه حل سياسي يحافظ لها على نفوذها.

وكانت تركيا قد دعمت القوات التابعة لحكومة الوفاق في شهر أيار/ مايو من العام الجاري بعشرات العربات المدرعة، كما شاركت طائرات بدون طيار تركية في الدفاع عن طرابلس خلال الأشهر الماضية، ونفذت عمليات قتالية ضد نقاط عسكرية تتبع لـ"حفتر" في مدينة ترهونة جنوب شرق طرابلس، وفي قاعدة "الجفرة" الاستراتيجية جنوب ليبيا، حيث يُعتقد أن طائرات بدون طيار تركية حددت في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي مكان قاعدة تتبع للقوات الإماراتية تنطلق منها طائرات بدون طيار لتنفذ هجمات على مطار "معيتقة" في طرابلس وضواحي العاصمة الأخرى، لتهاجمها مقاتلة تتبع لـ"حكومة الوفاق" الأمر الذي أدى لمقتل ستة عناصر من الجيش الإماراتي.

وباتت تركيا تولي أهمية خاصة لمنطقة شرق "حوض المتوسط" بسبب ما تحتويه على ثروات طبيعية من غاز ونفط، وترى في تحالفها مع حكومة الوفاق ودعمها لها وسيلة لمواجهة الضغوطات الأوروبية والمصرية والإسرائيلية على أنقرة، الهادفة لمنعها من عملية التنقيب عن الثروات في "شرق المتوسط"، وفي هذا السياق يجب فهم اتفاقية التعاون العسكرية والاقتصادية والبحرية بين الجانبين.