icon
التغطية الحية

ما الوعود المقدمة من وفد الأمم المتحدة خلال زيارته للشمال السوري؟

2023.03.01 | 07:01 دمشق

وفد من الأمم المتحدة يلتقي مسؤولي الحكومة المؤقتة والمنظمات الإنسانية في الشمال السوري – تلفزيون سوريا
وفد من الأمم المتحدة يلتقي مسؤولي الحكومة المؤقتة والمنظمات الإنسانية في الشمال السوري – تلفزيون سوريا
حلب - ثائر المحمد
+A
حجم الخط
-A

دخل وفد من الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، إلى الشمال السوري عبر معبر "باب السلامة" بريف حلب الشمالي، للقاء مسؤولي الحكومة السورية المؤقتة والمنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، بعد نحو ثلاثة أسابيع من الزلزال المدمر الذي أودى بحياة آلاف المدنيين وخلّف أضراراً كبيرة في البنية التحتية.

وزار وفد الأمم المتحدة مقر الحكومة السورية المؤقتة في مدينة اعزاز شمالي حلب، والتقى مع وفد من الحكومة يضم وزراء الاقتصاد والدفاع والعدل والصحة والإدارة المحلية، ورؤساء المجالس المحلية في جنديرس واعزاز ومارع وصوران والباب، وممثلين عن وحدة تنسيق الدعم.

ما هدف الزيارة؟

أفاد وزير الاقتصاد في الحكومة السورية المؤقتة، عبد الحكيم المصري، بأن وفد الأمم المتحدة الذي زار الشمال السوري، يضم نائب مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، ومدير مكتب الأمن والسلامة، وغيرهم.

وأضاف المصري في حديث مع موقع "تلفزيون سوريا"، أن الوفد اجتمع مع وزراء في الحكومة المؤقتة ورؤساء المجالس المحلية لمناقشة الاحتياجات الإنسانية للمناطق التي تضررت بالزلزال في الشمال السوري.

وناقش المجتمعون نقاط الخلل في توزيع المساعدات الإنسانية، وسوء التنسيق والمتابعة، وكان البحث الأساسي بين الأطراف يتركز على ضرورة وجود جهة مركزية في المنطقة لتنسيق تسلم وتوزيع المساعدات. 

ودعت الحكومة المؤقتة إلى عدم حصر ملف المساعدات في السلل الغذائية رغم أهميتها، والتركيز على مشاريع التنمية وتحسين المستوى المعيشي للمدنيين، إضافة إلى دعم القطاع الصحي والتعليمي. 

وأردف المصري: "أخبرنا وفد الأمم المتحدة بأن الحكومة المؤقتة شكلت لجنة من وزارة الإدارة المحلية لتقييم الأضرار في المنازل شمالي سوريا، وطلبنا العمل على ترميم الأبنية المتصدعة والصالحة للسكن مرة أخرى، وإعادة تأهيل البنية التحتية والمدارس والاهتمام بقطاع المياه". 

وفد الأمم المتحدة في الشمال السوري (تلفزيون سوريا)

ما الوعود المقدمة؟

وخلال لقاء وفد الأمم المتحدة برؤساء المجالس المحلية، جرى تحديد الاحتياجات بشكل عام، مع التركيز على مشاريع التنمية، وإعادة تأهيل المنازل المتصدعة والمتضررة من الزلزال، وتأمين مساكن مناسبة للمدنيين. 

وفقاً للمصري، وعد وفد الأمم المتحدة بدراسة جميع الاحتياجات، خارج نطاق إعادة الإعمار، خاصة قطاعات المياه والزراعة، والعمل على ترميم المنازل المتصدعة، وتأمين مساكن للمتضررين.

وطلبت الحكومة المؤقتة فتح مكاتب للأمم المتحدة في الداخل السوري، ووفقاً للمصري، بدأ الوفد الأممي البحث فعلياً عن أماكن مناسبة لافتتاح المكاتب. 

ووعد الوفد الأممي بتكثيف العمل على مشاريع التعافي المبكر، وعقد اجتماعات متكررة وتنسيق الجهود مع الوزارات المختصة، كالزراعة والصحة، ووضع خطة لسد احتياجات المنطقة، من دون تحديد موقف واضح من إمكانية المساهمة في عملية إعادة إعمار المنازل المدمرة.

ولفت وزير الاقتصاد إلى أنهم لمسوا جديّة من وفود الأمم المتحدة للعمل بفاعلية أكبر في الشمال السوري، مضيفاً أن الاستجابة الأممية حالياً تعتبر إسعافية وتتركز على إدخال الخيام والمواد الغذائية والطبية، مع التطلع إلى تطوير العمل خلال أشهر وبناء مساكن للمدنيين المتضررين بالزلزال.

ضعف في الاستجابة الأممية 

وعلى مقربة من مكان وجود وفد الأمم المتحدة، كانت هناك عشرات الأبنية المتصدعة الخالية من السكان، خوفاً من انهيارها نتيجة الهزات الارتدادية، ما يستدعي استجابة عاجلة من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية للمساهمة في ترميم المنازل وتأمين مراكز إيواء للمتضررين.

وأفاد يحيى المصطفى، أحد سكان مدينة اعزاز، بأن المدنيين سمعوا كثيراً عن زيارات لوفود الأمم المتحدة وعدة منظمات دولية للمنطقة بهدف الاستجابة الإنسانية للمتضررين من الزلزال، إلا أنه لا توجد تحركات فعلية في الواقع ترقى لحجم الكارثة.

ولفت المصطفى في حديثه مع موقع "تلفزيون سوريا"، إلى أن الاستجابة الطارئة للكارثة كانت في معظمها عن طريق المنظمات المحلية والفرق التطوعية والمجالس المحلية، خاصة في الساعات والأيام الأولى عقب الزلزال، والتي شهدت غياباً تاماً للأمم المتحدة ومؤسساتها الإنسانية.

منظمات تواجه أهوال الزلزال وحدها

وفي وقت سابق قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" إن الأمم المتحدة فشلت عبر آلياتها الخمسة في الاستجابة لضحايا الزلزال المدمر بمناطق شمال غربي سوريا، مؤكدة أن تأخر وصول المساعدات الأممية إلى المنطقة، وترك المنظمات المدنية المحلية تواجه وحدها أهوال الزلزال ومخلفاته، تسبب في زيادة عدد الضحايا الذين ماتوا تحت الأنقاض.

وأضافت أن استجابة الأمم المتحدة لم تكن بشكل يتناسب مع هول الزلزال في شمال غربي سوريا؛ حيث تم تأخير تفعيل بعض آليات الأمم المتحدة لمواجهة الكوارث في حين لم تفعل آليات أخرى مثل إطلاق نداءات لحشد الجهود والفرق من جميع دول العالم.

وتأخر منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة مارتن غريفيث في زيارته لتركيا ولمعبر باب الهوى الحدودي مع سوريا ووصل بتاريخ 12 شباط، أي بعد مضي 6 أيام على الزلزال وكتب على صفحته على تويتر اعتذاراً للسوريين في شمال غربي سوريا، لكنه لم يقدم إجابات عن سبب تأخر المساعدات الإنسانية، مما يجعل اعتذاره على تويتر عديم الفعالية.

وتعتقد الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن الاعتذار يجب أن يكون عبر بيان رسمي وليس مجرد تغريدة على تويتر، وأن يتضمن تعهداً بتعويض الضحايا الذين تسبب تأخير المساعدات بوفاتهم تحت الأنقاض، كما يجب أن يتم تعويض الخلل الصارخ في الأيام الماضية بتكثيف جهوده في التنسيق بين الحكومات والمنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية، وأن تطلق الأمم المتحدة نداء إنسانياً للاستجابة للزلزال في شمال غربي سوريا.

وأقرت الأمم المتحدة بفشلها في مساعدة آلاف المدنيين السوريين، وعجزها عن إيصال المساعدات إلى المنكوبين في الشمال السوري، حيث قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، "خذلنا سكان شمال غربي سوريا، إنهم على حق في شعورهم بالتخلي عنهم، يتطلعون إلى مساعدة دولية لم تصل أبداً".