icon
التغطية الحية

ما الشعار الذي ظهر على يد جندي روسي في معارك حماة؟

2019.05.12 | 17:05 دمشق

أحد العسكريين الروس في سهل الغاب شمال غرب حماة (إنترنت)
موسكو - طه عبد الواحد - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

نشر المراسل الحربي الروسي "أوليغ بلوخين" صوراً لمجموعة عسكرية روسية تشارك إلى جانب قوات النظام في المعارك الدائرة في شمال حماة، دون تحديد هوية هؤلاء الجنود الملثمين ما إذا كانوا من الجيش الروسي أو من مجموعة عسكرية خاصة على غرار "فاغنر".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وظهر على يد أحد الجنود المقنعين الذين كانوا يرمون قذائف هاون لمساعدة قوات النظام، شعارٌ أثار تساؤلات ما إذا كان يرمز إلى مجموعة عسكرية خاصة.

 

 

يتألف الشعار من جندي وإلى جانبه قطة ومكتوب فوقه "Вежливые люди" والتي تعني بالعربي "الناس المهذبة"!

 

 

 

 

وإذ لا يشك أحد بحقيقة المشاركة البرية الروسية الواسعة في عمليات إدلب وحماة، فإن ظهور هذا الشعار والعبارة عليه أثارت تساؤلات في أوساط المراقبين والمتتبعين حول طبيعة تلك القوات، وهل هي رسمية أم أنها تابعة لواحدة من الشركات العسكرية الروسية الخاصة. في هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن عبارة "الناس المهذبة" ظهرت أول مرة خلال سيطرة مجموعات من القوات الروسية على منشآت وقواعد عسكرية أوكرانية في شبه جزيرة القرم في فبراير / شباط عام 2014، أي قبل الاستفتاء الذي انتهت نتائجه بإعلان روسيا ضمها القرم إلى قوام الاتحاد الروسي.

 

 

حينها قال رئيس الحراسة في واحدة من القواعد الجوية العسكرية الأوكرانية في القرم، إن الجنود "المجهولين" الذين دخلوا القاعدة "طلبوا منا بأدب الخروج"، ومنذ ذلك الحين أصبحت وسائل الإعلام تستخدم عبارة "الناس المهذبة" للدلالة على العسكريين الذين ظهروا فجأة في شبه جزيرة القرم، دون أن يكون على زيهم اي علامات تعريف، تدل على قوات الدولة التي ينتمون إليها، وقاموا بعملية السيطرة على المرافق الحيوية والعسكرية في شبه الجزيرة.

ومع إدراك الجميع بأن تلك القوات "المجهولة" مرتبطة بروسيا بشكل أو بآخر، التزمت موسكو الصمت عدة أشهر، إلى أن خرج الرئيس فلاديمير بوتين وأعلن خلال برنامجه السنوي "على الهواء مباشرة مع بوتين" أن تلك القوات تابعة لوزارة الدفاع الروسية، وقدمت الدعم لما يُطلق عليه الروس "قوات الدفاع الذاتي في القرم"، وأكد أن جميع أفراد تلك القوة العسكرية سيحصلون على أوسمة تقديرا للمهمة التي نفذوها. وتحولت مجموعة "الناس المهذبة" إلى "أبطال" بالنسبة لسلطات القرم بعد ضمها لروسيا، وأقاموا لهم نصبا تذكاريا، كما مجدتهم وزارة الدفاع الروسية، حين ألفت فرقتها الموسيقية نشيداً، بأسلوب النشيد الوطني للدول، باسم "الناس المهذبة"، وعرضت النشيد أول مرة خلال حفلات لها في شبه جزيرة القرم في أبريل / نيسان 2014.

 

 

ومن غير الواضح بعد لماذا قررت القوات الروسية استخدام شعار "الناس المهذبة" للمجموعات المشاركة في معارك إدلب، وهي ربما تريد الإيحاء بذلك بأنها ستنتصر في المعركة مثلما "انتصر" عناصر "الناس المهذبة" في القرم، أو أنها تحاول بذلك "تخليد" ما قاموا به، ولا يستبعد في الوقت ذاته أن ارتداء العسكريين لهذا الزي، يساعد الجهات الرسمية على نفي المشاركة البرية إن تطلب الأمر ذلك، لاسيما بحال سقوط قتلى من العسكريين الروس هناك.