icon
التغطية الحية

ما الذي تخشاه إسرائيل من دخول المسيّرات الإيرانية في الحرب الأوكرانية؟

2022.07.13 | 06:31 دمشق

مسيرات إيرانية (AFP)
طائرات من دون طيار "مسيرات" إيرانية (الجيش الإيراني/AFP)
 تلفزيون سوريا ـ خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

يثير انضمام إيران العلني إلى جانب روسيا في الحرب ضد أوكرانيا مخاوف إسرائيل مما قد تحمله هذه الخطوة من تأثيرات على التنسيق الروسي الإسرائيلي في سوريا.

يأتي ذلك بعد التقارير الأميركية عن تزويد طهران الروس بطائرات من دون طيار قتالية لاستخدامها في الحرب الدائرة شرقي أوروبا.

قال معلق الشؤون الأمنية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، اليوم الثلاثاء، إن وقوف إيران العلني في المعسكر المعادي للغرب سيكون له عواقب بعيدة المدى على إسرائيل والولايات المتحدة.

وأشار إلى أن إمداد إيران روسيا بطائرات من دون طيار لاستخدامها في أوكرانيا يضع طهران في مواجهة مباشرة مع حلف شمال الأطلسي والدول الأوروبية، التي تعتبرها حتى الآن شريكاً.

مخاوف إسرائيلية

وأضاف رون بن يشاي، المعروف بصلاته الوثيقة بهيئة الأركان الإسرائيلية، يمكن لهذه الخطوة أن تعرض حريتنا في العمل الجوي في سوريا ولبنان للخطر.

وبحسب المحلل الإسرائيلي، من المحتمل أن يؤثر تلقي الروس مساعدات من إيران على سلوكهم في سوريا فيما يتعلق بالضربات الإسرائيلية.

شنت إسرائيل خلال السنوات الأخيرة مئات الضربات في سوريا، تقول تل أبيب إنها لمنع التموضع الإيراني على حدودها، فيما تطلق عليه عسكرياً اسم "المعركة بين الحروب".

وترتبط روسيا وإسرائيل بخط تنسيق أمني ساخن في سوريا يعرف باسم "آلية منع التصادم" في أعقاب التدخل الروسي في سوريا في خريف 2015، أتاح لتل أبيب حرية التحرك العسكري لاستهداف الوجود الإيراني.

وكان البيت الأبيض، كشف أول أمس الإثنين، اعتماداً على معلومات استخبارية، أن روسيا لجأت إلى إيران لتزويدها بـ "مئات" الطائرات من دون طيار لصالح الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك الطائرات لأغراض قتالية.

ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجانبين الروسي والإيراني على الموضوع، وفي الوقت نفسه لم يؤكد الأميركيون إذا كانت إيران قد نقلت بالفعل الطائرات من دون طيار إلى روسيا.

هذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها إيران خط المواجهة بين روسيا وبين الغرب وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، وتقف إلى جانب الروس في الحرب الدامية شرقي أوروبا.

في 24 شباط/فبراير الماضي، شنت روسيا "عملية عسكرية خاصة" ضد جارتها أوكرانيا، لا تزال مستمرة، ما أدى إلى حالة من الاستقطاب العالمي بين معسكرين "مع أو ضد".

 

إسرائيل: إيران تنقل التهديد إلى الساحة الدولية

ويذهب المحلل الإسرائيلي للشؤون الأمنية، رون بن يشاي، إلى أن هناك تحولاً وتغييراً جذرياً بالموقف الإيراني تجاه الأوروبيين.

ويشير إلى أن طهران قبل أربع سنوات، عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي، لجأت إلى دول الاتحاد الأوروبي طلباً للمساعدة، لإحياء الاتفاق النووي المبرم في عام 2015، والآن هي (إيران) تدخل في مواجهة مباشرة مع الأوروبيين.

وتتزامن هذه التقارير مع قمة طهران الثلاثية المرتقبة التي ستجمع رؤساء روسيا وإيران وتركيا.

وبحسب ما هو معلن، سيعقد الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والإيراني إبراهيم رئيسي، قمة في 19 تموز/يوليو الجاري، وذلك بعد أيام معدودة من زيارة بايدن إلى المنطقة.

كما تأتي في ظل تقارير إسرائيلية وأميركية عن تعزيز العلاقات الأمنية لحلفاء واشنطن بالمنطقة، إسرائيل ودول خليجية، لمواجهة التهديدات الإيرانية.

وبحسب بن يشاي، بعد هذه الخطوة لم تعد إيران عامل عدم استقرار في الشرق الأوسط، بسبب سعيها لحيازة السلاح النووي ومشروعها التوسعي، وإنما طرفاً في معسكر مناهض للغرب.

ومن المتوقع أن يكون للخطوة الإيرانية تداعيات على مسار المفاوضات المجمدة والمتعثرة في فيينا بشأن العودة إلى الاتفاق النووي.

مسيرة إيرانية
طائرة من دون طيار "مسيرة" إيرانية (الجيش الإيراني/AFP)

"صراع الظل" بين إسرائيل وإيران

في حين تحاول إسرائيل استغلال موضوع إمداد الروس بالمسيرات للتحذير من الخطر الإيراني على الساحة الدولية.

وتقف إسرائيل ضد طموحات إيران النووية وتحاول إيقاف تمدد الحرس الثوري إلى حدودها، وهي بذلك تقود رأس الحربة في مواجهة إيران إقليمياً، فيما يشبه "صراع الظل"، لم يتطور بعد إلى مواجهة عسكرية مباشرة رغم تبادل التهديدات النارية.

الثلاثاء الماضي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، في مؤتمر أمني باليونان، إن إيران مثال رئيسي على تهديد إقليمي وعالمي واسع النطاق.

وحذر غانتس، من تأسيس الإيرانيين لوجود عسكري "غير مسبوق ومستمر" في مياه البحر الأحمر، يهدد طرق التجارة العالمية.

وأشار إلى أن تجربة إيران في إطلاق صاروخ فضائي، قبل أسبوعين بمحافظة سامانان، يمكن أن يصل تهديدها إلى وسط أوروبا.

وفي فرنسا التي حط رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد يائير لابيد في أولى زياراته الخارجية الرسمية، الثلاثاء الماضي، حمل رسالة تحذر من خطر النووي الإيراني ووكيل طهران في المنطقة "حزب الله".

كما تشكل الخطوة الإيرانية فرصة لتل أبيب للمطالبة بزيادة الدعم العسكري من واشنطن لمواجهة التهديد النووي الإيراني والطائرات من دون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية الدقيقة التي تستخدمها إيران وتطورها.