icon
التغطية الحية

ما الذي اختلف عن المواجهة الأولى؟ أسود الأطلس تتحدى رفاق مودريتش للمرة الثانية

2022.12.17 | 15:59 دمشق

المغرب في مبارة نصف النهائي
المغرب في مباراة نصف النهائي مع فرنسا ـ رويترز
إسطنبول ـ هاني العبدلله
+A
حجم الخط
-A

بعدما ضاع حلم الفوز بكأس العالم، الذي كاد يتحول إلى حقيقة، يبحث أسود الأطلس اليوم عن مداواة جراحهم بالمركز الثالث في مونديال قطر، والذي إن تحقق سيكون إنجازاً كبيراً للمغاربة والعرب ككل.

تواجه المغرب مساء اليوم منتخب كرواتيا للصراع على الميدالية البرونزية، حيث يلتقي المنتخبان للمرة الثالثة عبر التاريخ.

أسود الأطلس واجهوا رفاق مودريتش في الجولة الأولى من دور المجموعات بمونديال قطر، وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي.

في حين كان اللقاء الأول بينهما، في نهائي كأس الملك الحسن الثاني الدولية سنة 1996، وانتهى بالتعادل 2-2، قبل فوز كرواتيا 7-6 بركلات الترجيح.

المغرب تتفوق بلغة الأرقام

المنتخب المغربي يتفوق على كرواتيا بلغة الأرقام في كأس العالم 2022، حيث حقق أسود الأطلس 4 انتصارات وتعادل وخسارة.

أما كرواتيا لديها 3 انتصارات بينها مباراتين حققت خلالهما الفوز عن طريق ركلات الترجيح، إضافةً إلى تعادلين وخسارة.

أسود الأطلس لديهم 5 أهداف، وعليهم 3 أهداف أي المحصلة +2، أما المنتخب الكرواتي سجّل 6 أهداف، ودخل مرماه 6 أهداف أيضاً، وبالتالي المحصلة صفر.

أخطاء يجب تجنبها

رغم تفوق المغرب على كرواتيا من حيث الأرقام والأداء في مونديال قطر، لكن الأرقام ليست كافية لترجيح كفة أسود الأطلس.

أهم عامل يساعد المغرب على خطف المركز الثالث، هو أن يتجنب المدرب وليد الركراكي، كل الأخطاء التي وقع فيها خلال مواجهة منتخب فرنسا، والتي حرمت أسود الأطلس من بلوغ نهائي كأس العالم.

من الضروري تحسين خط الدفاع، والبحث عن بديل لرومان سايس ونايف أكرد المصابين.

المدافع أشرف داري تنقصه التجربة والخبرة، وجواد الياميق يرتكب أخطاء فادحة، لذا هما ليسا البديلين المثاليين.

المغرب افتقدت إلى اللمسة الأخيرة أمام فرنسا، وحتى خلال مواجهاتها أمام البرتغال وإسبانيا.

مهاجمو أسود الأطلس لديهم مهارات مميزة لاختراق دفاع الخصوم، لكنهم ضيّعوا كثيراً من الفرص، بسبب غياب اللمسة الأخيرة، لذا عليهم التركيز جيداً أمام المرمى.

معركة الوسط

كرواتيا تمتلك خط وسط رائع، يقوده مودريتش وكوفاسيتش وبروزوفيتش وباشاليتش، واللاعبون الأربعة يمتلكون خبرة طويلة ومهارات عالية.

لوكا مودريتش نجم وسط ريال مدريد، يعتبر مركز الثقل في خط الوسط، ورغم تقدمه في السن (37 عام)، استطاع اللعب لـ 120 دقيقة أمام البرازيل، وكان أحد عوامل التأهل لنصف النهائي.

يجب على لاعبي المنتخب المغربي، الحذر جيداً من مودريتش، فهو لاعب متعدد المواهب، ويمتلك قدرات كبيرة في المراوغة وصناعة الأهداف وحتى التسجيل من خارج منطقة الجزاء.

ما يميّز كرواتيا أنها لا تعتمد على لاعب واحد، بل تلعب بطريقة جماعية، وتتميز بالمرونة في اللعب، والقدرة على الصمود أمام الخصوم، والانتفاض بعد الانتكاسات.

قوة وسط كرواتيا، تستوجب على المدرب الركراكي، وضع خطة محكمة قائمة على تعزيز خط الوسط، وتجنب الخطة الكارثية التي دخل بها في مباراة فرنسا، وتسببت في خسارة أسود الأطلس.

ما الذي اختلف عن المواجهة الأولى؟

كما ذكرنا سابقاً بأن كرواتيا والمغرب، التقيتا في دور المجموعات، وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي، وهنا نتساءل ما الذي اختلف بين تلك المباراة ومواجهة اليوم.

النقطة الأولى هي أن كرواتيا حين لعبت أمام المغرب في دور المجموعات، كانت تعتقد أن المواجهة ستكون في المتناول، بحكم أنها وصيفة بطل العالم 2018، بينما المغرب لم تتجاوز دور المجموعات منذ مونديال 1986.

لكن تفاجأت حينها أن المغرب قدمت مستوى مميز، وكانت قريبة من الفوز لولا ضياع الفرص، وبالتالي فان كرواتيا حضّرت جيداً لمباراة اليوم، وستسعى لاستغلال نقاط ضعف المغرب.

النقطة الثانية أن المغرب حين واجهت كرواتيا في الدور الأول، كانت تلعب بأفضل تشكيلة لديها، خاصةً على صعيد الدفاع.

أما اليوم فإن ثلاثة لاعبين أساسيين في الدفاع مصابين وهم، نايف أكراد وغانم سايس ونصير مزراوي، وهذا لا شك قد يؤثر على أداء أسود الأطلس أمام كرواتيا.

النقطة الثالثة أنه في المواجهة الأولى كان هناك تكافئ في فترة التحضير للمباراة، بينما اليوم كرواتيا ارتاحت يوم أكثر من المغرب، ما يعني أن لاعبي أسود الأطلس يعانون من الإجهاد والإرهاق البدني أكثر من كرواتيا.

الدعم الجماهيري للمنتخب المغربي كان يتضاعف كلما تقدم المنتخب خطوة للأمام في مونديال قطر، وبالتالي أعداد الجماهير التي ستدعم أسود الأطلس في مباراة اليوم، ستكون أكثر بكثير من المباراة الأولى، وهذا سيكون نقطة إيجابية لصالح المغرب.

ليست مباراة هامشية

كثير من المنتخبات لا تهتم لمباراة المركزين الثالث والرابع في كأس العالم، وتعتبرها مباراة هامشية، أو مباراة تجارية أقامتها الفيفا لجني الأرباح منها.

وتعتقد بعض المنتخبات أنه بعد ضياع فرصة الوصول إلى النهائي، لم يعد هناك أهمية لمباراة المركز الثالث.

لكن مباراة اليوم لا تبدو أنها ستكون هامشية، بالنسبة للمغرب وكرواتيا، حيث أكد المهاجم الكرواتي أندري كراماريتش، أن مباراة تحديد المركز الثالث، ستكون "بمثابة حياة أو موت"، لأن "الفوز بميدالية يجعلك بطلا خالدًا".

في المقابل أكد قائد أسود الأطلس، رومان سايس، أن المغرب تريد التغلب على كرواتيا، واحتلال المركز الثالث في مونديال قطر لإسعاد الجماهير العربية.

في ظل ما قدمتهم المغرب طوال البطولة، من أداء مبهر نال اعجاب الجميع، فهي قادرة اليوم على الفوز والتتويج بالميدالية البرونزية، وتسجيل اسمها بأحرف من ذهب في دفاتر التاريخ.