مع دخول الفصائل العسكرية المنضوية ضمن عملية "ردع العدوان" مدينة حلب بعد سيطرتها على أجزاء واسعة من محيطها خلال وقت قصير، تزداد مخاوف السوريين من عودة الأمور إلى المربع الأول وعودة معارك الكر والفر، وفق تعبير بعض من التقاهم موقع تلفزيون سوريا في دمشق، حيث دارت كثير من التحليلات المتشائمة والمتفائلة عن أسباب المعركة وما ستؤول إليه الأمور.
كيف تناول أهالي دمشق الأحداث في حلب؟
معظم أحاديث سكان دمشق اليوم تدور حول معركة "ردع العدوان" التي دخلت إلى أحياء حلب، والنقاشات تكشف عن مدى مخاوف كثيرين من تهديد الواقع الأمني لدمشق المنهارة اقتصادياً والتي أفرغت من الحواجز الأمنية مؤخراً. بعض ممن التقاهم الموقع خففوا من خطورة ما يحدث مؤكدين أن ما يجري متفق عليه بين "النظام وروسيا وتركيا".
يرى مؤيدو هذه النظرية أن ما يجري عبارة عن اتفاق لضرب الفصائل المسلحة وخاصةً "هيئة تحرير الشام" صاحبة النفوذ الأبرز في إدلب وريف حلب، بقوات حزب الله وإيران، لأن النظام ليس قادراً على إخراج الحزب وقوات إيران بالقوة وبشكل مباشر، في حين تستطيع ذلك القوات المسلحة التابعة للمعارضة. يستدل مؤيدو هذه النظرية بأن هناك اتفاقاً عالمياً لتغيير شكل المنطقة وإخراج المظاهر المسلحة الإيرانية والفصائل المدعومة من قبلها وهو مخطط يعتبر تمدداً لما يجري في غزة ولبنان ودمشق ومحيطها.
تهديدات نتيناهو لبشار الأسد
يربط آخرون ما يجري بتهديدات نتنياهو المباشرة لبشار الأسد وقواته واصفاً إياه بأنه "يلعب بالنار"، وأن عملية الفصائل المسلحة جاءت لتستغل الضربات والغارات التي تعرض لها الوجود الإيراني في المنطقة.
هناك من يرى أن ما يجري هو نتيجة طبيعية لما فعلته قوات النظام من قصف على إدلب بالتعاون مع روسيا خلال الفترة الماضية، ومن حق تلك الفصائل أن "تردع العدوان" وأن تستغل ضعف النظام الذي بات واضحاً للجميع وصمته المطبق حيال "محور المقاومة".
بشكل عام وبعيداً عن التحليلات التي تدور، هناك خشية ومخاوف حقيقية بين الشريحة الأوسع من المدنيين في دمشق، حيث يخشى الجميع عودة المعارك والقتال، وتهديد حياتهم وحياة أبنائهم بعد أن جمّدت الأطراف الإقليمية الميدان، وعادت بعض من مظاهر الحياة خلال السنوات الماضية رغم الوضع الاقتصادي السيء.
في حين يخشى آخرون من أن يرافق العملية في الشمال عملية أخرى في الجنوب وصولاً إلى دمشق، في استغلال لانشغال جيش النظام في الشمال السوري وضعفه.