كشف مصدر خاص من هيئة التفاوض السورية لـ موقع تلفزيون سوريا، عن وجود جهات تسعى لتقويض عمل الهيئة ونسف صدقيَّتها بعد أن أثبتت وجودها السياسي أمام النظام في مفاوضات تشكيل اللجنة الدستورية، وذلك من خلال تسريب رسالة رئيس الهيئة نصر الحريري.
وأشار المصدر إلى أنه في تشرين الثاني من العام الماضي قررت الهيئة إجراء انتخابات لرئاسة الهيئة وأمانة السر التي يشغلها صفوان عكاش، لكن تم تأجيلها ثلاثة أشهر بسبب الاستحقاقات السياسية ومنها اجتماع اللجنة الدستورية.
وأضاف أن "المستقلين لم يوافقوا على التأجيل لثلاثة أشهر أو التمديد لكن الوضع السياسي فرض نفسه".
وتابع قائلا "هناك أعضاء في هيئة التفاوض لم يعجبهم تماسك الهيئة.. عندما طلب مهند دليقان وهو من منصة موسكو عقد اجتماعات الهيئة في دمشق تحت يد النظام تم فصله".
وذكر المصدر أن "أحمد الشيخ الذي كان ينسق مع السعودية عقد اجتماعا في كانون الأول الماضي مع بعض الأعضاء المستقلين، وانتخبوا 8 أعضاء وهو مخالف للنظام الداخلي للهيئة"، مشددا على أن إجراء ذلك يحتاج إلى عقد مؤتمر "الرياض 3".
وإثر ذلك تم تغيير أحمد الشيخ وتكليف الوزير السعودي ثامر السبهان بالملف السوري، والذي شدد لاحقا على أن المملكة لن تتدخل في شؤون الهيئة الداخلية، وبناء عليه تم إلغاء اختيار الأعضاء الثمانية لتُفاجَأ الهيئة لاحقا بالحديث السعودي عن اختيار الأعضاء المستقلين".
وكان رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري انتقد ما وصفه بالتدخل السعودي في آليات عمل الهيئة، وتجاوز نظامها الداخلي، عبر رسالة وجهها لأعضاء الهيئة.
انتقادات الحريري كشفت عنها "رسالة داخلية" مسربة تحدثت عن تدخل مدير دائرة الشؤون العربية في وزارة الخارجية السعودية "سعيد سويعد"، في عمل الهيئة إثر دعوته إلى إجراء انتخابات جديدة وملء الفراغ الرئاسي، والاستعاضة عن الأعضاء المستقلين بكتلة جديدة كان قد تم اختيارهم في وقت سابق.
وقال الحريري في رسالته إن" سعيد، يتدخّل بشكل صارخ في شؤون الهيئة، خلافاً لتاريخ المملكة، وسياسة معالي وزير الخارجية والوزير ثامر السبهان المسؤول عن الملف السوري، كما تمّ إبلاغنا بذلك".
وأضاف أنّ ما قام به المسؤول السعودي "يخرج عن كل العهود والمواثيق، وعن نصّ استضافة خادم الحرمين الشريفين للسوريين وهيئتهم التفاوضية".
وشدد الحريري على أن ما طرحه "سويعد"، "يخرج عن الأساس المرجعي وشرعية ما تمّ الاتفاق عليه في مؤتمر الرياض 2، وتحاول فرض أعضاء جدد في الهيئة بدون تصويت".