icon
التغطية الحية

ماذا حل باللاجئين السوريين بعد حرق مخيمهم في لبنان؟

2021.01.08 | 01:41 دمشق

20210107_2_46228849_61324448.jpg
اللاجئيين السوريين في لبنان - (الأناضول)
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

تستمر مأساة اللاجئين السوريين في الدول التي لجؤوا إليها وهذه المرة في لبنان، بعد إقدام شبان لبنانيين على حرق مخيم "بحنين" في منطقة "المنية" شمالي لبنان، إثر خلاف نشب بين لاجئ سوري الجنسية وبين أخوين لبنانيين من عائلة "آل المير" أحدهما عسكري في الجيش اللبناني، وذلك بسبب مباراة كرة قدم في محلة التبانة في طرابلس.

إحراق الشبان اللبنانيين المخيم أدى إلى تشريد 100عائلة واحتراق 95 خيمة، وبعد نحو 10 أيام على إحراق المخيم ما زالت العائلات السورية مشتتة في عدة مخيمات أخرى بمنطقة الشمال وبعضها الآخر وجد مأوى عند عائلات لبنانية بشكل مؤقت.

ويعيش اللاجئون السوريون الذين احترقت خيمهم في منطقة "المنية" ظروفاً أصعب مما كانت عليه قبل حادثة إحراق المخيم، حيث وجدوا أنفسهم مرة أخرى بلا مأوى أو في سكن مؤقت لحين حل أزمتهم، حيث يشكو اللاجئون من ضيق الأماكن التي لجؤوا إليها بعد ليلة باتوا فيها بالعراء، هذا وتعيش الآن كل 3 أو 4 عائلات في خيمة واحدة لا تتعدى مساحتها الـ 4 أمتار.

بتنا في العراء

الحسرة في قلوبهم والدمعة في أعينهم نتيجة الظلم الذي تعرضوا له هم وأطفالهم جراء حرق الخيام التي لجؤوا إليها بعد أن أجبروا على الخروج من سوريا، هرباً من قصف النظام لمدنهم وقراهم، وخوفهم من الملاحقات الأمنية.

وقال "شجاع عبد السلام المحمد" (50) عاماً أحد اللاجئين السوريين في مخيم "بحنين" لوكالة الأناضول إنني من سكان المخيم الذي تم إحراقه بعد "شجار وقع بين شبان من المخيم وآخرين من أهل المنية".

اقرأ أيضا: لبنان: موجة غضب بسبب مقتل شاب لبناني على يد سوري

وتابع "كنت أنا وعائلتي داخل خيمتنا وفجأة سمعنا أصوات صراخ والناس تركض وتترك خيامها وعند سؤالي عن السبب، أتاني الجواب أن هناك من يريد إحراق المخيم"، مشيراً إلى أنه خرج وأطفاله من الخيمة لإبعادهم عن الحريق، الأمر الذي أجبرهم على نوم ليلتهم الأولى في العراء على الرغم من برودة الطقس، وذلك لعدم وجود جهة يلجؤون إليها لتؤويهم.

وأضاف أنه في اليوم التالي أصاب أولاده المرض نتيجة برودة الطقس، وانتابهم الخوف لعدم وجود مأوى لهم وفقدانهم كافة أغراضهم وحاجياتهم إثر حرق المخيم، مشيراً إلى أن أحد سكان المنطقة استقبلهم في منزله الليلة الثانية.

وتوزع بقية اللاجئين الذين شتتهم الحريق على باقي المخيمات، وبعضهم الآخر تمت استضافته من قبل أهل المنطقة.

وأكد "المحمد" أنهم يعيشون بشكل مؤقت في منازل اللبنانيين الذين استضافوهم، حتى "نتمكن من ترتيب أمورنا في أقرب وقت ممكن"، مضيفأ أن الكثير من الجمعيات الخيرية أرسلت مساعدات إنسانية عاجلة باستثناء الأمم المتحدة التي "لم يصلنا منها شيء".

وقال "بشير محمد درويش" (47) عاماً إن "الله نجانا والحمد الله، ومعظم سكان المخيم سالمون ولم يصابوا بأذى، لكن أغراضنا كلها ذهبت ولم يبق لنا منها أي شيء".

ولفت إلى أن بعض سكان المخيم وجدوا لهم مأوى عند بعض أهالي المنطقة من معارفهم أو في مخيمات أخرى في "المنية"عند أقاربهم، شاكراً المنظمات الخيرية والإنسانية التي ساعدتهم ووزعت عليهم الفراش والأغطية والمواد الغذائية.

هربنا من الموت إلى الموت

وصف "محمد صادق اليوسف" (45) عاماً كان لاجئاً في المخيم الذي احترق أنه "تشردنا على مرأى من أعين الناس أنا وأولادي الثلاثة وزوجتي، كنا نائمين فخرجنا حفاة واستخدمنا سلما للهروب من الحريق كان معلقا على  سور المخيم وبتنا ليلتنا الأولى في الشارع".

 

وأضاف أنه الآن يعيش هو وعائلته في مخيم "أبوعسكر"، وليس لديهم أقارب، مشيرا إلى أنهم 3 عائلات يعيشون في خيمة واحدة، ولم تقدم لهم إدارة المخيم سواها".

ولفت "اليوسف" إلى هناك مشكلة في المنامة والحمامات لأن المكان صغير جداً ولا يتسع للجميع ، قائلاً "نحن ننام فوق بعضنا البعض".

اقرأ أيضا: المنظمات الداعمة للسوريين في لبنان تتعرض لمضايقات

من جهتها قالت "عويد العمري" (50) عاماً "لدي 3 أولاد وأعيش في المخيم منذ العام 2011، وعند احتراق المخيم خرجنا فجأة إلى الشارع، واليوم نعيش في مخيم "أبو عسكر"، نحن و3 عائلات في خيمة واحدة، مشيرةً إلى أنها "منفصلة عن زوجها وليس جائزاً أن أنام في مكان ضيق فيه رجال غرباء".

وبينت أنها هربت من الموت في سوريا وجاءت إلى لبنان لكنها وجدت الموت فيه أيضاً، وتابعت حديثها أن "لديها أولاد صغار لا يستطيعون إعالتي أو إعالة انفسهم، حيث تركنا والدهم لمصيرنا".

وأشارت العمري إلى أنها قضت يومها الأول بعد احتراق خيمتها من دون مأوى، وباتت هي وأطفالها في الشارع بالملابس التي خرجوا بها من خيمتهم.

حُوصِر المخيم وأضرمت النار فيه

مخيم "بحنين" واحد من عشرات المخيمات المنتشرة في لبنان، حيث لاتتجاوز مساحته الـ 1500 متر مربع، وكان يضم 95 خيمة تسكنها نحو 100 عائلة، أي ما يعادل 379 لاجئاً سورياً.

وأشعل شرارة إحراق المخيم خلاف فردي بين شبان لبنانيين ولاجئين سوريين، لتُحاصر مجموعة مسلحة اللاجئين السوريين عند البوابة الرئيسية والخلفية للمخيم، وقطعت الكابلات الكهربائية عنه ليتحول إلى ظلامٍ دامس وسط إطلاق الرصاص في المنطقة، وجرى تهديد السوريين بعدم اللجوء إلى مخيم آخر مجاور لهم، وإلا سيتم إضرام النار بهم جميعا وفق ما ذكر أهالي المخيم.

اقرأ أيضا: مؤتمر اللاجئين..  لبنان يقر خطة لعودة السوريين من أراضيه

واستنكر اللبنانيون على المستويين الرسمي والشعبي الجريمة، فيما فتحت عائلات في شمالي لبنان منازلها لاستقبال اللاجئين السوريين الذين احترق مخيمهم.

 

وأعلن الجيش اللبناني اعتقال 8 أشخاص من بينهم لبنانيون وسوريون للتحقيق معهم في تفاصيل الحادثة.

ويتعرض اللاجئون السوريون في لبنان، للاعتقال مِن السلطات اللبنانية بتهم مختلفة، كما يعانون من ظروف إنسانية صعبة، وتقدر أعدادهم في لبنان بـ نحو "مليون ومئة ألف" لاجئ سوري، في ظل مواصلة السلطات اللبنانية إعادة السوريين إلى بلادهم وفق ما تقول بأنها "عودة طوعية".