icon
التغطية الحية

ماذا تنتظر تركيا لإطلاق عملية عسكرية في إدلب؟

2020.02.16 | 11:09 دمشق

2020-02-11t173200z_1692244507_rc2hye9dx8hu_rtrmadp_3_syria-security.jpg
تلفزيون سوريا - فراس فحام
+A
حجم الخط
-A

أكمل الجيش التركي أول أمس الجمعة الاستعدادات العسكرية في محافظة إدلب، وذلك عندما دخل المئات من عناصر "الكوماندوز" مدعمين بالدبابات والمدرعات وسلاح المدفعية، بقيادة ضباط مختصّين شاركوا سابقاً في عملية طرد تنظيم الدولة من ريف حلب الشمالي والشرقي.

وارتفع عدد القوات التركية التي دخلت إلى إدلب خلال الأسبوعين الماضيين إلى قرابة 15 ألف جندي، يرافقها 1300 آلية من أنواع مختلفة.

وأفاد مصدر عسكري لموقع تلفزيون سوريا بأن قرابة 6 آلاف جندي تركي انتشروا بالقرب من محاور القتال مع قوات النظام، وباتوا يشاركون بشكل فعلي في بعض العمليات المحدودة كالقصف المدفعي والصاروخي، بالإضافة إلى تزويد فصائل المعارضة السورية بالمعلومات العسكرية المتعلقة بالواقع الميداني.

وكانت قيادات عسكرية تركية متخصصة بقيادة العمليات الخاصة وحرب الشوارع، قد دخلت إلى محافظة إدلب قبل يومين، وبدأت بعمليات الاستطلاع والرصد على مختلف الجبهات.

 

مفاوضات على مسارين

تخوض تركيا مفاوضات مكثفة خلال الفترة الحالية مفاوضات على مسارين، الأول يركز على كسب التأييد من دول الاتحاد الأوروبي المنضوية ضمن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وكذلك التفاوض مع الولايات المتحدة من أجل حشد موقف دولي مساند للتحركات التركية في إدلب.

وعلى الجانب الآخر فإن المفاوضات التركية – الروسية ما تزال مستمرة، ومن المقرر أن يزور وفد تركي العاصمة موسكو في السابع عشر من الشهر الجاري من أجل إقناع روسيا بالضغط على نظام الأسد من أجل الانسحاب من المناطق التي دخلها مؤخراً.

وبحسب ما أكده دبلوماسي تركي (رفض الكشف عن اسمه) لموقع تلفزيون سوريا، فإن الحل السياسي لا يزال هو المفضّل لدى أنقرة، وترحّب بالحصول على ما تريده عن طريق الوساطة الروسية، قبل التوجه إلى الخيار العسكري بشكل كامل.

وأشار المصدر إلى أن اللقاء المزمع إجراؤه في موسكو يوم غد الإثنين سيكون هو الأخير ضمن سلسلة المساعي التركية للتوصل إلى تفاهم مع روسيا، ورجح أن تتجه الأمور بعدها إلى التصعيد ميدانياً في حال لم يتم التوصل إلى تفاهم.

 

حشد الرأي العام التركي

تعمل الحكومة التركية بالتعاون مع بعض الأحزاب التركية على حشد الرأي العام التركي لمواجهة محتملة مع قوات الأسد في إدلب.

وأجرى الحزب الحاكم مؤخراً اتصالات مع الأحزاب التركية وعلى رأسها الحركة القومية، من أجل شرح المصالح التركية التي تفرض على الحكومة إجراء عملية عسكرية في منطقة إدلب.

ووجه حزب الحركة القومية التركية مؤخراً خطاباً إلى الحكومة طالبها فيه بتفعيل قانون حماية الأقليات، من أجل إعادة الأقلية التركمانية (باير بوجاق) التي جرى تهجيرها عام 2016 من جبل التركمان، خلال عملية عسكرية روسية بالاشتراك مع الميليشيات الإيرانية.

ودخلت وسائل إعلام تركية إلى محافظة إدلب مؤخراً، وتقوم حالياً بإعداد تقارير تلفزيونية تشرح من خلالها ما يجري في المنطقة وتسلط الضوء على الحالة الإنسانية للنازحين المنتشرين على الشريط الحدودي مع تركيا، والذين بلغ عددهم أكثر من مليون وثلاثمئة ألف.

وينشط العشرات من الناشطين الأتراك الموالين للحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويركزون مجهوداتهم على تعبئة الرأي العام التركي ضد قوات الأسد، التي تتعاون حالياً مع تنظيم YPG المصنف على قوائم الإرهاب في تركيا، حيث اشترك الطرفان يوم أمس بشن هجوم على منطقة "جبل الشيخ عقيل" شمال غرب حلب.

 

شكل وحدود العملية العسكرية المرتقبة

أفادت صحيفة "يني شفق" المقربة من الحزب الحاكم في تركيا أن الاسم المبدئي للعملية العسكرية التركية المرتقبة في إدلب هو "السنبلة"، وذلك في إشارة إلى وفرة المحاصيل الزراعية في المنطقة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاسم الذي تحدثت عنه ليس رسمياً أو نهائياً، ولم تعتمده وزارة الدفاع بشكل نهائي بعد.

وتتجه القوات التركية حالياً إلى تشكيل غرفة عمليات بقيادتها، تشترك فيها جميع فصائل الجيش الوطني السوري، وذلك من أجل رفع حالة التجانس بين القوتين تمهيداً للتحرك المرتقب.

وعلى الأرجح فإن العملية العسكرية التركية ستكون تدريجية وليست دفعة واحدة، حيث ستركز في مراحلها الأولى على وقف حالة الانهيار الحاصلة على جبهات القتال، ثم دعم فصائل الجيش الوطني السوري بهجمات معاكسة بهدف استرداد مواقع استراتيجية، وتتصاعد مع الوقت ويتسع نطاقها الجغرافي بحسب الأجواء السياسية، إلا أن هدفها النهائي الذي تم تحديده هو فك الحصار عن نقاط المراقبة التركية، وإرغام قوات الأسد على الانسحاب إلى حدود اتفاق "سوتشي".

ويبقى التحدي الأبرز في مواجهة التحركات التركية، هو الموقف الروسي الذي يبدو حتى هذه اللحظة صلباً وغير قابل للتحييد.