icon
التغطية الحية

ماذا تخطط إدارة ترامب في زيارة وزير خارجيتها إلى الجولان؟

2020.11.20 | 19:12 دمشق

1229669656.jpeg
زيارة بومبيو إلى الجولان المحتل - (انترنت)
اسطنبول - حسام جمّال
+A
حجم الخط
-A

عُرفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالجرأة في التعامل مع الملف السوري مقارنة بإدارة سلفه باراك أوباما، حيث نفذت واشنطن في عهده ضربات عسكرية، وفرضت عقوبات واسعة شملت نظام الأسد والدائرة الضيقة المحيطة به، فضلاً عن الميليشيات الداعمة له.

ويعد قصف مطار الشعيرات التابع للنظام في ريف حمص عام 2017   بـ 59 صاروخ "كروز"، أول هجوم انفرادي للولايات المتحدة على مواقع للنظام، وذلك "لمنع وردع انتشار الأسلحة الكيماوية واستخدامها ضد المدنيين من قبل النظام"، وفق ما صرح به ترامب حينذاك، الأمر الذي أعطى أملاً بأن تكون نهاية نظام الأسد في عهده.

هذا الأمل قضى عليه ترامب حين أعلن أن رحيل بشار الأسد عن السلطة لم يعد من أولوياتها، وأنها ستعمل على إيجاد حل سياسي طويل الأمد للنزاع السوري.

وعقب خسارة ترامب، غير المعلنة بعد، في الانتخابات الرئاسة الأميركية أمام منافسه بايدن، أعلن ترامب عن إقالة وزير دفاعه مارك إسبر، وعين عوضاً عنه مدير المركز الوطني لمحاربة الإرهاب كريستوفر ميلر حيث أصبح وزيرا للدفاع بالوكالة، هذا التعيين قرأه موقع "أكسيوس" على أنه "بداية السير باتجاه وجهة نظر ترامب لسحب القوات الأميركية من سوريا".

اقرأ أيضاً: ترامب يشير لفوز بايدن لأول مرة.. ويؤكد أنه لن يعترف بالنتائج

تحركات إدارة ترامب تصب في مصلحة نتنياهو

وفي سابقة هي الأولى من نوعها، زار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس الخميس، هضبة الجولان السورية المحتلة، والتي تعد الأولى لوزير أميركي، حيث قال بومبيو أنه "لايمكننا الوقوف في الجولان وإنكار أمر أساسي أن ترامب اعترف بأن هذا الجزء من إسرائيل".

هذه الزيارة وصفها الباحث في "المركز العربي للدارسات"، الدكتور رضوان زيادة، في حديثه مع موقع تلفزيون سوريا أن "بومبيو يريد أن يظهر وفاءه لإسرائيل حتى في أكثر الحالات يمينية، وهو ما يصب في مصلحة نتنياهو".

في حين أكد رئيس الوفد المشترك باجتماعات اللجنة الدستورية، الدكتور يحيى العريضي، لموقع تلفزيون سوريا أن "إدارة ترامب في عزها وثباتها التي لا يتحداها أحد في البيت الأبيض لم تكن جدية التحركات بهذا الشكل، والآن خلال هذه الفترة الانتقالية وعدم ثبات حالة ترامب وبايدن في الرئاسة الأميركية، فهذه التحركات ما هي إلا محاولة لإثبات الوجود".

ووقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في آذار من العام الماضي إعلان اعتراف بلده بسيادة إسرائيل الكاملة على مرتفعات الجولان، التي احتلتها إسرائيل في العام 1967، وضمتها إليها في 1981، في حين لم يعترف به المجتمع الدولي.

زيارة بومبيو إلى الجولان استفزازية

ويرى العريضي أن ترامب يعمل على "فرض أمر واقع على إدارة بايدن بالتعامل مع مستقبل المنطقة وسوريا" وذلك من خلال التحركات الأخيرة لإدارة ترامب وزيارة بومبيو للجولان المحتل، مضيفاً أنه "ربما يكون للزيارة أبعاد سياسية مستقبلية على الإدارة القادمة".

وأضاف العريضي أن "حال ترامب كحال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نـتنياهو، وبموافقة ترامب على سيادة إسرائيل على الجولان عبر اليمين الإسرائيلي المتحكم الآن، ماهو إلا تثبيت لهذه الإجراء غير القانوني بالنسبة للإدارة الأميركية"، والذي يخالف قرار الأمم المتحدة عام 1981 باعتبار قرار إسرائيل بضم الجولان "عاطلا وباطلا"

اقرأ أيضأ: من مرتفعات الجولان المحتل.. بومبيو يعاين سوريا عن كثب (صور)

وأعتبر زيادة زيارة بوميو إلى الجولان "مستفزة بشكل كبير لا سيما أنها تحاول إعطاء شرعية لوضع احتلال غير قانوني بالمعيار الدولي، ولا تستطيع إدارة ترامب جعله قانونيا عبر ما يسمى أمر تنفيذي".

هل يفرض ترامب أمراً واقعاً على إدارة بايدن؟

من جانب آخر، زادت إدارة ترامب من العقوبات التي تفرضها على إيران، حيث فرضت الولايات المتحدة نهاية تشرين الأول، عقوبات على السفير الإيراني في العراق، إيراج مسجدي، القيادي الرفيع في ميليشيا "فيلق القدس"، بالإضافة إلى عقوبات فرضتها على أشخاص وشركات على علاقة بالنظام الإيراني.

وعن زيادة ترامب من وتيرة فرض العقوبات على إيران، يرى العريضي أن ترامب يهدف من خلال هذه العقوبات إلى "إلزام بايدن في حال تسلمه الرئاسة بوقائع لايستطيع التنصل منها، ولكي تستمر سياسته بالضغط على إيران".

وفرضت وزارة الخزانة الأميركية الشهر الجاري، عقوبات جديدة تستهدف المرشد الإيراني علي خامنئي، إضافة إلى عشرات الكيانات والشخصيات الإيرانية على رأسهم وزير الاستخبارات والأمن محمود علوي.

هل يسحب ترامب قوات بلاده من سوريا؟

وتحدثت تقارير إعلامية عن دلالة إقالة وزير الدفاع الأميركي، حيث قال موقع "أكسيوس" إن تعيين وزير الدفاع الأميركي بالوكالة، كريستوفر ميلر، للكولونيل في الجيش الأميركي دوغلاس ماكريغور في منصب مستشار أول للبنتاغون ما هو إلا دلالة لبدء سحب القوات الأميركية من سوريا.

ويعرف عن الكولونيل ماكريغور تشجيعه لسحب القوات الأميركية من الخارج، حيث صرح في مقابلة سابقة مع قناة "فوكس نيوز"، أن الولايات المتحدة الأميركية "بحاجة إلى سحب قواتها من سوريا على الفور"، مضيفاً أن "أميركا ليس لديها مصلحة وطنية هناك".

وفي هذا السياق، قال الدكتور رضوان زيادة إن "سحب القوات الأميركية من أفغانستان والعراق كان شعاراً لترامب خلال حملته الانتخابية فهو يحاول القول إنه التزم بسحب القوات من الحروب التي لا نهاية لها كما سماها".

فيما يرى العريضي أنه ليس هناك إلى الآن "قرار ثابت ونهائي لسحب القوات الأميركية من سوريا، فهناك من يتحدث عن تبديل مواضع القوات وأماكن تمركزها بأخرى".

اقرأ أيضاً: مجلة أميركية: واشنطن بحاجة لرسم سياستها تجاه سوريا

وأعلن ترامب في شباط من العام الماضي عن إبقاء 400 جندي في سوريا بعد سحب القوات الأميركية، مقسمين بين المنطقة الآمنة التي كان يجري التفاوض حولها في شمال شرقي سوريا، وبين القاعدة الأميركية في التنف قرب الحدود مع العراق والأردن.

قضية الجولان في الإدارات الأميركية السابقة

التزم رؤساء الولايات المتحدة الأميركية بقرار مجلس الأمن رقم 242 الذي أصدرته في العام 1967 القاضي بعدم وجوب الاستحواذ على الأراضي عبر الحروب وشدد القرار حينها على أن السلام العادل والشامل يبدأ بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها.

هذا القرار أصبح أساس المباحثات المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي على وجه العموم، وعلى الرغم من التقارب الأميركي الإسرائيلي التزمت الإدارات الأميركية المتلاحقة باحترامه، ولم تعلن تأييدها وشرعنتها للوجود الإسرائيلي في الجولان.

واتخذت الولايات المتحدة الأميركية موقفاً معارضاً لسياسة الأمر الواقع التي نفذتها إسرائيل عندما ضمت هضبة الجولان لسيادتها القانونية والتشريعية بالقوة عام 1981، إلا أنه رغم احتجاج الرئيس الأميركي حينذاك، رونالد ريغان، لم ينسحب الجيش الإسرائيلي من الجولان.

اقرأ أيضاً: "هذه الأرض جزء من إسرائيل"..ماذا قال أشكنازي وبومبيو عن الجولان؟

واتخذ جميع الرؤساء الذين تعاقبوا على الولايات المتحدة موقف الحياد تجاه ضم الجولان، لكن ترامب تجرأ وشرعن ضمه إلى إسرائيل والذي يعد سابقة خطيرة على مستوى أمن منطقة الشرق الأوسط.

ويؤكد الدكتور رضوان زيادة أن "إدارة اوباما كانت ترفض الاعتراف بشرعية الاحتلال الإسرائيلي في الجولان على اعتبار أنها قضية تتعلق بالقانون الدولي، فضلاً عن عدم شرعية المستوطنات".