icon
التغطية الحية

مؤسسة "سلطان العويس" الثقافية تكرّم الفائزين بجوائز دورتها الـ17

2022.03.03 | 17:43 دمشق

alghwys.jpeg
الفائزون بجائزة سلطان العويس الثقافية (موقع مؤسسة سلطان العويس)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أقامت مؤسسة "سلطان العويس" الثقافية مساء أمس الأربعاء، حفل تكريم الفائزين بجائزة الدورة الـ17 لعام 2020– 2021، وذلك في فندق (موفنبيك غراند) بدبي.

وكرّم عضو مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية عبد الغفار حسين، كلاً من الروائي السوري نبيل سليمان، والشاعر اللبناني إلياس لحود، والناقد الجزائري عبد الملك مرتاض، والمفكر المصري أحمد زايد، ومنتدى "أصيلة" من المغرب.

وحضر الحفل نخبة من المثقفين والمبدعين والصحفيين والناشرين العرب، حيث عُرض فيلم وثائقي عن الجائزة، وتلته كلمة مستشار رئيس دولة الإمارات أنور قرقاش، رئيس مجلس أمناء المؤسسة.

وقال قرقاش في كلمته: "إن الاحتفاء بهذه النخبة من المبدعين ضمن الدور السابعة عشرة لجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية إنما هو احتفاء بالعطاء والإبداع والموهبة وتكريم لشخصيات قدمت الكثير في مجالات الثقافة والفكر والعلم".

وأضاف: "لقد أكدت ‏الجائزة على دورها الريادي في رعاية والاهتمام بالمبدعين والمثقفين، لذلك سعت دائماً نحوهم أينما كانوا، وعليه نرحب بفوز كل من الشاعر إلياس لحود والروائي نبيل سليمان والناقد عبد الملك مرتاض والمفكر أحمد زايد، كما نعتز باختيار مؤسسة منتدى أصيلة لجائزة الإنجاز الثقافي والعلمي، ممثلة معنا هذه الليلة بشخص أمينها العام معالي الأخ والصديق محمد بن عيسى".

وختم قرقاش كلمته بالقول: "لقد دأبنا في مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية على مواكبة النشاط الإبداعي العربي؛ منطلقين من قيم راسخة في مجتمعنا، قيم متوارثة من الآباء المؤسسين، اللذين رأوا في الثقافة عاملاً حيوياً لبناء المجتمع وتنميته وفتح آفاق واسعة له من النهضة والتطور".

وألقى محمد بن عيسى أمين عام مؤسسة منتدى "أصيلة" الفائزة بجائزة الإنجاز الثقافي والعلمي، كلمة نيابة عن الفائزين قال فيها: "تطورت في الإمارات في غضون العقود الماضية، منظومة فاعلة للنهوض بالفكر والثقافة بمختلف تجلياتهما، تعدى إشعاعها حدود الوطن، حيث فسحت الدولة، فضلا عن إمكاناتها، المجال للخواص الغيورين على الثقافة".

ثم قرأت الروائية السورية شهلا العجيلي عضو اللجنة، تقرير تحكيم الدورة السابعة عشرة وضم حيثيات منح الجائزة لكل فائز في حقول الجائزة المختلفة:

  • أولاً حقـــلُ الشعرِ: قرّرت اللجنةُ منحَ الجائزةِ للشاعر: إليــاس لحــود؛ لمَا تتمتّعُ به تجربتهُ من ثراءٍ عريضٍ على مدى أكثرَ من نصفِ قرنٍ، ولتميّز مشروعهِ الشّعريّ من خلالِ تناولهِ لمختلِف القضايا الذّاتيّة والوطنيّة والإنسانيّة، بأُسلوب شعريّ مُتطوّر وتشكيلِ هندسيّ بنائيّ أعطىَ له حُضورًا مُتميّزًا في التّجربةِ الشعريةِ المعاصرةِ.
  • ثانيا حقل القصةِ والرواية والمسرحيةِ: قرّرت اللجنةُ منحَ الجائزةِ للروائي نبيل سليمان؛ لما تميّزت به تجربتهِ الإبداعيةِ من تنوّع وثراءٍ، وقد عبرَتْ تجربتهُ تاريخَ الثقافةِ الأدبيةِ العربيةِ لمُدةٍ قاربت الستةَ عقودٍ وعَبَّرَتْ عنها في مختلفِ مفاصلِهاَ الجماليةِ والسياسيةِ والأيديولوجيةْ، كمَا أنها عكستْ مناخاتِ تطور تجربةِ الكتابةِ السرديةِ العربيةِ بشكلٍ واضحْ.
  • ثالثا حقل الدراساتِ الأدبيةِ والنقدِ: قرّرت اللجنــةُ منحَ جائزةِ هذا الحقلِ للناقدِ عبد الملك مرتـاض؛ لمَا تتمتعُ به مؤلفاتهِ من عمقٍ وشمولٍ غطّت حُقولًا عدة في الدراساتِ الأدبيةِ؛ فمنها ما يُعالجُ ألوانًا من الأدبِ الشعبيِ كالألغازِ والأمثالِ، والميثولوجيا، وبنيةِ الشعرِ النبطيِ، وما يغطيِ دراسةَ الأدبِ العربيِ القديمْ، من فن المقامةِ، إلى المعلقاتِ السبعْ، وتحليلهِ التفكيكيِ المتميزِ لحكايةٍ من حكاياتِ ألف ليلة وليلة. وما يتعلقْ بالأدبِ العربيِ الحديثْ، شعرًا ونثرًا. وقدَّم عددًا كبيرًا من الأعمالِ المتميزةِ في نظريةِ النقدِ، ضرب فيها بسهمٍ وافرٍ في مناقشةِ النظرياتِ النقديةِ الحديثةِ مناقشةً تنسجمُ مع الثقافةِ العربيةِ، مُستفيدًا من السيميولوجيا والتفكيكِ ونظريةِ القراءةِ ونظريةِ النصْ.
  • رابعا حقلُ الدراساتِ الإنسانيةِ والمستقبليةِ: قرّرت اللجنةُ منحَ الجائزةِ إلى المفكر د. أحمـد زايــد؛ أحد أبرز عُلماءِ الاجتماعِ المعاصرين، وهو من القلائلِ الذين أسّسوا مدرسةً مصريةً عربيةً في علمِ الاجتماعْ تُعنىَ بفهمِ المشروعِ الحداثيِ ونقدِ الذاتْ. وقد تسلّح بأدواتٍ التحليلٍ السيسولوجيٍ، والاجتماعٍ السياسيٍ، من أجل بلورة رؤى ومساهماتٍ جادةٍ في إطار المدرسةٍ العربيةٍ لعلم الاجتماع. اتضحَ ذلك من خلالِ أعمالهِ، تأليفًا وترجمةً، وكذا المشروعاتِ الميدانيةِ التي أشّرف عليها. وانشغلَ بتجديدِ الخطاب الديني، وبقضايا الطبقة الوسطى من خلال تقديمهِ قراءةً واعيةً لمفهومِ رأس المال الاجتماعيِ. ويظهر أُسلوب الكتابةِ الموسوعيةِ عند أحمد زايد في مناقشتهِ لقضايا الأسُرةِ والطفلِ والعنفِ والتنشئةِ الاجتماعيةِ بالإضافةِ إلى نقدِ المشروعِ الحداثيِ وطرح بعض القضايا الاجتماعيةِ المرتبطةِ به.
  • وأكد بيان مجلس الأمناء بشأن الفائز بجائزة الإنجاز الثقافي والعلمي، والذي تلته عضو مجلس الأمناء فاطمة الصايغ أن لـ "مؤسسةِ منتدى أصيلة بُعداً اجتماعياً وإنسانياً في أنشطتها، فهيَ تعملُ على إعدادِ مدارس نموذجيةِ وتوفيرِ منحِ دراسيةِ ودارِ للتضامُنِ لإيواءِ العجزةِ وكبارِ السنِ، وتُشرفُ أيضاً على مشروعٍ لإنجازِ نحو 900 وحدةِ سكنيةِ مخصصةِ لإيواءِ سُكانِ دورِ الصفيح، فضلاً عن المتاحفِ والمسارحِ وغيرها من المشاريعِ الإنتاجيةِ. ويُعدُ مهرجانَ موسمِ أصيلة الثقافيِ الدوليِ الذي يُقام بمدينةِ أصيلة المغربيةِ من أهم أشكالِ الجذبِ السياحيِ للمدينة، ويشتملُ على جميعِ المجالاتِ كالأدبِ والموسيقى وفنونِ الرسمِ والنحتِ، وتتحولُ المدينةُ خلالَ هذا المهرجانِ إلى معرضٍ فنيِ مفتوحِ يستقطبُ الزوّارَ والمبدعينَ والأدباءَ من شتّىَ أنحاءِ العالمِ، كما تستضيفُ خلالهُ إحدىَ الدولِ كضيفِ شرفٍ، ويجتمعُ في فضاءِ ثقافيِ واحدِ الكُتّابُ والنقادُ والفرقُ الموسيقيةُ والفنانونُ والإعلاميونَ وغيرهم من المبدعين.

بعد ذلك، صعد المكرمون إلى منصة المسرح حيث قدمت لهم الدروع التذكارية، وحصل كل فائز على مبلغ 120 ألف دولار أميركي وعلى ميدالية ذهبية حملت على وجهها الأول اسم الفائز، وعلى الوجه الأخر شعار الجائزة وهي مصنوعة من الذهب النقي (22 قيراط)، ودرع كريستالية فاخرة فضلا عن شهادة فنية قيمة مكتوبة بخط يد عربي منوع بين الكوفي المربع والديواني والنسخ والديواني الجلي تشتمل مفردات الفوز.

وبلغ عدد الفائزين بالجائزة في مجمل دواراتها 101 فائز، وعدد محكميها 184 محكماً، و84 استشارياً. وهي تمثل واحدة من أرسخ الجوائز العربية حضورا وأكثرها حرصا على الشفافية والنزاهة واعتمادا على المعايير العلمية الدقيقة، وبلغ العدد الإجمالي للمرشحين في جميع حقول الدورة الحالية 1847 مرشحاً منهم 321 مرشحاً في حقل الشعر، و480 مرشحاً في حقل القصة والرواية والمسرحية، و285 مرشحاً في حقل الدراسات الأدبية والنقد، و480 مرشحاً في الدراسات الإنسانية والمستقبلية، و265 مرشحاً في حقل الإنجاز الثقافي والعلمي.