icon
التغطية الحية

مؤتمر روسيا للاجئين في دمشق.. قفزة جديدة فوق المجتمع الدولي

2020.11.07 | 14:21 دمشق

آخر تحديث: 23.05.2023 | 12:33 دمشق

photo_2020-07-29_20-07-42.jpg
رأس النظام بشار الأسد خلال استقباله الوفد الروسي نهاية تشرين الأول الماضي - سانا
+A
حجم الخط
-A

لم تتراجع روسيا ومعها نظام الأسد عن عقد المؤتمر الدولي للاجئين في دمشق الأسبوع القادم. وبعد أن تجاوزت خطوات التسوية السياسية للأزمة السورية، وفق ما نصت عليه القرارات الدولية، حين فرضت "الدستور" أولا، تتجه الدبلوماسية الروسية، عبر مؤتمر اللاجئين، نحو تجاوز جديد لخطوات التسوية، وفرض ملف اللاجئين على المجتمع الدولي. ويرى خبراء روس أن المؤتمر لن يكون أكثر من "استعراض" للقول إن "روسيا تولي أهمية لهذا الملف الإنساني، بينما يقف الآخرون مكتوفي الأيدي".

وكانت ماريا زاخاروفا، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، قالت خلال مؤتمرها الصحفي مطلع الأسبوع، إن "التحضيرات للمؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والنازحين السوريين، قد دخلت مرحلتها الأخيرة"، وأعادت إلى الأذهان أن المؤتمر سينعقد في دمشق يومي 11-12 تشرين الثاني الحالي.

وتعمّدت زاخاروفا التنويه إلى أن "روسيا كما تعلمون منخرطة بنشاط في هذا العمل"، ومن ثم دعت جميع الدول المهتمة، وكذلك وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، والمنظمات الدولية غير الحكومية إلى "الرد الإيجابي على الدعوة التي وجهها الجانب السوري"، والمشاركة في المؤتمر الذي وصفته "منتدى إنساني مهم".

اقرأ أيضاً: روسيا تبدأ بتوجيه دعوات للمنظمات الدولية لحضور مؤتمر اللاجئين

ويعكس الإصرار على عقد هذا المؤتمر "الانتقائية" التي تتبعها روسيا في التعاطي مع عملية التسوية السياسية للأزمة السورية. إذ تتجاهل الخطوات الرئيسية في تلك العملية، والتي تم وضعها بصيغة واضحة ووفق ترتيب محدد في القرارات الدولية، وفي نص "بيان جنيف1"، وتركز في الوقت ذاته على خطوات أخرى؛ أشارت لها القرارات الدولية، ولا يمكن في الواقع تجاهل أهميتها، إلا أن المضي بها يتطلب تهيئة ظروف محددة، وذلك عبر تنفيذ تام للخطوات ذات الأولوية، أي الرئيسية التي تتجاهلها روسيا.

ولم تخرج زاخاروفا عن هذا النهج، إذ كانت حريصة في تصريحاتها على منح هذا المؤتمر "مظلة دولة"، وإدراجه ضمن التسوية السياسية بموجب القرار الدولي 2254، حين أشارت، وفق ما نقلت عنها وكالة "تاس" إلى أن "قضية اللاجئين والنازحين وعودتهم إلى ديارهم، تحظى بمكانة مهمة في قرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي يشكل الأساس القانوني الدولي لدفع التسوية الشاملة للأزمة السورية".

اقرأ أيضاً: محاولة روسية ثانية لعقد مؤتمر عن لاجئي سوريا.. ما هدفها؟

في الواقع فإن القرار 2254 يتناول بالفعل ملف عودة اللاجئين والنازحين، إلا أن الإشارة له في نص القرار، في صيغته باللغتين العربية والروسية، كما جاء على الموقع الرسمي للأمم المتحدة، جاءت في الفقرة الأخيرة، وذلك ليس تقليلا من أهمية قضية إنسانية كهذه، بل لأن مثل هذه الخطوة تتطلب تهيئة ظروف مناسبة، توافق المجتمع الدولي حول آليات توفيرها،، وأقرها ضمن فقرات رئيسية في نص القرار ذاته.

وفي موضوع اللاجئين جاء في الفقرة 14 من القرار 2254: "يؤكد (مجلس الأمن الدولي) الحاجة الماسة إلى تهيئة الظروف المواتية للعودة الآمنة والطوعية للاجئين والنازحين داخليا إلى مناطقهم الأصيلة...". لكن قبل ذلك هناك قضايا غاية في الأهمية يجب تنفيذها ونصت عليها الفقرات السابقة من القرار 2254، وفي مقدمتها "تنفيذ بيان جنيف كأساس لانتقال سياسي"، و "تشكيل حكم ذي مصداقية يشمل الجميع ولا يقوم على الطائفية"، و "صياغة دستور جديد"، تجري بموجبه "انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة...".

إلا أن روسيا تجاهلت كل تلك الفقرات، وقفزت عنها أول مرة حين ركزت على "صياغة الدستور"، والآن "تقفز" مباشرة نحو الفقرة الأخيرة وتصر على "إعادة اللاجئين"، دون تحقيق تقدم حتى في مسار "اللجنة الدستورية" التي بادرت إلى تشكيلها عبر إطار "ثلاثي أستانة".

اقرأ أيضاً: موسكو: مؤتمر اللاجئين إنساني بحت ولا يهدف لترسيخ شرعية النظام

ومع إصرار المجتمع الدولي على أن الظروف غير مناسبة بعد لبحث ملف عودة اللاجئين، وعدم إعلان اي دولة أو منظمة موافقتها على المشاركة في مؤتمر دمشق، تبقى غير واضحة الأهداف التي تسعى روسيا إلى تحقيقها عبر الدعوة إلى فعالية كهذه محكوم عليها بالفشل قبل انعقادها.

في هذا الشأن يرى الخبير الروسي كيريل سيمينوف، عضو المجلس الروسي للشؤون الدولية أن "الغرض من المؤتمر القول إن جهودا ما تُبذل في هذا الاتجاه"، وعبر عن قناعته في حديث لموقع "تلفزيون سوريا" بأن "هذا المؤتمر سيكون بمثابة ستار يحجب خلفه فشل خطة إعادة اللاجئين برمتها"، في إشارة منه إلى المساعي التي تبذلها روسيا منذ عام 2017 لإعادة اللاجئين السوريين.

وحول النتائج المتوقعة قال إن "بعض الشخصيات البارزة، مثل شيوخ عشائر أو رجال أعمال سيتم إقناعهم بالعودة إلى سوريا لإظهارهم كأمثلة، وحتى يوجهوا نداءات للآخرين بالعودة"، لافتا في الختام إلى أن النتائج "لن تذهب أبعد من ذلك"، وأنه بكل الأحوال سيشكل انعقاد المؤتمر فرصة للقول إن "روسيا تعمل بنشاط على هذه القضية، بينما يقف الآخرون مكتوفي الأيدي".

 

 

اقرأ أيضاً: مؤتمر بوتين للاجئين السوريين