قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن القادة اللبنانيين لم يلتزموا بتعهداتهم التي قطعوها أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مهدداً بتشديد العقوبات على معرقلي تشكيل الحكومة.
وكان ماكرون أعلن عن "مبادرة" لتشكيل حكومة جديدة في لبنان، عقب يومين من انفجار مرفأ بيروت في 4 من آب 2020، غير أنها لم تلق نجاحا.
كلام لودريان نقلته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية خلال لقاء صحفي قبيل مغادرته لبنان بعد زيارة استمرت يومين التقى خلالها مسؤولين لبنانيين، لكن الزيارة خيمت عليها أجواء سلبية، ومقاطعة من بعض الأحزاب والمجموعات المعارضة.
وأضاف وزير خارجية فرنسا أن "لقاءاته مع رئيس البلاد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري كانت من منطلق ما يمثلون دستوريا وليس المحاباة"، مشيرا إلى أن "العقوبات التي أُعلنت ليست إلا بداية الطريق في مسار عقوبات مشددة".
وبالتزامن مع زيارة المسؤول الفرنسي إلى لبنان، كانت باريس أكدت الخميس اتخاذها عقوبات بحق "شخصيات لبنانية متورطة في العرقلة السياسية لمسار تشكيل الحكومة والفساد" (دون أن تحددها) ومن بينها منعهم دخول الأراضي الفرنسية.
وخيمت الأجواء السلبية على مجمل لقاءات لودريان في لبنان، سواء مع المسؤولين أم مع مجموعات وأحزاب المعارضة.
ونقلت صحيفة "الأنباء" الإلكترونية اللبنانية، الجمعة، عن عضو كتلة "المستقبل" (يترأسها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري) النائب نزيه نجم قوله إن "الهدف من زيارة لودريان إبلاغ الرئيسين عون وبري أنه فشل معهم كدولة".
وكانت صحيفة "المدن" الإلكترونية ذكرت الخميس أن نحو 14 مجموعة سياسية رفضت المشاركة في لقاء مع لودريان، مشيرة إلى أن "بعض المجموعات بررت عدم المشاركة بأن فرنسا دولة استعمارية".
وكانت وسائل إعلام لبنانية، ذكرت أن لودريان التقى في وقت سابق الخميس ببيروت، أحزاباً ومجموعاتٍ معارضةً (لم تحددها)، حول الأزمة السياسية في البلاد، بناءً على دعوة وُجهت إليهم من السفارة الفرنسية في بيروت.
ومن بين مقاطعي لقاء الوزير الفرنسي، حزب "التنظيم الشعبي الناصري" وحزب "الشيوعي اللبناني" وحركة "مواطنون ومواطنات في دولة"، ومجموعات مدنية أخرى.
واعتذر الحزب "الشيوعي"، في بيان، عن لقاء الوزير الفرنسي، مؤكدا رفضه لـ"محاولات إعادة تعويم النظام السياسي الطائفي الحالي".
وتسعى فرنسا إلى لعب دور في حل أزمة لبنان السياسية، فيما يتهمها مراقبون بأنها تسعى إلى تعزيز نفوذها في البلاد خدمة لمصالحها.
وجراء خلافات سياسية بين الحريري وعون، يعجز لبنان عن تشكيل حكومة، منذ استقالة حكومة حسان دياب، بعد 6 أيام من الانفجار الكارثي في مرفأ العاصمة، والذي أسفر عن سقوط أكثر من 200 قتيل و4000 جريح.
ومنذ أكثر من عام، يعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ نهاية الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية، بينها فرنسا.