icon
التغطية الحية

لماذا يرفض السوريون تلقي لقاح كورونا؟

2021.12.29 | 05:09 دمشق

269889624_217268777247773_3008741233535774535_n.jpg
التطعيم بلقاح كورونا في أحد جوامع دمشق (وزارة الصحة بحكومة النظام السوري)
دمشق - جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

بعد فشل النظام السوري في إقناع السوريين بالتطعيم ضد كورونا، لجأ أخيراً إلى تشجيع الناس من خلال الجوامع، وإلى منع دخول المراجعين إلى مؤسساته من دون إبراز وثيقة أخذ اللقاح.

وعقب انتهاء صلاة يوم الجمعة الفائت خصصت وزارة الصحة التابعة للنظام فرقاً جوالة مجهزة بكل مستلزمات التطعيم أمام عدد من جوامع دمشق لإعطاء اللقاح للمصلين.

وفي وقت سابق، أصدرت محافظات دمشق وريفها، وحماة، ودرعا، وطرطوس، إضافة إلى عدة وزارات تعاميم تمنع دخول المراجعين إلى الدوائر والمؤسسات وشركات القطاع العام والهيئات والمصارف ومجالس المدن والبلديات، من دون وثيقة أخذ لقـاح.

وأعرب سكان في دمشق عن تخوفهم من تلقي لقاح كورونا لأسباب عديدة منها تسببه بالجلطات والعقم وغيرها من الأمراض والآأثار الجانبية التي رافقت اللقاح منذ الإعلان عنه.

وأثارت قرارات النظام بفرض الحصول على اللقاح للراغبين بالدخول للمؤسسات الحكومية على اختلاف طبيعة عملها استياءً لدى سكان في دمشق وريفها وسط تجاهل النظام لمطالبهم في تأمين أدنى مستوى من الاحتياجات المعيشية. 

مشايخ تدعو للقاح

وبعد أكثر من ثمانية أشهر على بدء حكومة النظام بتلقيح كوادرها الصحية ثم إطلاق حملات تلقيح لجميع الراغبين من السكان الذين لم تتجاوز نسبة من تلقح منهم الـ 5 في المئة، لجأ النظام إلى حشد الناس للتقليح بعد خروجهم من صلاة الجمعة. 

ودعا أحد مشايخ الجامع الأموي بدمشق ويدعى (محمد عارف العسلي) إلى أهمية أخذ اللقاح من قبل الجميع مضيفاً أن "اللقاح أمر ضروري من أجل وطن خالٍ من الأمراض".

ويقول معتز (31 عاماً) وهو ممرض في أحد مراكز التطعيم بدمشق لموقع تلفزيون سوريا "لا يزال الإقبال على التطعيم ضد كورونا في حدوده الدنيا"، مشيراً إلى أنه مع فرض النظام التطعيم الإجباري عبر منع دخول الناس لمؤسساته سيضطر كثير من السوريين إلى أخذه كي يتمكنوا من تسيير أمورهم. 

ويذكر الممرض أن أكثر من يأخذ اللقاح اليوم هم من فئة الناس المغادرين للبلاد بقصد الهجرة أو السياحة والعمل، ويتساءل إن كان النظام يستطيع فرض اللقاح عبر مؤسساته، فهل سيتمكن من منع الناس من استخدام المواصلات العامة من دون لقاح؟ 

واستهجن كثير من السوريين فرض اللقاح على مراجعي مؤسسات النظام في ظل انتشار طوابير الناس أمام الأفران وفي باصات شركات النقل الداخلي من دون أدنى مراعاة لقواعد التباعد. 

وقال علاء (60 عاماً) وهو أحد مرتادي جوامع دمشق لموقع تلفزيون سوريا: "أُصلي في الجامع يومياً، ولكني لم أتلق اللقاح حتى اليوم ولا أفكر بذلك". مضيفاً أن المصلين في صلاة الجمعة الفائتة بعد اللقاح كانوا يتداولون عبارة "جرعة مباركة". 

وفي نهاية شهر تشرين الأول أكد عصام الأمين المدير العام لمشفى "المواساة" الجامعي بدمشق أن "هناك تردداً في تلقي اللقاح المضاد لكورونا، إذ لا يتجاوز عدد الملقحين في سوريا الـ 440 ألف شخص، وهؤلاء نسبة بسيطة من عدد السكان".

تطعيم إجباري

وأفاد محمد المنير (33 عاماً) وهو موظف حكومي لموقع تلفزيون سوريا بأنه "بدلاً من سعي النظام لجعل مناطق سيطرته مُلقحة كان الأجدى به جعلها خالية من الجوع والفقر والازدحام والفساد". مؤكداً أنه لن يأخذ اللقاح إلا في حالة واحدة وهي سفره خارج البلاد. 

وبرر المنير عدم تلقيه اللقاح حتى اليوم بالقول "لا أحد يعرف مكونات اللقاح سواء كان روسياً أم صينياً وهما الأكثر استخداماً في سوريا، فضلاً عن انعدام ثقتي بالنظام الصحي الحالي المتهالك". 

وذكر أنه كان يتمنى على وزير الصحة بدلاً من إطلاقه حملات تلقيح عشوائية، أن يخرج على الإعلام ويشرح للناس ماهية تلك اللقاحات وتأثيراتها الجانبية. 

أما حازم (55 عاماً) وهو أب لخمسة أولاد، فقال لموقع تلفزيون سوريا "لن آخذ اللقاح مهما فعلوا، وبالنسبة لصالات السورية للتجارة أستطيع الحصول على المواد المدعومة من خلال إرسال ولدي وعمره أقل من 18 عاماً كي يأخذ مستحقاتنا الشهرية". 

وبرر حازم رفضه للقاح بحجة وفاة عدد من جيرانه ممن تلقوا الجرعات بجلطات قلبية وهم في سن الشباب من دون قيام وزارة صحة النظام بالتعليق على هذا الأمر. مبيناً أن مراكز التطعيم توقع الشخص على تعهد خطي "بأنه مسؤول عن نتائج التلقيح". 

ورغم تخصيص النظام السوري مراكز عديدة لتلقي التطعيم وقيامه بحملات لقاح جوالة وتسهيل إجراءات الحصول على اللقاح، فإن الغالبية العظمى من سكان مناطق سيطرته لا تزال ترفض أخذ اللقاح لعدم ثقتها بمنظومة القطاع الصحي وفقاً لعدد من السكان التقاهم تلفزيون سوريا.