icon
التغطية الحية

لماذا أعلنت روسيا عن هدنة في إدلب؟

2020.01.10 | 12:07 دمشق

w1240-p16x9-ok-1.jpg
تلفزيون سوريا - فراس فحام
+A
حجم الخط
-A

أعلنت قاعدة "حميميم" التي تدير العمليات العسكرية الروسية في سوريا عن بدء العمل بنظام وقف إطلاق النار في منطقة إدلب، وأكدت بأنه تم بموجب اتفاق بين موسكو وأنقرة.

ونقلت وكالة "سبوتنيك" الشبه رسمية عن اللواء " يوري بورينكوف" مدير قاعدة "حميميم" أن وقف إطلاق النار أصبح سارياً اعتباراً من الساعة 14.00 ظهراً من يوم الخميس 9 من كانون الثاني / يناير 2019.

وجاء في بيان الجنرال الروسي:" مركز المصالحة الروسية يدعو قادة التشكيلات غير الشرعية إلى التخلي عن الاستفزازات بالسلاح وسلوك سبيل التسوية السلمية للأوضاع في مناطق سيطرتهم".

وكان من المفترض أن يتم الإعلان عن الهدنة يوم السبت 11 من كانون الثاني / يناير بشكل مشترك بين روسيا وتركيا، إلا أن روسيا استبقت الموعد وأعلنت عنها قبل يومين وبشكل منفرد، الأمر الذي وضع علامات استفهام حول الغاية من هذه الخطوة.

الموقف التركي

تتمسك تركيا بموقفها الرافض لاستعادة نظام الأسد السيطرة على محافظة إدلب، ولوحت مؤخراً بوقف تنسيقها المشترك مع روسيا في حال أصرت الأخيرة على الحل العسكري في إدلب.

واستبقت الرئاسة التركية زيارة الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" إلى أنقرة، حيث أكدت في تصريحات للناطق باسمها "إبراهيم كالن" في السابع من الشهر الجاري بأن نظام الأسد "فقد صفة القائد الذي سينقل سوريا إلى مستقبل ديمقراطي تعددي يسوده السلام"، مؤكداً أن النظام المدعوم من روسيا يرتكب المجازر ضد المدنيين، وهو أمر مخالف للقوانيين الدولية وللاتفاق مع روسيا.

واختارت أنقرة توقيتاً بالغ الأهمية لتوجه اتهامها لروسيا بأنها تدعم مجازر النظام، والتأكيد مجدداً على فقدان نظام الأسد لقدرته على حكم البلاد، حيث صدرت التصريحات التركية عشية وصول الرئيس الروسي إلى تركيا من أجل افتتاح مشروع "السيل التركي" لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا، والذي يعتبر مشروعاً بالغ الأهمية بالنسبة لموسكو الباحثة عن قناة عبور جديدة بديلة عن أوكرانيا من أجل نقله باتجاه الأراضي الأوروبية.

ورفضت أنقرة الشهر الماضي عرضاً روسياً ينص على عودة مؤسسات النظام إلى إدلب، وانسحاب فصائل المعارضة السورية من المدن الرئيسية المحيطة بالطرقات الدولية التي تصل بين حلب ودمشق، و حلب واللاذقية، مقابل إيقاف الحملة العسكرية على إدلب، وتمسكت بتطبيق تفاهم "سوتشي".

ويبدو أن الرد التركي على العرض الروسي كان ميدانياً عن طريق هجوم نفذته فصائل المعارضة السورية على مواقع لقوات الأسد المدعومة من روسيا جنوب شرق إدلب في الثامن من كانون الثاني / يناير الحالي، وتمكنت الفصائل خلاله من السيطرة على عدة قرى وقتل وجرح أكثر من 60 ضابطاً وعنصراً من قوات الأسد، وذلك بالتزامن مع زيارة الرئيس الروسي إلى تركيا.

معارضة أميركية لسيطرة روسيا على إدلب

أفاد مصدر في المعارضة السورية لموقع تلفزيون سوريا أن الولايات المتحدة الأميركية تعارض سيطرة روسيا على محافظة إدلب، لأن صانع القرار الأميركي يرغب بعدم فسح المجال لروسيا لفرض رؤيتها الخاصة بما يتعلق في سوريا.

وأكد المصدر أن واشنطن أرسلت رسائل واضحة بهذا الخصوص من خلال تمرير بعض شحنات السلاح إلى المعارضة السورية، والتي تضمنت بالدرجة الأولى صواريخَ مضادة للدروع، الأمر الذي انعكس على الميدان بشكل ملحوظ مؤخراً.

ووصل المبعوث الأمريكي الخاص بسوريا "جيمس جيفري" يوم أمس الخميس إلى العاصمة التركية، ومن المقرر أن يلتقي وفداً من الائتلاف السوري المعارض لبحث الجهود المشتركة المتعلقة بتنفيذ القرار الدولي 2254، المتضمن تشكيل هيئة حكم انتقالي تتولى كتابة دستور سوري، وتمهد لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.

وكانت السفارة الأمريكية في دمشق أصدرت بياناً في السابع من الشهر الحالي أكدت فيه أن روسيا وإيران ونظام الأسد يرتكبون المجازر في سوريا، ودعمت من خلاله الجهود التركية لوقف العنف في إدلب، وطالبت "بوتين" الاستماع إلى أردوغان خلال الاجتماع المرتقب بينهما، مشيرةً إلى أن الولايات المتحدة تراقب الوضع عن قرب.

هل ستوقف روسيا العمليات العسكرية؟

واصل نظام الأسد المدعوم من روسيا عملية نقل العتاد والمقاتلين من جبهات ريف اللاذقية وجنوب شرق إدلب باتجاه ضواحي حلب الغربية.

وأكدت مراصد عسكرية لموقع تلفزيون سوريا أن قرابة 2000 مقاتل يتبعون للفرقة الرابعة والفرقة 25 والفرقة السادسة تمركزوا في ثكنة الملهب بمدينة حلب، وفي ضاحيتي حلب الجديدة و منيان، بالإضافة إلى نصب مدافع وراجمات الصواريخ في كل من الأكاديمية العسكرية غربي حلب، والكلية الحربية في منطقة الراموسة.

ومن المرجح أن تشن قوات الأسد بدعم روسي عملية عسكرية محدودة تستهدف تأمين مدينة حلب، وتتركز على مناطق خان العسل والراشدين والمنصورة، وبذلك تستمر بالقضم التدريجي للمنطقة العازلة وتتجنب استفزاز الموقف الدولي الرافض لاستمرار العنف في إدلب عن طريق إعلان وقف إطلاق النار ثم تنفيذ عملية محدودة في منطقة ذات كثافة سكانية غير عالية.

وتسعى روسيا من خلال هذا التكتيك إلى إظهار عملياتها العسكرية على أنها مدروسة، وأن هدفها تدعيم المسار السياسي، وأنها لا تركز سوى على "التنظيمات الإرهابية".

ولا تزال البنود والتفاصيل حول الهدنة الجديدة غير واضحة، الأمر الذي سيستدعي اجتماعات ولقاءات مكثفة بين اللجان العسكرية الروسية والتركية المختصة لبحث تفاصيلها، والبنود المتوافق عليها من أجل تنفيذ مذكرة " سوتشي".