
تواصلت الاحتجاجات لليوم الثاني على التوالي، في الجنوب السوري، حيث خرج الأهالي وطلاب المدارس في عدة مظاهرات رفضاً لتصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول المنطقة.
وذكرت شبكة "السويداء 24" الإخبارية المحلية، اليوم الثلاثاء، أن المئات تجمعوا في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، تأكيداً على رفضهم التصريحات الإسرائيلية، وهتفوا: "تربة وطنا ما نبيعا بالذهب"، كما رددوا أهازيج تؤكد وحدة البلاد ورفض أي تدخل خارجي.
وقال مراسل تلفزيون سوريا إن طلاب المدارس في ريف القنيطرة الجنوبي خرجوا في مظاهرة في بلدة الرفيد رفضاً لتصريحات نتنياهو. كذلك، حمل مشاركون في مظاهرة خرجت في بلدة خان أرنبة لافتات كتب عليها: "نتنياهو، احلم فالأحلام ما عليها جمارك.. سوريا حرة"، وأيضاً "الجولان عربية.. الجولان لنا".
وفي ريف درعا الغربي، خرج أبناء قرية مساكن جلين وبلدة تسيل في مظاهرتين هتفوا فيهما لوحدة الأراضي السورية ورفعوا العلم السوري. كما نظم العشرات وقفة احتجاجية في ساحة 18 آذار في مدينة درعا، وسط انتشار عناصر الأمن الداخلي لتأمين الاحتجاجات.
وأمس، نظم المئات مظاهرات في بلدة خان أرنبة ومدينة القنيطرة، إلى جانب مدينتي نوى وبصرى الشام ومناطق أخرى في درعا، بالإضافة إلى مدينة السويداء، حيث شدد المتظاهرون على رفضهم التصريحات الإسرائيلية وتمسكهم بوحدة الأراضي السورية.
وكان ناشطون في درعا والقنيطرة والسويداء قد أطلقوا دعوات لتنظيم مظاهرات ووقفات احتجاجية رفضاً لتصريحات نتنياهو. وفي السياق ذاته، تستعد كبرى الفصائل في السويداء لعقد اجتماع طارئ موسع، اليوم الإثنين، في إطار التعبير عن رفضها لهذه التصريحات التي فجّرت موجة غضب واسعة في الجنوب السوري.
التصريحات الإسرائيلية
وكان نتنياهو قد صرّح بأن الإطاحة برئيس النظام المخلوع، بشار الأسد، في 8 كانون الأول الماضي لم تكن في صالح إسرائيل. كما طالب، أمس، بإخلاء الجنوب السوري من القوات العسكرية التابعة للنظام الجديد، مؤكداً أن إسرائيل لن تسمح لقوات هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد بالوصول إلى المناطق الواقعة جنوبي دمشق. وأضاف أن إسرائيل ملتزمة بحماية الدروز في الجنوب السوري.
في المقابل، رفض الشيخ سليمان عبد الباقي، قائد تجمع "أحرار جبل العرب" في السويداء، أي تدخل خارجي في شؤون المحافظة، مشدداً على تمسكها بـ"الهوية السورية"، ورافضاً أي محاولات لتقسيم البلاد أو تغيير تركيبتها السكانية.
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، وإثر الإطاحة ببشار الأسد احتلت مساحات واسعة من المنطقة العازلة مع سوريا، ودمرت بغارات جوية مواقع ومعدات عسكرية وذخائر للجيش السوري.