icon
التغطية الحية

للضغط على تركيا.. بايدن يعتزم الاعتراف بـ "الإبادة الأرمنية"

2021.04.24 | 14:52 دمشق

2021-04-23t115707z_1761899867_rc2n1n9orfpf_rtrmadp_3_russia-usa-apps.jpg
الرئيس الأميركي جو بايدن ـ رويترز
إسطنبول ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أن واشنطن ستعترف اليوم السبت بـ"إبادة الأرمن" المزعومة، في حين تتحدث تركيا عن مجازر متبادلة وقعت عام 1915 خلال الحرب العالمية الأولى.

جاء ذلك في تصريحات لمتحدث الخارجية نيد برايس، بشأن الذكرى السنوية لأحداث 1915 التي توافق 24 من نيسان، خلال الموجز الصحفي اليومي للوزارة.

وقال برايس: "الخارجية الأميركية تؤكد الاعتراف المتوقع السبت بشأن الإبادة الجماعية للأرمن".

وقبل الاعتراف الأميركي الذي يُعد ورقة ضغط قوية ضد تركيا، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن في أول اتصال مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان حرصه على علاقة ثنائية "بناءة"، واتفق الزعيمان على الاجتماع على هامش قمة الناتو في حزيران المقبل.

وقالت ثلاثة مصادر مطلعة لوكالة رويترز: إنه من المرجح أن يستخدم بايدن عبارة "إبادة جماعية" في بيان يوم السبت عندما تُنظم فعاليات سنوية لإحياء ذكرى الضحايا في مختلف أرجاء العالم.

ورقة ضغط على تركيا

تعترف ثلاثون دولة بـ "الإبادة الأرمنية"، وتقول هذه الدول إن بين 1.2 و 1.5 مليون أرمني قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى بأيدي قوات السلطنة العثمانية. لكن تركيا ترفض استخدام كلمة "إبادة" وتتحدث عن مجازر متبادلة على خلفية حرب أهلية ومجاعة خلفت مئات آلاف الضحايا بين الأتراك والأرمن.

وتطالب أرمينيا واللوبيات الأرمنية في العالم بشكل عام، تركيا بالاعتراف بما جرى خلال عملية التهجير عام 1915 على أنه "إبادة عرقية"، ومن ثم دفع تعويضات.

وبحسب اتفاقية 1948، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، فإن مصطلح "الإبادة الجماعية" (العرقية)، يعني تدميراً كلياً أو جزئياً لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية.

تجنبت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الاعتراف "بالإبادة الأرمنية"، في حين يبدو أن الإدارة الجديدة برئاسة جو بايدن ستخضع لضغوط الكونغرس الأميركي.

وكان مجلس النواب قد صوت بغالبية ساحقة في نهاية تشرين الأول عام 2018 ، على القرار، وتبنى مجلس الشيوخ الخميس بالإجماع نصاً "من أجل إحياء ذكرى الإبادة الأرمنية عبر الاعتراف بها رسميا"، ويرى البعض أن اعتراف الكونغرس هو بمنزلة ورقة ضغط "فعالة" ضد تركيا.

لكن مورغن أورغاتوس المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية أعلنت حينذاك في بيان مقتضب أن "موقف الإدارة لم يتغير" بعد تصويت الكونغرس بمجلسيه على الاعتراف بأحداث عام 1915 على أنها عملية إبادة للأرمن. وقالت "إن وجهات نظرنا تنعكس في بيان الرئيس النهائي حول هذه القضية في نيسان الماضي".

استغلال سياسي

أعرب بطريرك الأرمن في تركيا ساهاك ماشاليان، عن حزنه لاستغلال بعض الدول لآلام الماضي "لأهداف سياسية آنية".

جاء ذلك في حديث لوكالة الأناضول، بشأن أحداث عام 1915، ومحاولات بعض الأطراف استغلال هذا الملف لأغراض سياسية.

وقال ماشاليان: "يحزننا رؤية استغلال آلام شعبنا (أحداث 1915) والذكرى المقدسة لأجدادنا من قبل بعض الدول لأهداف سياسية آنية".

وأكد أن "التوترات التي خلقها طرح هذا الموضوع (مزاعم الإبادة) على أجندات البرلمانات منذ عشرات السنين، لا تخدم التقارب بين الشعبين (الأرمن والأتراك) بل على العكس تؤخر المصالحة".

وأضاف ماشاليان: "ليس من المنطقي إغفال الكثير من الروابط الجغرافية والتاريخية التي تجمع بين الأتراك والأرمن، وتعود لقرابة ألف عام من السلام والتعايش، والتركيز على مزاعم الإبادة التي يعود تاريخها لـ 106 سنوات مضت".

وأوضح ماشاليان أنه "حان الوقت للنظر بجدية إلى الرسائل الإيجابية الرامية للتقارب بين الأتراك والأرمن، والتي ظل الرئيس رجب طيب أردوغان يشير إليها منذ أن كان رئيسا للوزراء".

وأشار إلى ضرورة البدء في تفعيل مقترح الرئيس أردوغان الداعي لإنشاء "مجلس سلام لمنطقة القوقاز".

وأكد ماشاليان أن مقترح الرئيس أردوغان "قادر على حفظ السلام بين شعوب منطقة القوقاز لمدة 100 سنة مقبلة".

مقترح تركي

تؤكد تركيا عدم إمكانية إطلاق "الإبادة العرقية" على تلك الأحداث بل تصفها بـ"المأساة" لكلا الطرفين، وتدعو إلى تناول الملف بعيدا عن الصراع السياسي وحل القضية بمنظور "الذاكرة العادلة" الذي يعني التخلي عن النظرة الأحادية إلى التاريخ، وتفهم كل طرف ما عاشه الآخر، والاحترام المتبادل لذاكرة الماضي لكل طرف.

كما تقترح تركيا القيام بأبحاث حول تلك الأحداث في أرشيفات الدول الأخرى، إضافة إلى الأرشيفات التركية والأرمنية، وإنشاء لجنة تاريخية مشتركة تضم مؤرخين أتراكاً وأرمنيين وخبراء دوليين.

وقال فخر الدين ألطون، رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، إن بلاده تواجه حاليا رواية تسعى لإذكاء نزاع بين المجتمعين التركي والأرمني الذين عاشا لقرون معاً في أجواء من السلام.

جاء ذلك في كلمة ألقاها ألطون، الثلاثاء الفائت، خلال "المؤتمر الدولي لأحداث 1915"، لمناقشة الخلفية التاريخية والبعد القانوني لأحداث ذلك العام، وانعكاساتها على الحاضر، والذي تنظمه دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، في الوسط الافتراضي.