icon
التغطية الحية

"لقاح كورونا".. يزيد مخاوف السوريين وسط تردد معظمهم عن التطعيم

2021.11.05 | 05:26 دمشق

61312dc04c59b7042b65e794.jpg
دمشق - جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

تشهد مناطق سيطرة النظام حالة من الانقسام الشديد واللامبالاة حيال لقاح كورونا رغم دخول البلاد في الذروة الرابعة للجائحة، وبين من يمتنع عن التلقيح وبين من حصل عليه، وتشكل الإحصائيات الرسمية دليلاً قوياً على حدة هذا الانقسام ورفض اللقاح وذلك بعد أكثر من سبعة أشهر على بدء حكومة النظام بتلقيح كوادرها الصحية ومن ثم إطلاق حملات تلقيح لكل الراغبين من السكان الذين لم تتجاوز نسبة من تلقح منهم الـ 5%. 

قال رامي إسماعيل (41عاماً) وهو من سكان مدينة دمشق لموقع تلفزيون سوريا "أرفض أخذ اللقاح كونه ما زال تجريبيا، وكونه تسبب في وفاة أحد أقاربي بعد أخذه".

وذكر، بأنَّه تعرض منذ فترة قريبة لأعراض رشح قوية تشبه ما يحدث مع مصابي كورونا، لكنه لم يحتج لأكثر من أدوية الرشح المعروفة.

وأعرب سكان في دمشق عن تخوفهم من تلقي لقاح فيروس كورونا لأسباب عديدة منها تسببه بالخلطات والعقم وغيرها من الأمراض والآثار الجانبية التي رافقت اللقاح منذ الإعلان عنه.

وفي نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر قال عصام الأمين المدير العام لمشفى المواساة الجامعي بدمشق بإنَّ هناك "ترددا في أخذ اللقاح المضاد لكورونا إذ لا يتجاوز عدد الملقحين في سوريا الـ 440 ألف شخص وهؤلاء نسبة بسيطة من عدد السكان".

وأضاف، أن كسر حلقة انتشار الفيروس لن تتم إلا حين يصل عدد الممتنعين في المجتمع سواء بالإصابة أو بأخذ اللقاح إلى 70 بالمئة.

وفي أيار/مايو الفائت، أطلقت وزارة الصحة في حكومة النظام، منصة إلكترونية لتسجيل أسماء الراغبين بتلقي التطعيم ضد فيروس كورونا، وخصصت 71 مشفى، و96 مستوصفا، و416 فريقا جوالا، لإعطاء اللقاح للراغبين في مناطق سيطرتها.

انقسام حول اللقاح

رغم تصاعد إصابات كورونا في الأسابيع الماضية، إلا أنَّ ذلك لم يدفع السكان في دمشق نحو التوجه بكثافة للحصول على التطعيم ضد الفيروس. إذ بقيت معظم مراكز التطعيم في المدينة تسجل نسبا متدنية من الملقحين، بحسب جولة لــ تلفزيون سوريا على عدد من المراكز.

وقال أحد الكوادر العاملة في إحدى المراكز لموقع تلفزيون سوريا "اللقاح متوافر لكن لا توجد رغبة في التطعيم من قبل معظم السكان، ومن يأتي إلينا يكون مترددا، وحصل أن عزف بعض الأشخاص عن اللقاح بعد دخوله للغرفة الخاصة بالتطعيم".

وذكر، شرط عدم نشر اسمه، أنه شخصياً لم يأخذ اللقاح حتى اليوم، ولا يفكر في أخذه مستقبلاً لعدم ثقته باللقاح ولأن عملية التطعيم تقتصر فقط على إعطاء اللقاح للشخص وأخذ بياناته الشخصية دون أية متابعة لمرحلة ما بعد اللقاح.

أما هديل (31 عاماً) وهي ممرضة في مشفى حكومي بدمشق فقالت لموقع تلفزيون سوريا "أخذت اللقاح في المراحل الأولى لعملية التطعيم عندما كان اللقاح يعطى فقط للعاملين في أقسام العزل".

وأضافت، أنها لم تشعر بأية أعراض جانبية سوى ألم بسيط مكان الإبرة، لكنها تفاجأت لاحقاً بإصابتها بفيروس كورونا وتعرضها للعزل في المشفى العاملة به". وهذا ما دفعها لأن تكون غير مشجعة لأقاربها وللناس على تلقي اللقاح.

بينما لا يزال مناف (42 عاماً) يعاني من ألم متكرر في الرأس بعد تلقيه للقاح، ويقول لموقع تلفزيون سوريا "يا ريتني ما أخذته"، إذ كان قبل اللقاح يعيش بلا وجع مستمر ومتكرر برأسه.

لكن ذلك لا ينفي أن هناك من حصل على اللقاح وبكامل إرادته وقناعته، هدى (50 عاماً) تلقت اللقاح خلال حملة وزارة الصحة التابعة للنظام التي انطلقت في بداية شهر أيلول/سبتمبر الفائت، والتي لُقح خلالها نحو الــ 80 ألف شخص، بحسب حسن الغباش وزير الصحة في حكومة النظام.

غياب التشجيع على اللقاح

لم يرَ أحمد (43عاماً) أحداً من مسؤولي النظام وهم يأخذون اللقاح على وسائل الإعلام، فقط اقتصر دورهم على بعض الخطابات الخشبية بحسب تعبيره، ويقول لموقع تلفزيون سوريا "كنت أتمنى أن يخرج أحد ما من المسؤولين ويشرح لنا لماذا الناس متخوفة من اللقاح"؟

وذكر أنه في كل دول العالم ظهر المسؤولون على الشاشات يأخذون اللقاح إلا في سوريا ما زالت الدعوات خجولة، مضيفاً أنَّ اللقاح غير متوافر حتى اليوم بشكل كبير، وغير موجود في كل المراكز، إذ سجل منذ شهر ولم يتصل به أحد حتى اليوم ليأخذ اللقاح.

ويرى خالد، وهو اسم مستعار لطبيب في العاصمة دمشق أن هذا اللغط المثار حول اللقاح ليس في سوريا فقط، وإنما في معظم دول العالم يعطي نتيجة سلبية عنه خصوصاً في ظل انتشار معلومات عن حدوث آثار سلبية تفوق خطر الإصابة بالفيروس.

وقال لموقع تلفزيون سوريا "إنَّ حكومة النظام رغم قلة عدد اللقاحات في البداية  إلا أنها فشلت في الترويج وجذب الناس لتلقي اللقاح في حين إنها نجحت أكثر في إقامة التجمعات والاحتفالات العامة دون أدنى مراعاة لإجراءات التباعد الاجتماعي أو حتى ارتداء الكمامات.

وشدد الطبيب على أن غياب الثقة ليس فقط في اللقاح سواء كان "صينيا أو روسيا"، بل في المنظومة الصحية التي تعاني من الفساد والمحسوبيات، وهذا ما دفع لحدوث تردد في تلقي اللقاح حتى من قبل العاملين في القطاع الصحي. 

وذكر أنَّ وزارة الصحة التابعة للنظام تتجه لفرض التلقيح الإجباري في قادم الأيام، إذ عممت على جميع جهاتها الحكومية لفرض اللقاح على موظفيها ومنع دخول المراجعين لتلك المؤسسات في حال لم يتلقوا اللقاح.